دبلوماسي إسرائيلي سابق: خيار مر بانتظار الناخبين الأمريكيين الرافضين دعم بايدن لإسرائيل 

الخميس 30 نوفمبر 2023 09:25 م

رأي الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، أن ثمة خيار مر ينتظر الكثير من الناخبين الأمريكيين الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة من دعم جو بايدن غير المحدود لإسرائيل لعدوانها على غزة الذي خلف آلاف القتلى والجرحى والمشردين. 

جاء ذلك، في تحليل نشره بينكاس قنصل إسرائيل الأسبق في نيويورك (2000-2004)، والذي كان مستشارًا دبلوماسيًا لخصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بينامين نتنياهو (إيهود براك وشمعون بيريز)، في صحيفة هاآرتس العبرية. 

وأوضح بينكاس أن حرب إسرائيل على غزة تفرض خسائر سياسية محلية على بايدن، حيث يعرب الديمقراطيون في الكونجرس والناخبون الديمقراطيون بشكل متزايد عن تحفظاتهم بشأن موقفه. 

وإضافة لذلك، فإن إصرار نتنياهو على أن الحرب على حماس "ستستغرق أشهراً" وأن عملية واسعة النطاق في جنوب غزة أمر لا مفر منه (عكس الرغبة الأمريكية)، وإحجامه عن التشاور مع واشنطن بشأن " المرحلة التالية في غزة بعد الحرب" يضر بالرئيس بايدن سياسيا. 

ولفت بينكاس إلى أن بايدن أصبح غير قادر على التوفيق بين حبه العميق ودعمه الهائل لإسرائيل، وبين افتقاره إلى الثقة في نتنياهو وشجاعته. 

بل في حقيقة الأمر، والحديث لبينكاس، إن بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية بدأوا يشعرون أن نتنياهو يبحث عن مواجهة مع بايدن لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وأوضح أن جميع استطلاعات الرأي المنشورة في الشهرين الماضيين تُظهر تقريبًا سباقًا متقاربًا بين المرشحين المفترضين الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب بين الفئة العمرية من 18-29 عامًا، أو 18-34 عامًا. 

وذكر أن غضب وإحباط الناخبين الأصغر سنا يأتي بسبب مسألة الإعفاء من قروض الطلاب، وتقدم بايدن في السن، وسياسته بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس المستمرة منذ 53 يوما رغم توقفها المؤقت منذ الجمعة. 

ولفت إلى أنه في تلك المجموعة، صوت 57% لصالح بايدن في عام 2020، بينما أيد 35 % فقط ترامب. والآن يبتعدون عن بايدن، وبحسب التحليلات فإن غزة هي أحد أسباب خيبة أملهم. 

وأشار إلى أن تراجع التأييد لبايدن من قبل الناخبين الشباب يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأنه يتزامن مع زيادة الانتقادات والمعارضة لسياسته داخل إدارته وبين الديمقراطيين في الكابيتول هيل. 

فاشية ترامب 

وذكر أن معظم هذه المعارضة لا تتحدى توقعات بايدن العميقة تجاه إسرائيل، ولكنها تشكك بدلاً من ذلك في إذعانه الضمني وغياب ممارسة الضغط على إسرائيل بسبب ما خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من ضحايا (شهداء ومصابين ومشردين)، فضلا عن الدمار الهائل.  

ووفق بينكاس فإن إدارة بايدن وجدت نفسها بالفعل في مصفوفة معقدة، حيث كانت بحاجة إلى القيام بعمل متوازن فيما يتعلق بتعاطف الرئيس العميق والحقيقي مع إسرائيل، وعدم إغضاب الكونجرس والمجتمع المؤيد لإسرائيل، وأيضا عدم الاعتراض عليهم من قبل حلفاء أمريكا (الذين أصبحوا منتقدين لإسرائيل بشكل متزايد) فضلا عن سعيه تبديد استياء الدول العربية مما يعتبرونه دعم غير مشروط للأعمال العسكرية الإسرائيلية. 

ولفت أن بايدن يتعرض في الوقت الحالي لما يشبه النزيف السياسي بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدا أن تلك المخاطر السياسية تتركز بين الناخبين الديمقراطيين الشباب. 

وأضاف أنه لا ينبغي الافتراض أن أزمة غزة سوف تتبخر لمجرد أن موعد الانتخابات يفصلنا عنه عام واحد، لأنه تبني هذا الافتراض يمكن ان يجعلك ان تكتشف في سبتمبر/أيلول المقبل أنك كنت مخطئاً. 

في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، خسرت هيلاري كلينتون ولايات "الجدار الأزرق" وهي ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا بمجموع 77744 صوتًا - من إجمالي 12.3 مليون صوت تم الإدلاء بها في الولايات الثلاث. 

وعلى الرغم من فوزها في التصويت الشعبي بما يقرب من 2.9 مليون صوت، إلا أنها خسرت المجمع الانتخابي وأصبح ترامب رئيسا. 

وفي عام 2020، عكس بايدن ذلك بشكل مدوي، حيث فاز بتلك الولايات الثلاث بمجموع 256.530 صوتًا (من أصل 15.4 مليون صوت تم الإدلاء بها). 

وتعزى الزيادة في إقبال الناخبين في تلك الولايات إلى حد كبير إلى الناخبين الأصغر سنا، وحاملي الشهادات الجامعية والنساء الذين فزعتهم رئاسة ترامب المهرجة والاتجاه الذي تتجه إليه الولايات المتحدة ــ وخاصة فيما يتعلق بالمحكمة العليا. 

في الواقع، قلب بايدن ولايتين أخريين في عام 2020، أريزونا وجورجيا، بفارق ضئيل نسبيًا. وستكون جميع الولايات الخمس متنافسة في العام المقبل، وفقًا لاستطلاعات الرأي في الولايات التي تشهد منافسة. 

وبحسب نتائج الاستطلاع فإن بايدن معرض لتكبد خسارة ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا على وجه التحديد بسبب احتمال انخفاض نسبة المشاركة بين الناخبين الشباب غير الراضين عن أجندته الداخلية وعمره وسياسته تجاه إسرائيل وغزة. 

في هذا السيناريو الانتخابي، يمكن أن يفوز بايدن بالتصويت الشعبي بفارق 3.5 إلى 4.5 مليون صوت، ومع ذلك سيخسر المجمع الانتخابي، ومن الواضح أن المستشارين السياسيين لبايدن ومديري الحملات الانتخابية ومنظمي استطلاعات الرأي في الولاية يشعرون بالقلق. 

وتاريخا لا تتحكم القضايا أو الأزمات الخارجية في تفضيلات الناخبين الأمريكيين، ولكن الغضب والاستياء موجودان، وهو ما يعمل على عكس هذا الوضع. 

وخلص بينكاس إلى أنه إذا لم يصوت الشباب الأمريكيون ــ سواء كانوا أمريكيين مسلمين في ميشيغان، أو طلاب الجامعات في ويسكونسن، أو الناخبين السود واللاتينيين في بنسلفانيا ــ فإن سيمكنون أمريكا من الانزلاق إلى فاشية ترامب المعلنة وغير الخفية.  

المصدر | ألون بينكاس/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الأمريكية جو بايدن دونالد ترامب حرب غزة

إسرائيل تعلن وصول شحنة الأسلحة رقم 200 من الولايات المتحدة

نيوزويك: ضرب اليمن وضع آخر مسمار في نعش أصوات المسلمين الأمريكيين لبايدن بانتخابات 2024