الأرقام تتحدث.. تراجع الدعم الشعبي في الولايات المتحدة لحرب إسرائيل على غزة

الأربعاء 15 نوفمبر 2023 05:59 م

أظهر استطلاع جديد أجرته "رويترز/إبسوس"، أن التأييد الشعبي في الولايات المتحدة لـ"حرب إسرائيل على حركة حماس" في قطاع غزة في تراجع، في وقت تسببت الحرب في انخفاض كبير في شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن.

بينما يعتقد أغلب الأمريكيين أنه يتعين على تل أبيب إعلان وقف لإطلاق النار في الصراع الذي تفاقم إلى أزمة إنسانية.

وأظهر استطلاع الرأي الذي أُجري على مدار يومين، آخرهما الثلاثاء، أظهر أن نحو 32% من المشاركين قالوا إن "الولايات المتحدة عليها أن تدعم إسرائيل" لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع، وهو ما يمثّل انخفاضاً عن نسبة التأييد البالغة 41% في استطلاع أُجري الشهر الماضي.

وارتفعت نسبة من قالوا إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطاً محايداً" إلى 39% في الاستطلاع الجديد من 27% قبل شهر.

فيما قال 4% من المشاركين في الاستطلاع إن "على الولايات المتحدة دعم الفلسطينيين"، بينما قال 15% إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل إطلاقاً، والنسبتان مماثلتان لما أظهره استطلاع الشهر الماضي.

وقال نحو 68% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يوافقون على جملة "إسرائيل عليها أن تعلن وقفاً لإطلاق النار وتحاول التفاوض".

وفي إشارة قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل، أيد 31% فقط من المشاركين في الاستطلاع إرسال أسلحة إليها، بينما عارض 43% الفكرة، وقال الباقون إنهم غير متأكدين.

وكان تأييد إرسال أسلحة إلى إسرائيل أقوى بين الجمهوريين، بينما عارضه ما يقرب من نصف الديمقراطيين.

وأجرت "رويترز/إبسوس"، الاستطلاع عبر الإنترنت، وعلى مستوى البلاد، وجمعت ردودا من 1006 بالغين أمريكيين.

كما أظهرت نتائج 4 استطلاعات رأي أمريكية أُجريت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انخفاضاً كبيراً في شعبية بايدن، بسبب موقفه الداعم والمطلق لإسرائيل في حربها على غزة، وفقاً لموقع "أكسيوس".

وكانت مؤسسة "جالوب" أعلنت انخفاض شعبية بايدن بين الديمقراطيين بـ11 نقطة مئوية، مقارنة بالشهر الماضي فقط.

وكان الاستطلاع الأخير قد أجري في الفترة ما بين 2 و23 أكتوبر/تشرين الأول.

وتراجعت نسبة تأييد بايدن بين الديمقراطيين إلى مستوى قياسي بلغ 75%، بينما تتسع الفجوة أكثر في صفوف المواطنين العرب والمسلمين.

كما أظهر استطلاع سنوي أجرته مؤسسة "جالوب" في فبراير/شباط، أن الديمقراطيين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين للمرة الأولى في تاريخ الاستطلاع الذي يمتد لعقدين من الزمن.

وكانت الولايات المتحدة، شهدت خلال الأسابيع الماضية، عدة تظاهرات غاضبة أبرزها في ولاية نيويورك، حيث أغلق محتجون محطة جراند سنترال الرئيسية في مانهاتن الشهر الماضي، وتظاهروا في المدينة، وفي مبنى كانون هاوس الإداري بالكونجرس بالعاصمة واشنطن.

كما احتل مئات الناشطين اليهود الأمريكيين التقدميّين، بصفة سلمية تمثال الحرية في نيويورك لمطالبة إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حدّ لما يتسبب به قصفها من "إبادة جماعية لمدنيين فلسطينيين في غزة".

وارتدى الناشطون، وجلّهم من الشباب قمصاناً سوداء، طبعت عليها شعارات من بينها "يهود يطالبون بوقف إطلاق النار الآن"، و"ليس باسمنا"، ووقفوا أسفل قاعدة النصب التذكاري الذي يرمز لنيويورك.

وفي إسرائيل، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء، استطلاعا للرأي كشف أن 28% من الإسرائيليين يرون أن الهدف على المدى الطويل هو ضم الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى إسرائيل.

بينما أيدت نسبة مقاربة، تبلغ 27% اتفاقا على أساس دولتين لشعبين، وأيدت نسبة قريبة أيضا تعادل 25% الانفصال أحادي الجانب عن الفلسطينيين، وطالب 5% بالاستمرار في إدارة الصراع.

بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية، أكد 32% من الإسرائيليين على أهمية السلطة الفلسطينية للمصالح الإسرائيلية، فيما يرى 31% أنها تتناقض مع المصالح الإسرائيلية، و16% يقولون إنها غير مهمة.

وفيما يتعلق برؤية المشاركين لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، أيد 37% دخول قوة دولية تعتمد على دول أجنبية إلى القطاع، ودعم 8% قوة تعتمد على دول عربية، و18% دعموا قوة تتألف من دول أجنبية وعربية، بينما اعتبر 22% إن وجود قوة دولية سيشكل مساسا بالسيادة الإسرائيلية.

ويرى المحللون الإسرائيليون أن الاستطلاع كشف عن اقتناع الرأي العام الإسرائيلي بضرورة الإسراع في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية مع الإشارة إلى أن 52% يدركون أن الحل يكمن في سلطة فلسطينية مستقلة، سواء تم تشكيلها عبر اتفاق أو بعد انفصال أحادي الجانب.

بينما رأى محللون آخرون أن هذه النسب المتساوية تقريبا، والتي تقسم الرأي العام الإسرائيلي إلى 3 أقسام تكشف عن حالة من الضبابية في رؤية الإسرائيليين للخروج من الأزمة.

وعزوا ذلك إلى أن القيادات السياسية المختلفة في إسرائيل، سواء من اليمين أو اليسار، عملت على تغييب القضية الفلسطينية وتجنب إقامة أي حوار وطني إسرائيلي داخلي حول مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين.

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وقتل في الهجوم، ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي، حسبما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 5 آلاف، قبل أن تنجح المقاومة في أسر نحو 240 إسرائيليا، تسعى إلى استبادلهم بنحو 7 آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

ومنذاك الحين، استشهد نحو 11 ألفا و320 فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و200 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

استطلاع أمريكيون غزة إسرائيل تراجع الدعم أمريكا الحرب على غزة

حرب غزة تكشف الانحياز الأوروبي والانقسام الأمريكي

تظاهرات بدول غربية وعربية تنديدا باستمرار العدوان على غزة واقتحام مجمع الشفاء