بما يعادل 3 قنابل نووية.. الأورومتوسطي يوثق قصف إسرائيل 1000 ضربة مدفعية لغزة

الخميس 16 نوفمبر 2023 09:01 م

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، قطاع غزة، بأكثر من ألف ضربة قذائف مدفعية تحتوي على الفسفور الأبيض المحرم دوليًا في مناطق مأهولة بالسكان منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما اعتبره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بمثابة 3 قنابل نووية ضربت على هيروشيما.

ووثق الأورومتوسطي في تقرير له الخميس، استخدام الجيش الإسرائيلي عشوائيًا الفسفور الأبيض، التي قال إنه مادة حارقة تحرق اللحم البشري، ويمكن أن تسبب معاناة مدى الحياة، في المناطق المأهولة في مدينة غزة وشمالها كسلاح إضافي لتصعيد الإبادة والتهجير القسري.

وأضاف المرصد الحقوقي أن فريقه تلقى إفادات بتنفيذ الجيش الإسرائيلي 300 ضربة بالفسفور الأبيض خلال مدة لم تتجاوز 40 دقيقة، مساء الأربعاء 15 نوفمبر/ تشرين الثني، على مربع مأهول بالسكان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وحسب المركز، فإنه في الليلة السابقة من ذلك جرى رصد إطلاق عدد كبير من قذائف الفسفور الأبيض في منطقة مكتظة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كما سبق إطلاق مماثل في عدة مناسبات في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة وبلدة ومخيم جباليا شمال القطاع.

ونقل المركز عن سكان فلسطينيين قولهم: إنهم "عانوا من ضيق شديد في التنفس والسعال نتيجة استنشاق الفسفور الأبيض وسط روائح كريهة للغاية تنتشر في الأجواء، وحجب كبير في الرؤية بفعل الدخان الأبيض الكثيف".

وحسب المركز، يمكن أن يعاني الأشخاص المعرضون للفسفور الأبيض من أضرار في الجهاز التنفسي، وفشل في الأعضاء، وغير ذلك من الإصابات الخطيرة التي تغير حياتهم، بما في ذلك الحروق التي يصعب للغاية علاجها ولا يمكن إطفاؤها بالماء.

وقال الأورومتوسطي، إن "تصاعد استخدام الفسفور الأبيض والقنابل الدخانية في استهداف المناطق السكنية المكتظة يأتي في إطار التهجير القسري والتطهير العرقي الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي من خلال إجبار نصف سكان غزة على مغادرة منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم والانتقال إلى مناطق جنوب وادي غزة".

وشدد على أن إسرائيل تواصل انتهاك مبدأي التناسب والتمييز في هجماتها العشوائية على قطاع غزة باستهداف مباشر لحياة وصحة المدنيين بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب.

وتابع: "يضاف إلى ذلك استخدام إسرائيل قنابل متفجرة ذات آثار تدميرية ضخمة في المناطق المأهولة بالسكان والذي يمثل أخطر التهديدات للمدنيين في النزاعات المسلحة المعاصرة، ويفسر ذلك حدة الدمار الهائل وتسوية أحياء سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب في قطاع غزة".

وحسب المركز، تنص قواعد القانون الدولي الإنساني على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف، ويعتبر قتل المدنيين جريمة حرب في كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

ونبه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى أن استخدام الفسفور الأبيض هو محظور بموجب القانون الدولي ولا يجوز أبدًا أن يصوب على مناطق سكنية مأهولة وبنية تحتية مدنية أو بالقرب منهما، مجددًا الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الأسلحة المحرمة دوليًا التي استخدمتها ولا تزال إسرائيل ضد المدنيين في غزة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ.

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث القانوني في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يوسف سالم، أن المتتبع للقوة النارية والتدميرية التي تستخدمها إسرائيل منذ بداية عدوانها على غزة يجد أن الأرقام الموجودة في تقرير المركز وغيرها الأرقام هي ما زالت أرقامًا أولية.

وأضاف سالم أن إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض المحرم دوليًا والقنابل الدخانية بشكل كثيف جدًا، خلال الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن المركز رصد أن هناك أكثر من 300 قذيفة بالفوسفور الأبيض قصف بها القطاع في أقل من دقيقة، كلها تحتوي على رؤوس بالفوسفور الأبيض والقنابل الدخانية المحرمة دوليًا.

ولفت إلى أن القوة النارية التي تستخدمها إسرائيل في قطاع غزة أصبحت تعادل منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن ما يقارب 3 قنابل نووية ضربت على هيروشيما، مشيرًا إلى أن الحديث يدور عن أن هناك أكثر من 40 ألف طن من المتفجرات، وأكثر من 1000 غارة بالفوسفور الأبيض المحرم.

كما أوضح أن هناك أسلحة أخرى أيضًا تم استخدامها، لخلق حالة التهجير والتشريد لدى الفلسطينيين في القطاع خاصة في مناطق الشمال ومدينة غزة.

وشرح أن الفسفور الأبيض هو قنبلة دخانية تصدر دخانًا أبيضًا، وأن أي شخص يقترب منه أو يصاب به يحترق جلده ولحمه، إضافة إلى أنها تسبب الكثير من المشاكل التنفسية والأمراض، أشار سالم إلى أن من لا يصاب به ويستنشقه يتأذى به لاحقًا من خلال الأمراض التي تصل إلى مرحلة الفشل في أعضاء الجسم.

ونبه الباحث القانوني أيضًا من أن تسرب الفسفور الأبيض إلى الآبار وعبر المياه في غزة يزيد من حالات السرطان وحالات الأمراض المستشرية في القطاع.

وقال سالم، إن "إسرائيل تمتلك الفسفور الأبيض، كما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية فتحت مخازنها وأرسلت مواردها وشحناتها وطائراتها محملة بكافة أنواع السلاح لقتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة".

وشدد على أن هذا السلاح محرم دوليًا بسبب آثاره الدامية والمرعبة والمدمرة على صحة الإنسان، وأن استخدامه في المناطق السكنية يحدث شيئًا من الفزع ومن الضرر الجسدي والنفسي.

ولفت سالم إلى أن كل شخص قام بتوريد هذه الأسلحة إلى إسرائيل وشجعها على استخدامها سواء بشكل ضمني أو علني هو شريك في هذه الجريمة ويجب أن يحاسب ضمن جرائم الحرب.

كما شدد على وجوب محاسبة الإسرائيليين، خاصة القادة السياسيين والعسكريين الذين قاموا باستخدام هذا النوع من الأسلحة المحرمة دوليًا، إضافة إلى محاسبة من قام بتزويد إسرائيل بهذه القنابل أو تشجيعها من خلال خطاب سياسي أو عسكري أو دعم لوجستي لاستخدامها ضد مناطق مأهولة في قطاع غزة.

ولليوم الـ41 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين والمستشفيات.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 11500 شهيد؛ بينهم 4710 أطفال و3160  سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على 29 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الفسفور الأبيض الأورومتوسطي قصف غزة إسرائيل الحرب على غزة غزة

باكستان: دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمدت تدمير غزة

فنزويلا: إبادة الشعب الفلسطيني أمر لا يُطاق والمجتمع الدولي لن يتسامح

حصار بالضفة وقصف إسرائيلي متواصل على غزة وخروج 26 مستشفى عن الخدمة

ضمن قائمة طويلة.. أمريكا تزود إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات

إسرائيل تسقط أكثر من 22 ألف قنبلة أمريكية خلال أول 45 يوماً من حرب غزة

سي إن إن: تقييم سري أمريكي يقول إن نصف قنابل إسرائيل على غزة كانت "غبية"

إسرائيل ضربت غزة بأكثر قنابلها تدميراً.. تحقيق نيويورك تايمز يكشف التفاصيل