خبير أردني: المجتمع الدولي مشلول والغزيون لن يقبلوا الحكم على ظهر دبابة

الخميس 16 نوفمبر 2023 01:20 م

طرح الخبير الأمني والاستراتيجي الأردني عمر الرداد السيناريوهات الممكنة لمستقبل قطاع غزة وسكانه بعد نهاية الحرب بين حماس وإسرائيل.

وفي حوار أجرته فرانس24، مع الرداد ونشرته الخميس، تحدث الخبير عن تضارب المواقف الإسرائيلية، وقال إنه يرتبط بعمق الأزمة داخل إسرائيل بين المستويين السياسي والعسكري تجاه مستقبل غزة، في ظل سيناريوهات قاسمها المشترك فرض السيطرة على قطاع غزة بأية صورة ولو كانت تتعارض مع القوانين الدولية، ولا يخفى أنها ما زالت في إطارات ردات فعل متشنجة تستبطن رغبات بالانتقام. 

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تقديم رؤى لمستقبل غزة تتسق مع طروحات اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتخذ موقفا من السلطة الفلسطينية، ومع ذلك يبقى خيار تسليم السلطة المسؤولية في قطاع غزة هو الخيار الأكثر ترجيحا مستقبلا، لا سيما وأن الجامعة العربية والولايات المتحدة بالإضافة للمجتمع الدولي يؤيد عودة السلطة للحكم في غزة. 

واعتبر الرداد أن عملية تحويل غزة لمربعات أمنية تهدف لإحكام السيطرة عليها. سيكون إجراء مؤقتا لحين الاتفاق على مستقبل الحكم في غزة والسيطرة الأمنية عليها. 

وبسؤاله عن إمكانية عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع مرة أخرى، استبعد الخبير الإستراتيجي أن تتم إعادة نازحي غزة من الجنوب إلى بيوتهم في الشمال في المدى المنظور، وذلك لأن الجيش الاسرائيلي مارس تدميرا ممنهجا لكل قطاع غزة وخاصة الشمال.

وقال إن إسرائيل تراهن على طول الأزمة وبما يخلق أوضاعا إنسانية صعبة تدفع أهالي غزة لمغادرة القطاع بما في ذلك مناطق جنوب القطاع التي يفترض أنها آمنة. أما حركة حماس فلم يعد أمامها سوى مواصلة التصدي للعملية الإسرائيلية داخل القطاع.

وحول تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن "الحل الأسلم'' هو توزيع سكان غزة على دول العالم، رأى الرداد أن طروحات سموتريتش تنسجم مع أفكار اليمين بما فيها ضرب غزة بالنووي، ومقترح التهجير يستهدف تحميل المجتمع الدولي مسؤولية سكان غزة.

مجتمع دولي مشلول

لكن في كل الأحوال، بحسب الخبير، لن يقبل الغزيون أي حكم يأتي على ظهر دبابة إسرائيلية. وهو ما تدركه السلطة الفلسطينية التي تؤكد أنها تتطلع لمرحلة انتقالية يتم خلالها تسليم إدارة القطاع لقوات عربية وتتسلم منها إدارة القطاع وهو ما أعلنت كثير من الدول العربية رفضه وتحديدا مصر والأردن. 

واعتبر رداد أن المجتمع الدولي مشلول على خلفية التحولات الجيوسياسية. وانعكس ذلك في مجلس الأمن بعدم قدرته على اتخاذ قرارات بوقف القتال وحتى الهدن الإنسانية.

كما انعكس بشل قدرة الأمم المتحدة ومنظماتها وتوقفها عن العمل الإغاثي في قطاع غزة، وهو ما استغلته إسرائيل في ظل دعم مفتوح تمارسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا في المؤسسات الدولية، بحد قوله. 

وأشار إلى أنه بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على الدولة العبرية، يواصل الجيش الإسرائيلي حربا غير مسبوقة على قطاع غزة بهدف إنهاء سيطرة حماس السياسية والأمنية عليه والقضاء على قدراتها العسكرية "بشكل نهائي". 

ومنذ 40 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيدا فلسطينيا، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

غزة إسرائيل حماس

غزة الكبرى.. مشروع إسرائيلي يثير قلق مصر

استعدادا للحرب ضد إسرائيل.. وزير أردني أسبق يدعو لتسليح المواطنين