توالت ردود الأفعال والإدانات العربية والدولية لجريمة الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، عندما قصف مستشفى الأهلي العربي المعمداني في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يتواجد في عمّان حاليا استعداد للقمة الرباعية التي ستجمعه بعاهل الأردن والرئيسين المصري والأمريكي، الحداد لمدة 3 أيام بالأراضي الفلسطينية، بعد مجزرة المستشفى.

بدوره، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن قصف القوات الإسرائيلية لمستشفى المعمداني جريمة إبادة جماعية وكارثة إنسانية.

مصر

وأدانت مصر، عبر بيان لوزارة خارجيتها، "بأشد العبارات" القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في غزة، قائلة إنه يتعين على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لوقف مثل هذه الانتهاكات.

وأضاف بيان لوزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء: "تعتبر مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكا خطيرا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة".

السعودية

بدورها، وصفت السعودية، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي بـ"الجريمة الشنيعة"، مؤكدة رفضها لهذا "الاعتداء الوحشي".

واعتبر بيان المملكة أن الهجوم الإسرائيلي "يفرض على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق القانون الإنساني الدولي، حينما يتعلق الأمر بالممارسات الإسرائيلية الإجرامية واتخاذ موقف جادا وحازما لتوفير الحماية للمدنيين العزل".

الأردن

بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، محملة إسرائيل المسؤولية عن هذا التطور الخطير.

‏وأكد المتحدث باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، رفض وإدانة المملكة الشديدين، "لهذا الفعل الذي يتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني، وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بقواعد الحرب"، معرباً عن أحر التعازي لأسر الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وشدد القضاة على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فوراً.

من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "قصف مستشفى يضم نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية".

ودعا "الإنسانية جمعاء إلى التحرك لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة".

قطر

وأدانت قطر، عبر وزارة الخارجية، القصف الإسرائيلي للمستشفى، معتبرة أنه "تعد سافر على  القانون الدولي والإنساني".

واعتبر البيان أن "توسع الهجمات الإسرائيلية في غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما فيها المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة".

سلطنة عمان

واستنكرت الخارجية العمانية استهداف مستشفى المعمداني، واعتبرته "جريمة حرب وإبادة وانتهاكات للقانون الدولي والمواثيق الدولية".

مجلس التعاون الخليجي

من ناحيته، أصدر الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بيانا اعتبر فيه أن "استهداف مستشفى الأهلي المعمداني دليل صارخ لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة غير المعترفة بالمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، ودليل على رعونة ممارساتها".

تعليق غربي

وفيما يعد أول تعليق غربي، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن المجزرة، إنها "أمر فظيع وغير مقبول وغير قانوني".

نوثق الجرائم ولن يفلتوا

من ناحيته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن الجامعة "توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم".

وتساءل أبو الغيط، عبر حسابه الرسمي بمنصة "X": "أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟..".

شخصيات

من جهتهم، أدانت شخصيات عربية المجزرة الإسرائيلية الجديدة في غزة، معتبرين أن الأمور "يجب أن تنقلب على المعتدي".

واعتبر الباحث عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث، في تدوينة عبر منصة "X" أن قصف المستشفى يعني أنه "لا حدود للإجرام الاسرائيلي والنذالة والجبن".

وأوضح أن "المستشفى الذي تم قصفه لم يكن فقط مكانا لعلاج المرضى والمصابين من الغارات، بل يشكل أيضا ملاذا لمن فقدوا بيوتهم من الغارات أيضا".

وكتب الإعلامي الفلسطيني ورئيس منتدى "الشرق"، وضاح خنفر، أن ما يجري في غزة الآن هو "مشاهد مذهلة ومحرقة أمام سمع العالم وبصره".

ومضى بالقول إن ما جرى هو "حفلة استقبال" للرئيس الأمريكي جو بايدن، مطالبا الزعماء العرب المجتمعين به، وغيرهم، بأن يكون لهم صوت.

وعلق السياسي والأكاديمي المصري المعارض حسن نافعة على المجزرة بالقول: "أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا"، لافتا إلى أنها تأتي قبل أقل من 24 ساعة من وصول بايدن.

عدد مفزع

وفي الوقت الذي تشير فيه الأرقام الواردة من مصادر فلسطينية إلى تجاوز عدد الشهداء 500 جراء المجزرة، قال شهود إن العدد الحقيقي ربما يصل إلى ألف شهيد.