استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

القوة الأمريكية بين التروي والتهور

الاثنين 15 سبتمبر 2014 08:09 ص

عندما تظهر أخطار في بلاد عبر البحار، يكون التفكير المحترس دائماً تقريباً هو النهج الصحيح بالنسبة للولايات المتحدة ولو أنه ليس النهج الذي يتبع دائماً . 

الولايات المتحدة لديها نزوع ثابت للرد بانفعال وجلب البلاء لنفسها . وقد رأينا كيف انتاب الهلع إدارة بوش عقب هجمات سبتمبر/ أيلول، فقامت باسقاط صدام حسين، بأكلاف بلغت تريليونات الدولارات وعشرات الآلاف من الأرواح . وكانت النتيجة دولة فاشلة في العراق، ونفوذاً متعاظماً لإيران، وظهور حركات متطرفة مثل «داعش». ولو أن بوش ومستشاريه فكروا بروية أكثر في ذلك القرار، أو شجعوا نقاشاً حقيقياً حول حكمته، لكان من الممكن تفادي ذلك الخطأ المشؤوم .

ووضع أمريكا الملائم جغرافياً، واقتصادياً، وعسكرياً يسمح لها بتبني مقاربة متروية تجاه معظم الأحداث العالمية . فالولايات المتحدة لديها اقتصاد ضخم ومتنوع، وتفوق عسكري في القوة التقليدية، ورادع نووي فعال . وهي معزولة عن معظم التهديدات بفضل محيطين شاسعين، ولا تواجه أي منافسين خطرين قرب سواحلها .

ونظراً إلى هذه المزايا، الولايات المتحدة ليست مضطرة إلى الاندفاع لإدارة نزاعات في أماكن لا تفهمها وغير مرتبطة بمصالحها الحيوية . والاخفاقات حديثة العهد في العراق، وأفغانستان وليبيا، تثبت بوضوح تام أخطار التورط النشط في غير موضعه .

والدرس ذاته ينطبق على المشكلات السياسية الراهنة . ففي أوكرانيا، كان يفترض بالولايات المتحدة أن تتوقع أن محاولة جر هذا البلد إلى الفلك الغربي سوف تستتبع حتماً رداً صارماً من روسيا . إذ إن مصير أوكرانيا يهم روسيا أكثر مما يهمنا، وقد أثبت «فلاديمير بوتين» أنه مستعد لإلحاق أذى كبير بأوكرانيا من أجل منعها من الانحياز إلى الغرب . وبدلاً من الاندفاع لدعم المتظاهرين الذين خلعوا الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، كان ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين أن يعملوا بالتعاون مع موسكو من أجل بلورة اتفاق يحصن وضع أوكرانيا كدولة مستقلة، وأيضاً كدولة محايدة وعازلة .

وفي الشرق الأوسط، يستدعي ظهور "داعش" أيضاً رداً فيه ترو . وتنظيم «داعش» حركة سياسية وحشية، إلا أنه لا يشكل ذلك «التهديد الذي يتجاوز كل ما عرفناه» الذي تحدث عنه وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل . وحسب بول بيلر (الأكاديمي في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون والمسؤول الرفيع سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه»)، في مقال كتبه لمجلة «ذي ناشيونال انترست» في 25 أغسطس/ آب، فإن تنظيم «داعش» لديه قوات متواضعة ومسلحة تسليحاً خفيفاً، وليس لديه أي بحرية أو سلاح جوي، كما ليس لديه فرصة تذكر للتوسع أكثر مما فعل حتى الآن، والاندفاع بتعجل لـ«تدمير»هذا التنظيم سوف يسهل جهوده لتجنيد مقاتلين من بين أولئك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تزال مصممة على السيطرة على المنطقة، ويوفر لقادته حوافز أقوى لكي يهاجمونا هنا في بلدنا .

إن النهج الأكثر فطنة هو ترك اللاعبين الإقليميين يتعاملون مع هذه المشكلة، لأن لديهم مصلحة مباشرة في ذلك، ولأن الحل الوحيد على المدى الطويل هو إعادة توطيد سلطة دولة فعالة في تلك المناطق . وإذا ما حدث أن أصبح «داعش» خطراً جدياً في المستقبل، فسوف يكون هناك متسع من الوقت لإعداد رد أكثر حزماً . والرئيس أوباما محق في إعطاء نفسه فسحة من الوقت لكي يبلور استراتيجية محكمة .

وحيث إن الولايات المتحدة تتمتع بمثل هذه القوة الهائلة، فإن أعمالها يكون لها حتماً أثر كبير على آخرين . وهي آمنة أكثر من أي قوة كبرى أخرى، ويتعين عليها أن تحرص على استخدام قوتها بحكمة . وهذه ليست حجة للدعوة إلى تبني سياسة انعزال سياسي، بل هي حجة للدعوة إلى استخدام حصيف للقوة الأمريكية، وإلى عدم إرسال الجيش الأمريكي إلى أماكن يتعرض فيها لخطر إلا عندما تكون مصالح حيوية مطروحة في الميزان .

ستيفن والت أستاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد

 

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

داعش أمريكا أوباما