استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كيف أصبح المستشفى عنوان "الانتصار" الصهيوني؟

الأحد 12 نوفمبر 2023 05:02 ص

كيف أصبح المستشفى عنوان "الانتصار" الصهيوني؟

احتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم.

العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.

مع فشل ضرب الهيكل القيادي للمقاومة تكيّف جيش الاحتلال نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء.

اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود.

يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.

* * *

يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.

تقوم هذه النظرية لدى الصهاينة في الأدبيات والممارسة على خمسة ركائز هي التفوق الاستخباري، وبناء حاجز دفاعي معقد، والمباغتة المتفوقة تكنولوجياً ونارياً، وتكرار الهجوم لمنع تراكم إمكانات المقاومة بتكتيك "جز العشب"، وفي حال تمكنت قوة من تجاوز كل ذلك والهجوم فلا بد من تدريب الجنود على ظروف حرب العصابات ليكونوا مستعدين للحرب مع المقاومة.

هجوم 7 أكتوبر ضرب ركائز النظرية الخمسة، وأصاب الذات الصهيونية المتضخمة في مقتل؛ فباتت تقاتل من دون نظرية حرب لكنها في الوقت عينه بحاجة ماسة لتحقيق النصر الثأري العظيم الذي يشفي جروح الغرور؛ ولعل هذه هي المعضلة المركزية التي يمكن من خلالها فهم السلوك الصهيوني في هذه الحرب.

الواضح مع الزمن، ومع الفشل في ضرب الهيكل القيادي للمقاومة باستخدام معلومات استخبارية؛ أن جيش الاحتلال تكيف نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء، وأن يروج له بشكل يؤسس لجعله هدف الحرب الذي يسمح تحقيقه باستعراض صورة نصرٍ موهوم.

هذا التكيف النفسي يؤكد أن العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.

لا يخفى أن مثل هذا السلوك ستكون عاقبته وخيمة؛ فاحتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته، وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم؛ علاوة على أن اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود كفكرة إلغائية عدوانية تصادم الطبيعة الإنسانية.

*زياد أبحيص كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الاحتلال المقاومة صهيونية مستشفى الشفاء عنوان "الانتصار" الصهيوني مركز القيادة عقلنة الحرب