استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فرنسا والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني

الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 01:47 م

فرنسا والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني

كانت فرنسا هي الدولة الغربية الوحيدة التي دافعت عن حقوق الفلسطينيين، الأمر الذي أكسبها شعبية كبيرة في العالم العربي الإسلامي ودول الجنوب.

تراجعت شعبية فرنسا في بلدان الجنوب والعالم العربي والإسلامي، حيث كانت فرنسا الدولةَ الغربيةَ الأكثر شعبية ذات يوم، ولكنها فقدت تلك المكانة الآن.

هناك ضجر من صراع يبدو بلا نهاية، وخوفاً من الاتهام بمعاداة السامية لدى انتقاد إسرائيل والسعي وراء الانسجام الغربي أدى لكبح فرنسا وإبطائها بشأن هذه القضية.

أنهى ديغول التعاون النووي مع إسرائيل ووقعت نقطة التحول في 1967. كان ديغول أكّد لإسرائيل دعم فرنسا لها حال تعرّضها لهجوم من الدول العربية، لكنه طلب منها ألا تبادِر بالحرب.

في نوفمبر 1967، أعلن ديغول أن الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى قمع يسبب مقاومة ستوصف بالإرهاب وبالتالي العنف. وكان هذا إيذاناً بانهيار التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وفرنسا.

* * *

ربما نستطيع الحديث عن ثلاث فترات رئيسية في سياسة فرنسا تجاه الصراع في الشرق الأوسط. فإبان «الجمهورية الرابعة»، كان هناك تحالف قوي بين فرنسا وإسرائيل، يفسر بالأساس بذكرى المحرقة والمعارضة المشتركة للقومية العربية. وهو التحالف الذي أدى في ما بعد إلى فشل التدخل العسكري في قناة السويس عام 1956.

الجنرال ديغول أنهى التعاون النووي مع إسرائيل. ووقعت نقطة التحول هذه في سنة 1967. كان ديغول قد أكّد لإسرائيل دعم فرنسا لها في حال تعرّضها لهجوم من الدول العربية، ولكنه طلب من تل أبيب ألا تكون المبادِرة بشن الحرب.

غير أن إسرائيل هي التي شنّت «حرب الأيام الستة» ودمّرت الجيشين المصري والسوري. فأعلن عن حظر بيع الأسلحة لإسرائيل.

وفي نوفمبر 1967، أعلن أن الاحتلال الذي ستقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى قمع سيكون سبب مقاومة ستوصف بالإرهاب وبالتالي العنف. وكان هذا إيذاناً بانهيار التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وفرنسا.

جورج بومبيدو، الذي انتُخب عام 1969، أثار حفيظة إسرائيل بسبب تزويده ليبيا بحوالي مئة طائرة «ميراج» مع إبقائه على حظر الأسلحة المفروض على إسرائيل. أما فاليري جيسكار ديستان، الذي انتُخب عام 1974 في سياق أزمة النفط، فقد اقترب من دول الخليج لأسباب اقتصادية.

وفي 1979، اعترف «إعلان البندقية» الذي صدر عن «المجموعة الاقتصادية الأوروبية» بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وهو ما ندّدت به إسرائيل. وعلى إثر ذلك، مالت الجالية اليهودية الفرنسية إلى ميتران ضد جيسكار.

فقد اعتُبر ميتران، الذي انتُخب سنة 1981، صديقاً لإسرائيل. وشعرت البلدان العربية بالقلق من إمكانية حدوث تغير في سياسة فرنسا العربية. ولكن الاستمرارية انتصرت في الأخير.

ففي خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي «الكنيست»، دعا ميتران إلى منح الفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم. وفي سنة 1989، سمح بزيارة ياسر عرفات لفرنسا، التي أعلن فيها هذا الأخير أن ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل أصبح «قديماً ومتجاوزاً».

واحتجت المنظمات اليهودية الفرنسية في فرنسا بقوة. وبعد ذلك، أعلن ميتران أن كل شخص سيصوّت كما يشاء، وبأنه مسؤول عن مصالح فرنسا وليس عن مصالح طائفة معينة.

جاك شيراك، الذي انتُخب عام 1995، كان يُنظر إليه بشكل إيجابي من قبل اليهود الفرنسيين لأنه اعترف بمسؤولية الدولة الفرنسية عن حملة اعتقالات «فيل ديف» التي كانت تهدف لترحيل اليهود في أربعينيات القرن الماضي. هذا في حين أن ديغول وميتران كانا يحمّلان نظام «فيشي» المسؤولية، وليس فرنسا.

وفي ديسمبر 1996، زار شيراك القدس. كانت قوات الاحتلال تريد منعه من التجول بحرّية في المدينة. فنهر جندياً إسرائيلياً، مما أكسبه شعبية كبيرة في العالم العربي.

ثم نُسفت «اتفاقيات أوسلو» على إثر اغتيال إسحاق رابين وهجمات «حماس»، وانتخاب آرييل شارون الذي وصل إلى السلطة في 2001، واستئناف دوامة القمع والإرهاب. ولكن شيراك حافظ دائماً على علاقة مع عرفات الذي توفي في فرنسا في 2004.

وبالتالي فإن فرنسا هي الدولة الغربية الوحيدة التي دافعت عن حقوق الفلسطينيين، الأمر الذي أكسبها شعبية كبيرة في العالم العربي الإسلامي وفي دول الجنوب. ولكن نقطة التحول حدثت مع زيارة آرييل شارون في 2005. فقد انسحبت إسرائيل من غزة، ولكن من دون أي أفق للسلام مع الفلسطينيين.

واضطر الرئيس الفرنسي، الذي أُضعف (مشاكل صحية، وفاة صديقه رفيق الحريري في لبنان، الفشل في استفتاء 2005)، لمواجهة حملة هائلة في الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص معاداة السامية في فرنسا تفسّر نشاطه مواقفه لصالح فلسطين.

وكان شيراك يرغب في التصالح مع الولايات المتحدة بعد حرب العراق. فتوقف عن انتقاد إسرائيل، ثم منحه أرييل شارون شهادة في مكافحة معاداة السامية في 2005. وهكذا أضحت فرنسا أقل دينامية ونشاطاً في ما يتعلق بالملف الإسرائيلي - الفلسطيني.

نيكولا ساركوزي، الذي انتُخب في 2007، كان قريباً جداً من الجالية اليهودية الفرنسية التي صوّتت له بأغلبية كبيرة. ورغم أنه ذكّر بضرورة تحقيق السلام، مشيراً إلى أن استمرار الصراع لا يؤدي إلا إلى تغذية الإرهاب، إلا أنه لم يتخذ أي مبادرات في هذا الشأن.

فرانسوا هولاند، الذي انتُخب في 2012، كان برنامجه الانتخابي يتضمن اعترافاً بفلسطين، ولكنه تخلى عن ذلك منذ خطابه الأول أمام السفراء في نهاية أغسطس 2012.

أما إيمانويل ماكرون، فعلى الرغم من أنه أعلن خلال حملته الانتخابية تبني السياسة الديجولية - الميترانية، إلا أنه لم يغيّر هذا التوجه.

والواقع أن هناك ضجراً من الصراع الذي يبدو ألا نهاية له، وخوفاً من الاتهام بمعاداة السامية في حالة انتقاد إسرائيل. وفضلاً عن ذلك، فإن السعي وراء الانسجام الغربي أدى لكبح فرنسا وإبطائها بشأن هذه القضية.

وبسبب ذلك تراجعت شعبيتها في بلدان الجنوب وفي بلدان العالم العربي والإسلامي، حيث كانت فرنسا الدولةَ الغربيةَ الأكثر شعبية ذات يوم، ولكنها فقدت تلك المكانة الآن.

*د. باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

فلسطين فرنسا إسرائيل الغرب ديغول بومبيدو شيراك ساركوزي ماكرون قضية فلسطين معاداة السامية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني

إرضاء لإسرائيل..طرد الناشطة الفلسطينية مريم أبودقة من فرنسا

فرنسا تعتزم إرسال سفينة حربية لتقديم الدعم الطبي إلى أهل غزة