استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ماذا يريد أدرعي وكوهين؟

الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 05:32 ص

ماذا يريد أدرعي وكوهين؟

لماذا توجد حسابات رسمية موثقة باللغة العربية لكثير من المسؤولين الصهاينة لتخاطبنا بلغتنا؟

لماذا توجد حسابات للصهاينة بمنصة إكس (تويتر سابقا) وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، رسمية وغير رسمية، باللغة العربية؟

حسناً.. لماذا نتبرع نحن العرب بمساعدة تلك الحسابات إذن في تنفيذ مهمتها، من حيث لا نريد ولا ندري، عبر المتابعة وإعادة النشر والتعليق؟

لا ينبغي أبدا التساهل في تلك الوسائل ولا التنازل عن ممكناتها المهمة جدا بالنسبة لنا لصالح خصومنا لمجرد أنهم يجيدون الكتابة فبها بلغتنا العربية.

في حرب غزة، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في التعريف بالسردية الفلسطينية في ظل انحياز الاعلام التقليدي الواضح لـ"السردية الصهيونية".

لماذا يهتم الصهاينة بهذه الحسابات ويروجون محتواها بين العرب بغض النظر عن ردود الفعل عليها من قبل المستخدمين العرب وتعليقاتهم وشتائمهم القاسية لهذه الحسابات؟

* * *

لماذا يحرص أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين وغيرهما على التواجد الكثيف بيننا في تلك المنصات يتجاذبون أطراف الحديث ويحاولون استخدام الثقافة العربية في الكتابة والتواصل بل أنهم لا يتورعون من اللجوء إلى كتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وغيرها لتدعيم وجهات نظرهم؟

لماذا توجد حسابات رسمية موثقة باللغة العربية لكثير من المسؤولين الصهاينة لتخاطبنا بلغتنا؟

ولماذا يهتم الصهاينة بهذه الحسابات ويحاولون تنمية محتواها ونشرها بين العرب بغض النظر عن ردود الفعل عليهم فيها من قبل مستخدمي وسائل التواصل العرب وتعليقاتهم وشتائمهم القاسية لهذه الحسابات؟

لا يمكن أن تكون تلك الحسابات التي تدار باحتراف لا يخفى على أحد، قد وجدت بشكل عفوي، أو أنها اجتهاد شخصي من قبل أصحابها، بل هي موجودة في سياق حرب إعلامية ونفسية يواجهنا بها الصهاينة في أحد أهم ميادين التعبير الحر عن الرأي، حتى تساهم بتوجيه الرأي العام العربي كما تريد ووفقاً لأجندات الصهاينة المعلنة والخفية بأبسط الطرق وأرخصها وأيسرها وأكثرها انتشاراً وعصرية، طبعا بالإضافة إلى الطرق التقليدية الأخرى.

حسناً.. لماذا نتبرع نحن العرب بمساعدة تلك الحسابات إذن في تنفيذ مهمتها، من حيث لا نريد ولا ندري، عبر المتابعة وإعادة النشر والتعليق؟

كثيرون منا يفعلون ذلك وهم يعتقدون أنهم يقدمون خدمة لقضيتنا المركزية، فيكيلون الشتائم والتعليقات الساخرة والردود الجدية على ما يقوله هؤلاء الصهاينة في حساباتهم، لكن هذا كله للأسف يساهم في توسيع رقعة نفوذ تلك الحسابات الخفي بيننا. ولذلك هم لا يهتمون بردود الفعل ولا بالتعليقات المسيئة لهم خاصة وأنهم مدربون ليس على تقبلها وحسب بل على استدراجها أيضا لإثارة المزيد من البلبلة وتطبيع العلاقات الشخصية بينهم وبين العرب بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

لقد وصل الحال ببعض العرب أنهم أصبحوا يستمرئون الحديث مع هؤلاء بشكل ودي وطبيعي، وهو ما يحقق أحد أهم أهداف الدولة الصهيونية في تفكيك القوة الشعبية العربية والتي كثيرا ما اعترفوا أنها عقبة بل هي العقبة الأولى أمامهم في طريقهم نحو التطبيع مع كثير من الأنظمة العربية.

ومن الأسباب المحتملة الأخرى لوجود هذه الحسابات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لترويج الأفكار والمواقف الصهيونية وتعزيز صورة «إسرائيل» في الوطن العربي، من طريق نشر المعلومات والمقالات التي تدعم وجهات نظرهم، والتعليق على المنشورات والمشاركة في المناقشات لتعزيز وجهات نظرهم والتأثير على الرأي العام.

لذلك كله ينبغي إهمال هذه الحسابات تماماً وعدم متابعتها ولا التعليق أو الرد عليها، والتركيز بدلاً من ذلك على التواصل مع الأشخاص الذين يشاركون آراء مختلفة والمشاركة في المناقشات الهادفة التي تساهم في توسيع آفاق الفهم والتفاهم المتبادل بين الأفراد.

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أهم الوسائل التي يتم استخدامها للتأثير على الرأي العام وتوجيهه. وبالتالي، يجب أن نكون حذرين، في استخدامها لمعاركنا المصيرية، وأن نحرص على ممارسة التفكير النقدي والانتقائي في مواجهة سيل المعلومات التي نتلقاها عبر مختلف الحسابات عموما فما بالك ونحن نعرف أنها حسابات عدو معلن لنا؟

في حرب غزة هذه الأيلعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في التعريف بالسردية الفلسطينية في ظل انحياز واضح من قبل الاعلام التقليدي لـ"السردية الصهيونية" وبالتالي فلا ينبغي أبدا التساهل في تلك الوسائل ولا التنازل عن ممكناتها المهمة جدا بالنسبة لنا لصالح خصومنا لمجرد أنهم يجيدون الكتابة فبها بلغتنا العربية.

*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل أفيخاي أدرعي إيدي كوهين السردية الصهيونية السردية الفلسطينية وسائل التواصل الاجتماعي