رسالة إلى صحفيي تغطية حرب غزة: لا تكونوا رصاصا في مدافع المحتلين

الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 01:27 م

سلط الكاتب المقيم في لندن والنشاط في مكافحة الإسلاموفوبيا، محمود إبراهيم، الضوء على ما كشفته التغطية الإعلامية الغربية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشددا على ضرورة مواجهة الرواية المخادعة التي تساوي بين قوة الظالمين الاستعماريين والشعب المضطهد.

وذكر إبراهيم، في مقال نشره بموقع "بوليتيكس توداي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الجماعة الصحفية شيعت جثمان الصحفيين الفلسطينيين، سعيد الطويل ومحمد صبح، اللذين استشهدا بغارات جوية إسرائيلية، بقطاع غزة، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك أثناء تصويرهما استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمبنى سكني في منطقة الرمال غرب غزة.

وأضاف أن العالم يشهد مرحلة أخرى من التطهير العرقي والقتل الجماعي للفلسطينيين، في الحرب الحالية على غزة، والتي تصفها وسائل الإعلام الدولية بشكل مخادع بأنها "صراع"، مشيرا إلى مقتل أكثر من 4500 فلسطيني في وقت كتابة المقال، وهو العدد الذي ارتفع إلى أكثر من 5 آلاف، الثلاثاء، 70% منهم رضع وأطفال ونساء وشيوخ.

 وفي حين أن أكثر من 60% من سكان قطاع غزة نزحوا، يرى إبراهيم أن الصحفيين يمكنهم القيام بأحد أمرين:

1. المقاومة الصحفية للرواية المخادعة التي تساوي بين قوة الظالمين الاستعماريين والشعب الفلسطيني المضطهد، ويمكن القيام بذلك بطرق مختلفة؛ في الميدان، وداخل غرفة الأخبار، على الهواء، وفي اللقاءات التحريرية، وعبر رسائل البريد الإلكتروني، وفي تدقيق التعبيرات الإعلامية، وعبر اختيار الكلمات والصور واللقطات والمصادر، في شرح سياق وتاريخ الاحتلال ومعاناة العائلات في ظل نظام الفصل العنصري.

2. إذا بذل الصحفيون قصارى جهدهم ولم يتمكنوا من إحداث تغيير ولو بنسبة 1%، أو إذا أجبروا على الصمت وتم الضغط عليهم لتصبحوا متواطئين في تحريف الحقيقة، أو إذا تم تهميشهم ليصبحوا مجرد رقم صحفي لا مساهمة له في تصحيح الرواية، فعليهم أن يفكروا جديا في اختياراتهم المهنية.

ووجه إبراهيم رسالة إلى جموع الصحفيين حول العالم: "لا تصبحوا رصاصة في مدفع رشاش، تمثلها وسائل الإعلام التي يمكن أن تصنع موافقة الجمهور على دعم المجازر".

وأضاف: "أنت صحفي، مهمتك نقل الحقيقة والدفاع عن العدالة، ولست أداة في آلة الدعاية التابعة لجيش المحتل. يمكنك أيضًا أن تكون أداة بصمتك المخزي، في الوقت الذي تكون فيه في أمس الحاجة إلى التحدث".

وفي السياق، أكد إبراهيم أنه لم يندم على مغادرة شبكة "بي بي سي" البريطانية احتجاجا على تغطيتها لحرب غزة عام 2014، التي قُتل فيها 551 طفلاً و299 امرأة، والتي كان حجم الخسائر البشرية والدمار والتهجير فيها كارثيًا ولا مثيل له، منذ عام 1967، معلقا: "لقد نسي الناس تلك المجزرة كما نسوا غيرها، لكن الفلسطينيين الذين يعيشون معها لا يمكنهم أن ينسوا أبدا".

ويشير إبراهيم إلى أن "ما يسمى بالمجتمع الدولي يعطي الضوء الأخضر لمشروع استعماري جديد آخر مصحوبًا بجرائم حرب في فلسطين"، محذرا من أن "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي لا يؤثر على حياتهم فحسب، بل يتقاطع مع كراهية الإسلام".

وختم إبراهيم مقاله بخلاصة مفادها أن "خطاب الاستشراق الجديد حول العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، والذي يشوه صورتهم ويؤدي إلى ارتفاع جرائم الكراهية، هو جزء لا يتجزأ من حملة شيطنة الفلسطينيين في وسائل الإعلام غربية، ولكي يتمكن الصحفيون من إحداث التغيير، عليهم أن يتخلصوا من العقلية التي يرسخها هذا الخطاب فيهم أولا".

المصدر | محمود إبراهيم/بوليتيكس توداي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة الصحفيين إسرائيل سعيد الطويل محمود صبح حرب غزة

مراسلون بلا حدود: استهداف إسرائيلي دقيق تسبب بمقتل صحفي في لبنان

مراسلون بلا حدود تدين هجمات إسرائيل ضد الصحفيين في غزة

الحرب الإسرائيلية على غزة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين

عبر رسالة.. 750 صحفيا ينتقدون تغطية الإعلام الغربي للحرب في غزة