استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات

الخميس 30 نوفمبر 2023 06:36 ص

ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات

بدأت أمريكا تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.

أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا.

ثرثرة عكست رغبة إسرائيلية في مقاومة ضغوط أمريكا ورفع السقوف لتحسين شروط مفاوضات تقودها أمريكا بمعزل عن طموحات نخبة إسرائيلية منتهية الصلاحية.

"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

خشية أمريكا من فقدان السيطرة والغرق بمستنقع فشل إسرائيل تدفعها لمناقشة هدن تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب والخسائر الأمريكية والإسرائيلية.

"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

ثرثرة النخبة الإسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها محاولة لهروب مؤقت من استحقاق وقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة أسرى، ولا تنتهي عند الضفة الغربية ومستقبلها.

* * *

سربت القناة 13 الاسرائيلية صورة لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ومستشار الامن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والسكرتير العسكري، في محادثة هاتفية مع رئيس الموساد الموجود حاليا في قطر دافيد برنياع.

الصورة التي نشرت تحت عنوان "تمهيداً للعودة المرتقبة للمختطفين الليلة" لم تعكس الحقيقة كاملة؛ ذلك ان نتنياهو أراد تقديم رسالة للشارع الاسرائيلي بأنه حاضر في تفاصيل المفاوضات والنقاشات الدائرة في الدوحة.

بعد أنباء نقلتها صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال، عن ضغوط امريكية للوصول الى صفقة أكبر؛ يشرف عليها وليم بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية، الذي قصد الدوحة، بالتزامن مع وصول مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل، ومدير (الموساد) برنياع.

ما تناقلته الصحافة الامريكية أشار الى ضغط بيرنز على قادة الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية للوصول الى صفقة كبرى تفضي بإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية؛ مقابل اطلاق سائر الجنود الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ ومناقشة إمكانية التوصل لاتفاق دائم لاطلاق النار في ضوء ذلك؛

وهو ما أكده محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي، أنه سيتم قريباً طرح اقتراح على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي: إطلاق سراح جميع المختطفين، بمن فيهم الجنود، مقابل إنهاء الحرب.

التسريبات دفعت بيني غانتس للرد على الأمريكيين بالقول: "سيتجدد إطلاق النار. مجلس الوزراء الحربي بأكمله متحد في هذا الموقف. ليس هناك خيار آخر".

في الوقت ذاته أطلق نتنياهو تصريحات من جانبه يزاود فيها على غانتس، قال فيها: "نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

لم يتأخر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في الرد على أنباء الصفقة، وخصوصا التي اشار لها محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي بالقول على موقع التواصل الاجتماعي (X) تويتر سابقا: "ليس على جدول الأعمال، ولا حتى كاقتراح. لا يوجد نقاش حول هذا الموضوع على الإطلاق"، مضيفا القول: ‏"هذه خطة للقضاء على دولة إسرائيل. ومستمرون حتى النصر المطلق بعون الله والقضاء على النازيين من حماس".

ثرثرة عكست رغبة اسرائيلية في مقاومة الضغوط الامريكية، ومحاولة رفع السقوف على أمل تحسين شروط التفاوض، التي تقودها الولايات المتحدة بمعزل عن طموحات النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية (المنتهية الصلاحية) سواء من اعضاء حكومة الطوارئ الاسرائيلي، او من اعضاء القيادة العسكرية والامنية.

فعاصفة الثرثرة لم تقتصر على نتنياهو وغانتس وسموتريتش لتشمل رئيس اركان الاحتلال هرتسي هاليفي في مؤتمر في الهواء الطلق، اعترف فيه بفشل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجيش الاحتلال في توقع عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر؛ والفشل في التصدي لها.

اعتراف جاء بالتزامن مع تواصل سلسلة الفشل العسكري الذي كشفت عنه أنباء جديدة عن الاداء المرتبك لضباط وعناصر جيش الاحتلال في معارك شمال قطاع غزة البرية؛ ما أفضى إلى إقالة ضابطين بعد انسحابهما من أرض المعركة.

هاليفي الذي اعترف بالفشل؛ عاد ليؤكد النية لمواصلة القتال في قطاع غزة، وتأجيل التحقيقات وعملية المحاسبة الى حين انهاء العملية العسكرية في قطاع غزة؛ فالهرب الى الامام لا يقتصر على نتنياهو؛ بل وعلى قادة جيش الاحتلال ومسؤوليه الامنيين.

الثرثرة حول طاولة المفاوضات في الدوحة، وفي مجلس الامن القومي بحضور نتنياهو؛ وفي حكومة الطوارئ على لسان غانتس، وداخل هيئة الاركان برئاسة هاليفي، تشير الى أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا؛ التي بدأت تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.

خشية الولايات المتحدة من فقدان السيطرة والغرق في مستنقع الفشل الاسرائيلي تدفعها لمناقشة هدن طويلة، وأخرى تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب التي تهدد بمضاعفة الخسائر الامريكية والاسرائيلية في الآن ذاته.

أخيرا.. الثرثرة النخبوية الاسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها في الوقت ذاته محاولة للهروب المؤقت من استحقاق بات قريبا لوقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة كبرى تبدأ بالأسرى، ولا تنتهي عند تخوم الضفة الغربية وهندستها المستقبلية.

*حازم عياد كاتب صحفي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

أمريكا إسرائيل غزة الأسرى المفاوضات الاحتلال ثرثرة إسرائيلية الخسائر الأمريكية والإسرائيلية وقف إطلاق النار طوفان الاقصى