استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

متى ستفعّل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟

الخميس 2 نوفمبر 2023 05:44 ص

متى ستفعّل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟

الشعوب هي مالكة الأرض والحكم والمواقف والتعامل مع الأعداء… والشعوب قالت كلمتها.

ننصح المسؤولين العرب بأن لا يكونوا كما قال الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».

أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي الأعمى الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين عودة لأحقاد وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟

أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟

* * *

ما الذي يبقى من روح ومبادئ والتزامات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إذا كان موت الآلاف من أطفال غزة، حرقاً وقتلاً وتمزيقاً إلى أشلاء، ناهيك عن ألوف القتلى من المواطنين الآخرين، الذين ماتوا تحت أنقاض البنايات والبيوت ومجمعات العمل والمستشفيات ودور العبادة، وفي عرض الشوارع بفعل آلة التدمير الصهيونية الهمجية الدموية الحاقدة، التي قررت محو مقاطعة غزة وساكنيها من الوجود؟

إذا كان كل ذلك لم يستدع عقد اجتماع واحد لقمة عربية، أو لقمة إسلامية لبحث هذا الاعتداء الجبان على إخوة عرب مسلمين ومسيحيين محاصرين عزلا، واتخاذ مواقف مشتركة ملائمة لإيقاف هذا الكيان الصهيوني المجنون عند حده، وللإعلان أمام العالم كله أن هوية العروبة وأخوة الدين تستدعي قطع كل علاقة تبادلية سياسية واستخباراتية واقتصادية وإعلامية معه في الحال؟

وإنها، إذ تفعل ذلك فإنه استجابة لما طالبت به الملايين من العرب والمسلمين، التي لا ولن تعترف لهذا الكيان بحق الاستيلاء على ذرة من أوطان العرب والمسلمين.

بل لنكن أكثر صراحة: أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي، والدعم السياسي الأعمى، الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين الأعزل، هو معاودة جديدة لروح وحروب وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟

أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟

وإذا كان الأمر كذلك أليس من واجب العرب المسلمين والمسيحيين، وواجب المسلمين غير العرب، الديني والأخلاقي والإنساني، أن يقفوا في وجه هذه المهزلة الصليبية الجديدة، التي تؤججها الصهيونية، منذ عقود حتى تقنع الغرب الأمريكي والأوروبي بأنها إنما تحتل أرض فلسطين باسم وعد إلهي متخيل لشعب مختار متخيل، يعرف القاصي والداني أنه لا يمكن أن يصدر من رب العالمين، رب الرحمة والعدل والقسط والميزان والمحبة والمساواة في الكرامة الإنسانية.

أليس كل ذلك هو المكون الخفي وراء كل تصريحات المسؤولين السياسيين الصهاينة، وتهديدات كبار العساكر الصهيونيين اليومية التي تقطر كرهاً وحقداً واحتقاراً لكل ما هو عربي أو إسلامي، سواء في فلسطين أو في بلدان العرب والمسلمين؟

ألا يلاحظ الجميع أن تصريحاتهم جميعاً لم تذكر قط بأن حربهم المجنونة ستحاول، فقط تحاول، في الحد الأدنى، تجنب قتل الأطفال والنساء وكبار السن؟

وإذن، أليس من حق الشعوب العربية والإسلامية أن تطرح هذا السؤال: إذا كنتم، أيها المسؤولون، لا ترون في خروج الملايين منا طلباً شعبياً ساحقاً، بأن تعتبروا الكيان الصهيوني كياناً استعمارياً معتدياً بهمجية بهيمية، على أخوة لنا في العروبة والدين، وبأن تتراجعوا عن اعتقاداتكم وظنونكم السابقة بأن محاولة التصالح والتطبيع مع هذا الكيان قد تدخل الرحمة والمحبة في قلبه، فإنكم في هذه الحالة لا تحكموننا بالشرعية الديمقراطية، التي تقول بأنكم خدمة لمطالب شعوبكم وأنكم لستم سادتهم.

وفي هذه الحالة فأنتم بين أمرين: إما أن تتراجعوا عن سياساتكم الخاطئة تلك، أو أن تتركوا مسؤولية الحكم لغيركم، سواء أكان هؤلاء من شرفاء أفراد العائلات الحاكمة أو من شرفاء العساكر النبلاء، أو ممن ستنتخبهم الشعوب في انتخابات جديدة.

ما عاد من حق أحد أن يتعامل مع موضوع الصراع الوجودي مع الإدعاءات والممارسات الصهيونية من جهة ومع الاستعمار الغربي الذي أوجد هذا الكيان، وأثبت مؤخراً أنه معه حتى لو كان ظالماً متوحشاً، لا يملك ذرة من شفقة إنسانية حتى مع الأطفال المولولين خوفاً وضياعاً، ما عاد من حق أحد أن يتصرف وكأنه يملك شخصياً البلدان التي يحكم. فالشعوب هي المالكة للأرض وللحكم وللمواقف وللتعامل مع الأعداء.

والشعوب قالت كلمتها.. ننصح المسؤولين العرب والمسلمين بأن لا ينطبق عليهم قول الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان». لا نريد لهم أن يصبحوا كذلك المسؤول الذي ما زال يكذب ثم يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. نقول لهم كل ذلك احتراماً لهم وشفقة بهم، مع علمنا بتعقيدات اللحظة الدولية.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

  كلمات مفتاحية

الصهيونية الصليبية الإرادة الجمعية الجامعة العربية الحرب الوحشية المسيحيون الصهيونيون منظمة التعاون الإسلامي الصليبية الجديدة الغرب الأمريكي والأوروبي