ف. تايمز : أين يختبئ المسيحيون في غزة من هول العدوان؟ وكيف يتصرفون؟

الأحد 19 نوفمبر 2023 02:04 م

ألقى تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على معاناة المسيحيين في غزة، جراء الحرب المستعرة هناك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

وقال التقرير، الذي كتبته هبة صالح، وترجمه "الخليج الجديد"، إن عدد المسيحيين في غزة يبلغ عددهم نحو ألف شخص، وجميعهم تقريبًا يختبئون الآن في سانت بورفيريوس وكنيسة العائلة المقدسة القريبة، وهي جزء من آخر أبرشية كاثوليكية متبقية في مدينة غزة.

340 عائلة مسيحية

وينقل التقرير عن رام ترزي، الذي كان يدير مركزاً ثقافياً أرثوذكسياً قبل الحرب، والذي دمرته غارة جوية إسرائيلية قوله: "تستضيف هاتان الكنيستان 340 عائلة، أي ما يمثل جميع المسيحيين تقريباً في غزة".

وقد فر حوالي 20 من عائلة طرزيس، وهي عشيرة كبيرة من المسيحيين الفلسطينيين، من منازلهم في مدينة غزة بحثًا عن الأمان النسبي في القديس بورفيريوس، الذي سمي على اسم أسقف من القرن الخامس كان أول من أنشأ كنيسة في الموقع لتحل محل معبد وثني.

وقال ترزي في اتصال هاتفي من داخل الكنيسة: "غادرنا في نفس الليلة تحت القصف.. منازلنا تقع في ثلاثة مبان بجانب بعضها البعض، ولكن بعد أكثر من شهر هنا، لسنا متأكدين حتى من أنها لا تزال قائمة".

تنام العائلات التي تعيش في مجمع سانت بورفيريوس، وهو مجمع يتمركز في كنيسة تم تجديدها والتي بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر، على فرشات موضوعة على أرضيات المباني التي كانت بمثابة مكاتب للموظفين ومساكن للكهنة.

وتوفر الألواح الشمسية كمية صغيرة من الطاقة، تكفي فقط للأشخاص لشحن هواتفهم. أطفال يشعرون بالملل يلعبون في مساحات مفتوحة داخل المجمع المسور.

خوف من الغارات الإسرائيلية

ويقول التقرير إنه مثلهم مثل 2.3 مليون فلسطيني آخرين في القطاع، يعيش المسيحيون في غزة في خوف من الحملة الجوية الإسرائيلية المتواصلة ودباباتها التي تجوب الشوارع القريبة.

وقال ترزي إن القديس بورفيريوس لا يزال لديه كمية قليلة من الوقود، يستخدم بشكل مقتصد لضخ مياه الشرب.

ويقول التقرير إنه حتى في الكنائس، ليس لدى المسيحيين أي ضمان للأمان. دمرت غارة جوية إسرائيلية في 19 أكتوبر/تشرين الأول أحد المباني التي تؤوي العائلات في مجمع القديس بورفيريوس، مما أسفر عن مقتل 17 شخصا، بينهم أربعة من أقارب ترزي، ودفنوا في أراضي الكنيسة.

لم ينتقلوا إلى الجنوب

ويقول التقرير إن العديد من المسيحيين النازحين من شمالي غزة يخشون القيام بالرحلة جنوبًا، حتى لا يتعرضوا للقصف أو القنصمن قبل جيش الاحتلال، كما تعرض بقية النازحين.

وقال أحد اللاجئين في الكنيسة إن معلمة موسيقي مسنة مسيحية تبلغ من العمر 84 عاما، والتي لجأت إلى كنيسة العائلة المقدسة، أصيبت يوم الأحد برصاصة في ساقها عندما خرجت لتتأكد من أن منزلها لا يزال قائماً، وتوفيت من النزيف في الشارع.

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة المسيحيون في غزة القصف الإسرائيلي

الجارديان: إسرائيل أفسدت بهجة عيد الميلاد في بيت لحم والقدس.. ومجازر غزة توقف الاحتفالات