حذر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السبت، من خطورة التصعيد البري المرتقب لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

تحذير آل ثاني جاء خلال مباحثات في الدوحة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية.

وبحث آل ثاني وجوتيريش آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وسبل خفض التصعيد.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلطسينية في غزة.

وحذر آل ثاني، خلال اللقاء، من خطورة التصعيد البري لهذه الحرب على سلامة المدنيين والأسرى في غزة.

وفي 7 أكتوبر الجاري، أسرت حركة "حماس" ما لا يقل عن 229 إسرائيليا بعضهم مزدوجي الجنسية، بينهم عسكريون برتب رفيعة، وترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وشدد آل ثاني على ضرورة تواصل دخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين العالقين تحت القصف.

ومنذ أيام، يتواصل دخول قوافل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح البري مع مصر، لكنها محدودة جدا ولا تتناسب مع مستوى الكارثة الإنسانية الراهنة.

ويقطع الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء الحرب، عن سكان غزة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود؛ ما اعتبرته منظمات دولية، بينهم الأمم المتحدة، "عقاب جماعي" قد "يرتقي لمستوى جريمة حرب".

آل ثاني أكد موقف قطر الثابت من إدانة أشكال استهداف المدنيين كافة، وأنَّ قتل المدنيين الأبرياء، خاصةً النساء والأطفال، وممارسة سياسة العقاب الجماعي أمر غير مقبول تحت أي ذريعة، وفقا للبيان.

وجدد تأكيد موقف بلاده الرافض للقصف العشوائي على غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري للشعب المحاصَر.

وطالب آل ثاني بسرعة تحرك المجتمع الدولي للاستجابة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة،  للوصول إلى هدنة إنسانية في غزة.

وفي غزة يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

كما شدد آل ثاني على أهمية تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لوقف العدوان على غزة، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل.

الوساطة القطرية

آل ثاني أعرب عن تقدير قطر لجهود الأمم المتحدة، والدور الفعال لأمينها العام في حشد الجهود الدولية من أجل التهدئة وخفض التصعيد، متعهدا باستمرار جهود الدوحة في الوساطة بالتنسيق مع المنظمة الأممية.

فيما قال غوتيريش إنه جاء للدوحة لكي يعرب لرئيس الوزراء القطري عن الامتنان والدعم لمبادرات الوساطة القطرية، خاصة لإطلاق الأسرى.

وأثمرت الوساطة القطرية عن إفراج "حماس" عن أسيرتين أمريكيتين، بالإضافة إلى  إطلاق سراح أسيرتين إسرائيليتين لأسباب إنسانية ودون مقابل.

ولليوم الـ22، تواصل إسرائيل السبت شن غارات مكثفة على غزة، وقتلت إجمالا 7703 فلسطينيين، بينهم 3593 طفلا و1863 سيدة، بالإضافة إلى إصابة 19743 بجراح مختلفة، كما قتلت 111 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا للسلطات الفلسطينية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية.