عبر صفقات ضخمة.. أوروبا تعمق اعتمادها على غاز قطر المسال

الأربعاء 25 أكتوبر 2023 10:26 ص

لماء الفراغ الذي خلَّفه فقدان الغاز الطبيعي الروسي، يتدافع القادة الأوروبيون جميعا إلى دولة وحدة، هي قطر، لطلب المساعدة، بحسب تقرير لميليسا لوفورد في صحيفة "ذا تلجراف" (The Telegraph) البريطانية ترجمه "الخليج الجديد".

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على صادرات الطاقة الروسية؛ على خلفية حرب تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022، وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي.

لوفورد قالت إن شركة "قطر للطاقة"، المملوكة للدولة، وقَّعت ثلاثة عقود ضخمة، لتزويد فرنسا وإيطاليا وهولندا بالغاز الطبيعي المسال لعقود قادمة، فيما ترتبط الدولة الخليجية وألمانيا باتفاق بالفعل.

فخلال أسبوعين فقط، أعلنت الشركة القطرية عن صفقات مع "توتال إنيرجي" و"شل" و"إيني" لتزويد فرنسا وهولندا وإيطاليا بملايين الأطنان من الغاز الطبيعي المسال، بداية من عام 2026.

وبموجب هذه الصفقات الضخمة، يستمر الاتفاقان مع فرنسا وهولندا 27 عاما، بينما يستمر الاتفاق مع إيطاليا 26 عاما، كما أردفت لوفورد.

وسنويا، ستشحن قطر 3.5 مليون طن من الغاز السائل إلى فرنسا، أي حوالي 14% من إجمالي واردات الدولة الأوروبية من الوقود في 2022.

أحد أكبر الاحتياطيات

وبحسب كارول نخلة، الرئيس التنفيذي لشركة "كريستول إنرجي"، فإن "فقدان الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية ترك فجوة كبيرة في السوق".

وأولا، توجهت أوروبا نحو الولايات المتحدة لتعزيز إمداداتها، لكن قطر أصبحت أقرب وأكثر استعدادا لإبرام صفقات طويلة الأجل؛ إذ تمتلك أحد أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، ويعتمد اقتصادها على الوقود الأحفوري، كما أضافت لوفورد.

واعتبر بيل ويذربورن، محلل السلع الأساسية في شركة "كابيتال إيكونوميكس"، أن هذه "العقود الجديدة تمثل علامات مبكرة على أن أوروبا تبتعد عن الولايات المتحدة باعتبارها المورد الرئيسي لها".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قدمت قطر والولايات المتحدة 19.9% و21.7% من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية على التوالي.

إمدادات طويلة الأجل

وفي 2022، ارتفعت شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بنسبة 66%، لتحل محل الإمدادات الروسية، وفقا للاتحاد الدولي للغاز.

وجاء الجزء الأكبر من هذه الزيادة من الولايات المتحدة، لكن الإمدادات من الشرق الأوسط ارتفعت أيضا، وتشير العقود الجديدة مع قطر إلى أن أوروبا تتجه شرقا للحصول على إمداداتها طويلة الأجل.

ورأت لوفورد أن الارتفاع الكبير في الطلب من أوروبا يأتي في توقيت جيد بالنسبة لقطر؛ إذ استثمرت مليارات الدولارات لزيادة إنتاجها بما يقرب من الثلثين بحلول 2027.

وتستهدف الدوحة هذه الزيادة من مشاريع توسعة حقلي الشمال الشرقي والشمال الجنوبي، وسيعملان معا على إنتاج 48 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.

جسر بري للغاز

وليست أوروبا وحدها التي تعمل على تعميق العلاقات مع قطر، فحتى العام الماضي كانت الدولة الخليجية أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى المملكة المتحدة، بحسب لوفورد.

لكن الولايات المتحدة تحتل حاليا المركز الأول، إذ زودت المملكة المتحدة بنصف الغاز الطبيعي المسال، وفقا للبيانات الحكومية. ومع ذلك، ظلت قطر توفر 30% من الاحتياجات البريطانية.

وتلعب المملكة المتحدة دورا رئيسيا في صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا؛ إذ تمتلك ثاني أكبر بنية تحتية لإعادة تحويل الغاز في جميع أنحاء القارة، وهي بمثابة جسر بري للواردات من الولايات المتحدة وقطر إلى أوروبا.

وهذه الشراكات مع قطر ساعدت قادة باريس وروما وأمستردام وبرلين على إبعاد بلدانهم عن غاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ مما أدى إلى التخلص من نفوذ الكرملين على هذه العواصم، كما ختمت لوفورد.

المصدر | ميليسا لوفورد/ ذا تلجراف - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوروبا قطر غاز مسال صفقات روسيا

بعد زخم كأس العالم.. قطر تحفظ ريادتها بأهم مشروع في العقد المقبل