نكبة جديدة.. ضغط إسرائيلي أمريكي لإنشاء منطقة آمنة في غزة

السبت 18 نوفمبر 2023 09:33 ص

تضغط إسرائيل والولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة في قطاع غزة، ما يمثل "نكبة جديدة"، وسط توقعات بألا يسمح الإسرائيليون للنازحين من شمال غزة بالعودة إلى مناطقهم.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤول كبير في الأمم المتحدة، قوله إن واشنطن "تطرح الاقتراح كحل إنساني"، لأن مدارس الأمم المتحدة التي تعمل كملاجئ للفلسطينيين النازحين كانت مكتظة، وكان الناس ينامون في العراء حتى مع هطول الأمطار.

وأضاف المسؤول الأممي: "في المناقشات مع الولايات المتحدة حذرنا من النكبة الثانية"، في إشارة إلى المصطلح العربي الذي يستخدمه الفلسطينيون لوصف نزوحهم الجماعي خلال حرب عام 1948 التي أعقبت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المسؤول: "لا نعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون للنازحين من الشمال بالعودة.. الآن يقولون إنهم يبحثون عن قادة حماس في الجنوب، لذا يريدون طرد الناس".

وتابع المسؤول، إن المقترحات تجعل مصر "متوترة للغاية" لأن الظروف في أي منطقة آمنة من المرجح أن تتدهور على المدى المتوسط، مما يدفع "أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها" إلى السعي للدخول إلى مصر.

وتصر القاهرة على أنها ليست مستعدة لاستضافة تدفق اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من غزة.

يأتي ذلك في وقت قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إنه مستعد لتوسيع عمليته البرية إلى ما هو أبعد من شمال غزة.

ولفت إلى أن إسرائيل "قريبة من تفكيك" القدرات العسكرية لحماس في شمال غزة، وأنها مستعدة لتنفيذ عمليات في أجزاء أخرى من القطاع.

وقال هاليفي في تصريحات نشرت الجمعة: "رغم أنه لا يزال هناك عمل يتعين إنجازه (في شمال غزة)، فإننا نقترب منه بنجاح.. سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته داخل القطاع، وبقدر ما يعنينا، سيتم استهداف المزيد والمزيد من المناطق".

وجاءت تصريحات هاليفي بعد يوم من قيام الجيش الإسرائيلي بإلقاء آلاف المنشورات على بعض أحياء خان يونس في جنوب غزة لحث الناس على إخلاء منازلهم، وبينما كان جنوده يفتشون مجمع الشفاء بحثا عن أدلة تدعم مزاعمهم، بأن المستشفى يقع شبكة أنفاق تحت الأرض تضم مراكز قيادة حماس.

ونفت حماس هذه المزاعم ووصفتها بأنها ذريعة إسرائيلية للاستيلاء على المستشفى، وهو أكبر منشأة للرعاية الصحية في غزة.

وقبيل اجتياحها البري لغزة الشهر الماضي، حثت إسرائيل أكثر من مليون شخص يعيشون في شمال القطاع الساحلي على الانتقال جنوبا "حفاظا على سلامتهم"، وقالت إنها ستقيم "منطقة آمنة" في المواصي، التي تقع على بعد 14 كيلومترا من الحدود.

لكن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة قالت الخميس، إنها لن تشارك في أي مناطق آمنة يتم إنشاؤها دون موافقة جميع الأطراف، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تفاقم المخاطر الإنسانية على المدنيين.

وقال رؤساء حوالي 20 وكالة تابعة للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية في بيان مشترك: "في ظل الظروف السائدة، فإن المقترحات الخاصة بإنشاء منطقة آمنة من جانب واحد في غزة تخاطر بإلحاق الأذى بالمدنيين وخسائر كبيرة في الأرواح ويجب رفضها".

وأضافوا أن "تركيز المدنيين في مثل هذه المناطق في سياق الأعمال العدائية الفعلية، يمكن أن يزيد من خطر الهجوم وإلحاق أضرار إضافية".

ونزح أكثر من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قسراً من منازلهم منذ بداية الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن 813 ألفاً منهم يقيمون في ملاجئ مكتظة، وهو ما قالت إنه يؤدي إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك الأمراض الحادة. أمراض الجهاز التنفسي والإسهال.

ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نكبة فلسطين غزة إسرائيل أمريكا

مؤرخ يهودي: حكومة نتنياهو تخطط لنكبة فلسطينية ثانية وحاسمة