أسرى إسرائيليون يودعون مقاتلي القسام بالابتسامات.. وذويهم: تمت معاملتهم بشكل إنساني (فيديو)

الأحد 26 نوفمبر 2023 10:30 ص

بثت كتائب "القسام" الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تسجيلا مصورا يظهر تسليم الدفعة الثانية من المحتجزين الإسرائيليين لديها في قطاع غزة إلى فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموجب اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل.

وسُلّم 5 نساء و8 أطفال بالإضافة إلى 4 أجانب خارج الاتفاق، مقابل الإفراج عن 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأظهرت المشاهد بعض المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال، وهم يودعون مقاتلي القسام والابتسامة على وجوههم والتحية، وهو ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل، خاصة في ظل إعلان أطباء إسرائيليين وذوي الأسرى عن تمتعهم بحالة صحية جيدة وتعاملهم بشأن إنساني.

وجاء الإفراج عن الدفعة الثانية قبيل منتصف الليل، حيث تأخر ساعات عن موعده المقرر عصر السبت، ثاني أيام الهدنة في قطاع غزة، بعدما أعلنت كتائب القسام تأجيل العملية حتى يلتزم الاحتلال بمعايير صفقة التبادل، وهو ما وافقت عليه سلطات الاحتلال لاحقا، بعد وساطة قطرية مصرية.

وما لفت الانتباه في فيديو "القسام" المنشور، أن المحتجزين الإسرائيليين وجّهوا التحية لعناصر الكتائب، لحظة إطلاق سراحهم ونقلهم إلى سيارات الصليب الأحمر، حيث ودعهم أحد المقاتلين بالقول: "إلى اللقاء الآن"، وبادلته سيدة وطفلتها التحية وهما تبتسمان.

وأثارت هذه المشاهد الإنسانية، تساؤلات لدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما في الغرب، خاصة وأنها تكررت في كل الفيديوهات التي نشرتها كتائب القسام للإفراج عن محتجزين إسرائيليين.

وأعاد حساب فرنسي على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، نشر الفيديو، وعلّق عليه بالقول: "الصور تثير التساؤلات في إسرائيل.. رهائن (أسرى) إسرائيليون سابقون يحيّون جنود حماس بالابتسامات".

هذا الأمر ذكره ناشطون عرب، لافتين إلى أن عناصر "القسام" تعاملوا مع الأسرى بأخلاق وتعاليم الإسلام، والتربية التي نشأوا عليها.

وفي الدفعة الأولى من المحتجزين الذين أطلق سراحهم الجمعة، ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون إسرائيليات كبيرات في السن بين أيديهم وينقلونهن إلى سيارات الصليب الأحمر.

هذا أعاد إلى الأذهان مشاهد الإفراج عن المحتجزتين الإسرائيليتين، نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز، لأسباب إنسانية في 22 أكتوبر/ الماضي، حيث ظهرتا وهما تودعان مقاتلين من كتائب القسام.

وأثارت يوخفد ليفشيتز ضجة عارمة في إسرائيل بعد أن تحدثت في مؤتمر صحفي، عن التعامل الإنساني لمقاتلي كتائب القسام معها ومع باقي المحتجزين، حيث قدموا لهم الطعام والشراب والرعاية الطبية، بحسب قولها، في مقابل الدعاية الرسمية الإسرائيلية التي روجت أن المحتجزين يتعرضون لمعاملة قاسية وتعذيب.

من جانبه، نشر الصحفي السياسي في القناة "13" العبرية ألون بن دفيد،  مقالا تحدث فيه عن معاملة الأسرى عند حماس، وأقر باعتراف الأسرى بأنهم تلقوا معاملة حسنة وجيدة جدا، ولم يتعرضوا إلي أي سوء  طوال فترة احتجازهم.

ولفت إلى أنهم نقلوا من المستوطنة إلى داخل قطاع غزة من منطقة عبسان، وهناك أدخلوا إلى نفق، ومن ثم تم نقلهم لمسافة طويلة بعضهم تحت الأرض إلى مستشفى ناصر لمعالجة المصابين منهم.

وبعد ذلك جمعوا بأماكن تحت الأرض في صالة واحدة، مما خفف عليهم معاناة الأسر، وفق قولهم.

أما الطعام، حسبما نقل بن دفيد، فحصلوا على طعام لكنه كان محدود، ورعاية صحية ودواء لمن لهم حاجة للدواء وتلقوا العلاج.

الأمر ذاته، كشفه أقارب الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم لوسائل إعلام عبرية السبت، بعد عودتهم إلى أسرهم عقب إطلاق حركة "حماس" سراحهم الجمعة.

وأكّد الأسرى الذين شملهم اليوم الأول من عملية تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، أنهم عوملوا بشكل إنساني من قبل المقاومة الفلسطينية على عكس ما كانت تروج له دعاية الاحتلال.

وأجمع أقارب الأسرى الإسرائيليين، أن المفرج عنهم لم يتعرضوا لأي تعاملٍ قاسٍ في قطاع غزة.

وأكّدوا أن مقاتلي "كتائب القسام" تعاملوا معهم بشكلٍ إنساني، لافتين إلى أن الأسرى "لم يمروا بقصص الرعب التي كان الإسرائيليون يتخيلون أن الأسرى في قطاع غزة يعيشونها".

كما لفت أقارب الأسرى، إلى أنه يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي يوم عملية "طوفان الأقصى"، كان الفلسطينيون "غاضبون ربما في اللحظات الأولى فقط" حيث صرخوا في وجه الإسرائيليين.

وتابعوا: "لكن في اللحظة التي صعد فيها الإسرائيليون على الدراجات النارية لنقلهم إلى قطاع غزة لم يتعرضوا لأي نوع من أنواع المعاملة القاسية".

بالإضافة إلى هذه الشهادات، فإن تقارير المستشفيات الإسرائيلية الـ3 التي نقل إليها الأسرى الإسرائيليون بعد خروجهم من غزة، تتحدث عن أن وضعهم الصحي جيد ولا يوجد لديهم مشاكل طبية.

وتحدث أطباء في مستشفيي وولفسون وشنايدر الإسرائيليين، أن حالة الأسرى "جيدة ومستقرة"، وأنه تم لم شملهم مع عائلاتهم.

ويعني ذلك، وفق تقرير لموقع "واللا" العبري، أنهم بين الفينة والأخرى كانوا يحصلون على رعاية طبية، فيما لم تتحدث المستشفيات لا عن كدمات أو آثار ضرب وتعذيب على أجساد الأسرى، بمعنى أنهم لم يتعرضوا لا لاعتداءات ولا للتنكيل داخل قطاع غزة.

وقالت البروفيسورة جيلات ليفني، مديرة قسم الأطفال العائدين في مستشفى شنايدر، إن الحالة الطبية للأطفال "معقولة.. بشكل عام حالة طبية معقولة.. سيخرجون من المستشفى في الأيام المقبلة"، مضيفة أنهم طلبوا البقاء لفترة أطول في العزل الطبي لأسباب نفسية و"التنظيم العاطفي".

ووفق مراقبين، فإن أهمية هذه الشهادات الإسرائيلية، هي أنها تكذّب وتدحض ما كانت تروّج له حكومة الاحتلال وداعموها، فقد زعم كبار المسؤولين الإسرائيليين أن مواطنيهم يتعرضون لمعاملة سيئة عند حركة "حماس".

وبدأت الجمعة، هدنة قصيرة مدتها 4 أيام، في اتفاق يشمل الإفراج عن نساء وأطفال فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، يبلغ عددهم 150 امرأة وطفلاً، أعمارهم بين 14 إلى 59 عاماً، وفي المقابل، تلتزم "حماس" بإطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً، احتجزتهم بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت الجولة الأولى من صفقة التبادل، الجمعة، شملت 39 فلسطينيا (24 امرأة و15 طفلا)، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا من النساء والأطفال، بعضهم يحملون جنسية مزدوجة، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني واحد، كانوا محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

والسبت، تمت الجولة الثانية من صفقة التبادل، حيث أفرجت إسرائيل عن 39 أسيرا فلسطينيا بينهم 6 سيدات و33 طفلا، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا (6 نساء و7 أطفال)، بالإضافة إلى 4 تايلانديين.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القسام المقاومة غزة الأسرى تعامل إنساني