كمائن وقناصة ومسيّرات.. صعوبات تنتظر قوات إسرائيل حال اجتاحت غزة

السبت 21 أكتوبر 2023 01:51 م

كمائن وقناصة ومسيّرات.. هكذا يتوقع أن يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عمليته العسكرية البرية المرتقبة التي ينوي شنها على قطاع غزة.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن جيش الاحتلال يتوقع أن يواجه صعوبات في المناطق المكتظة بالسكان في غزة، لأن مقاتلي "حماس" قد يحاولون نصب كمائن للقوات الإسرائيلية من الأنفاق ووسط الأنقاض.

وتشير إلى أن هذه المساحة المحدودة قد تحد من قدرة إسرائيل على المناورة.

وتصف الصحيفة جيش الاحتلال بأنه "أحد أقوى الجيوش في العالم"، لكنها أشارت بوضوح إلى أن "حماس" كانت تستعد على ما يبدو لعملية برية إسرائيلية واسعة النطاق.

وتضيف أن القصف الإسرائيلي المكثف، حوّل مباني وشوارع غزة إلى متاهة من الركام، وهو ما قدي يعيق تحركات الجيش الإسرائيلي.

ويُرجح أن يؤدي الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة إلى الحد من نطاق الهجمات التي يمكن تنفيذها من الجو، حتى لا تُعرض القوات الإسرائيلية على الأرض للخطر.

يشار إلى أنه في عام 2014، شرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إضعاف "حماس" من خلال الغزو البري لغزة.

وفي حين وجهت تلك الحرب ضربة كبيرة لـ"حماس"، إلا أنها كانت تحديًا كبيرًا، ولم تحاول إسرائيل توغلًا آخر منذ ذلك الحين.

وسبق أن قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إن المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات لأي عمل عسكري إسرائيلي، بما في ذلك الزحف البري المتوقع.

وأضاف أن "إسرائيل تعاني من ارتباك عسكري، مقابل ثقة قادة المقاومة في الميدان واطمئنانهم، إذ إنهم درسوا كافة السيناريوهات لأي عمل عسكري".

وأوضح مشعل أن "العدوان الحالي على غزة ليس أول حرب، كما أنها ليست المرة الأولى التي ترفع فيها شعار القضاء على حماس، وفي كل مرة تتفاجأ إسرائيل بصمود المقاومة".

تقول الصحيفة في سياق حديثها عن التحديات التي ستواجه جيش  الاحتلال، إنه يمكن استخدام الأنقاض كمخبأ تهاجم منه "حماس" الجنود الإسرائيليين.

وتضيف أن "حماس" أيضاً قد تحاول توجيه جنود الجيش الإسرائيلي إلى المناطق التي زرعت فيها العبوات الناسفة والمتفجرات.

وفي معرض حديثها عما قد يواجه القوات الإسرائيلية المتدخلة برا، تلفت الصحيفة إلى أن "حماس" قد تستخدم أيضاً طائرات مسيرة انتحارية، إلى جانب المروحيات الرباعية التي استخدمتها أيضاً، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أثناء تنفيذها عملية "طوفان الأقصى".

وتابعت: "قد تستخدم حماس هذه المروحيات أيضاً لإلقاء متفجرات من الجو".

وتوضح الصحيفة أيضاً أن "التهديدات قد تأتي من أي اتجاه، فمثلاً قد يضعون قناصة على أسطح المباني"، لاستهداف الجنود الإسرائيليين.

وفيما قد يستخدم جيش الاحتلال تكتيكاً يجمع بين المشاة والمدرعات وعناصر دعم أخرى ليتقدم، فالمركبات المدرعة ستوفر غطاءً وقوة نارية للمقاتلين، حسب الصحيفة، التي قالت إن الشوارع الضيقة قد تقيّد حركتها، وتجعلها عرضة للنيران المضادة للدبابات.

كما ترى الصحيفة، أنه لا يمكن تحقيق أهداف في هذه العملية إلا من خلال قتال المشاة، وهذا سيقتضي من الجنود الانتقال من منطقة إلى منطقة، ومن باب إلى باب، لإخلاء المباني وتنظيفها.

لكن سيكون بمقدور مقاتلي حماس في المقابل، التنقل من موقع لآخر عبر فتحات مصنوعة في الجدران.

وتنوه الصحيفة أيضاً إلى "أنفاق حماس"، التي قد تمكّن مقاتليها من الاختباء ومحاولة مفاجأة الجنود الإسرائيليين.

وتزعم الصحيفة أن بعض هذه الأنفاق يُستخدم لإنتاج الصواريخ، والبعض الآخر يؤوي مسؤولين كباراً في "حماس".

وتسلط الصحيفة الضوء على أن محاولة تدمير الأنفاق بهجمات جوية قد يلحق الضرر بالمدنيين، وهذا يثير مخاوف بشأن مصير الأسرى والمفقودين.

وسبق أن حثت الولايات المتحدة ودول أوروبية، إسرائيل أن يكون لديها استراتيجية واضحة بشأن أهدافها، إذا شنت غزواً برياً لغزة، محذرين من احتلال طويل الأمد للقطاع، ودعوهم بالتركيز بشكل خاص على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

كما مارست واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية، ولا تزال تمارس ضغوطا على تل أبيب، لتأجيل عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة، حيث تريد من وراء هذه الضغوط كسب مزيد من الوقت لإنجاح محادثات سرية تجري بوساطة قطر، لإطلاق من وصفتهم بالرهائن الذين تحتجزهم "حماس".

وبحسب مصادر، فإن إسرائيل رضخت للرغبة الأمريكية وأجلت ما وصفت بأنها "عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على حماس".

كما أن تل أبيب غيرت لهجتها بشأن الخطط الميدانية، ما يعد مؤشرا على أن النهج يذهب باتجاه عملية محدودة.

ويخشى المسؤولون الأمريكيون تأجج التوترات بالمنطقة، مما يهدد بتوسيع رقعة الصراع لتشمل مناطق أخرى قد تجبر واشنطن على التورط عسكريا في دعم إسرائيل مباشرة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه بات مستعدا لشن العملية، وينتظر فقط القرار السياسي، لكن تقارير تفيد بأن إسرائيل مترددة في دخول قطاع غزة خشية التعرض لانتكاسة بعد الضربة التي تلقتها حين شنت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

من جانبه، يقول مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في مركز واشنطن لسياسة الشرق الأوسط مايكل آيزنشتات: "يبدو أن العملية البرية الكبرى قد تركز على مدينة غزة، على الأقل في البداية، وربما بدرجة محدودة على أماكن أخرى أيضاً".

ويضيف: "لكن من المرجح أن يستمر القصف المدفعي والجوي لأهداف إضافية في جميع أنحاء قطاع غزة أيضاً".

أما الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط غيث العمري، فيحذر من أن "للحملة البرية سيكون لها حتماً عواقب وخيمة على المدنيين في قطاع غزة"، ويلفت إلى أن "طبيعة البناء الحضري هناك تعني أن هذه العملية ستواجه مقاومة شرسة".

ويضيف العمري، أن العملية "ستتطلب استخدام قوة هائلة من جانب إسرائيل، وما يثير القلق في هذه العملية هو أنها قد تستمر لفترة غير مسبوقة، والمدنيون لن يكونوا عرضة لخطر الموت والإصابة بشكل مباشر فحسب، بل سيتعرضون أيضاً لنقص حاد وطويل الأمد في المساعدات الإنسانية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اجتياح بري حماس المقاومة فلسطين طوفان الأقصى إسرائيل

دبلوماسي هندي: أمريكا لا تريد عملية إسرائيلية برية في غزة لكن لا تستطيع منعها

صحيفة بريطانية تكشف استراتيجية إسرائيل لغزة بعد القضاء على حماس

سيناريو تفضله وآخر لا تتمناه.. ما تدبره إسرائيل لغزة بعد غزو بري

وول ستريت جورنال: على طريقة الموصل وماريوبول.. إسرائيل قد تستولي على غزة بمقابل باهظ

صرخات بالعبرية من دمى.. تفاصيل كمائن حماس للجنود الإسرائيليين في غزة