تواصل دعوات وقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل تعلن تعثر مفاوضات التهدئة

السبت 2 ديسمبر 2023 01:48 م

تواصلت الإدانات الدولية لاستئناف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط دعوات لوقف فوري ودائم للحرب في غزة، وتقديم الاحتلال الإسرائيلي للمحاسبة على جرائمه بحق المدنيين في القطاع، في وقت أعلنت إسرائيل تعثر مفاوضات تمديد الهدنة، التي عقدت في قطر.

وانهارت الهدنة المؤقتة التي استمرت أسبوعا بين الاحتلال والمقاومة، الجمعة، بعد أن عجز الوسطاء عن تمديدها.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مجازر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قطاع غزة، بأنها "دخلت التاريخ بوصفها وصمة عار".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة أثناء عودته من الإمارات، التي زارها الجمعة، لافتا إلى أن "مجازر حكومة نتنياهو في غزة وصمة لطخت أيضا جباه الدول الداعمة له دون قيود وشروط".

وبشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة، أفاد أردوغان: "ما نراه عمل إرهابي ضخم، إنه إرهاب دولة، لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء إرهاب الدولة هذا".

ولفت الرئيس التركي إلى "تحول حكام إسرائيل الذين طالما روجوا لأنفسهم بأنهم ضحايا إبادة جماعية، إلى قتلة، مثل قتلة أجدادهم".

وفيما يخص الموقف تجاه حركة "حماس" قال أردوغان: "ما زلت عند رأيي، لا يمكنني إطلاقا أن أعتبر حماس تنظيما إرهابيا مهما قال الآخرون".

وبخصوص محاسبة المسؤولين عن المجازر قال أردوغان: "ننتظر من المحكمة الجنائية الدولية أن ينال العقاب اللازم مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية وجزارو غزة وفي مقدمتهم نتنياهو".

وقال الرئيس أردوغان: "نأمل أن يرضي القرار الذي سيصدر مَن ينتظرون العدالة. سنتابع هذه القضية على أعلى مستوى".

وتابع: "نريد أن تتم محاكمة ومعاقبة جميع المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في هذه الإبادة الجماعية. ويقع على عاتق العالم واجب من أجل ذلك".

ولفت الرئيس التركي إلى أن إسرائيل ستحاسب عاجلاً أم آجلاً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها.

وأردف: "الذين يخشون التحدث علناً ضد الظالم سيشعرون بالتأكيد بالخجل من البقاء صامتين. هذا ما أعنيه عندما أقول: نحن لسنا مدينين لأحد".

وأكد أن تركيا ستواصل بذل جهودها في كل المحافل لإنهاء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار.

وبيّن الرئيس التركي أنه منذ البداية يؤيد وقفًا دائمًا لإطلاق النار بدلاً من "هدنة إنسانية".

من جانبه، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التأكيد على موقف بلاده الثابت فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وأشار السيسي، خلال استقباله نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، على هامش أعمال "قمة المناخ"، إلى تردي الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وما يستوجبه ذلك من ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لتوفير الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالي القطاع والتخفيف من وطأة معاناتهم.

وشدد على ضرورة استعادة التهدئة ووقف إطلاق النار، ورفض مصر لتعريض الأبرياء لسياسات العقاب الجماعي بما يخالف الالتزامات الدولية في إطار القانون الدولي الإنساني.

وتم التوافق خلال اللقاء، بشأن خطورة الموقف الحالي، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.

الأمر ذاته، ذكره رئيس وزراء النرويج يوناس جاهر ستوره، خلال لقائه السيسي، حيث أكد أن المخرج الوحيد للوضع المتأزم الراهن هو العمل على إيجاد التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

كما شدد على أهمية الضغط في الوقت الحالي نحو تحقيق وقف إطلاق النار في ظل التبعات الإنسانية الخطيرة لمواصلة العمليات العسكرية على حياة المدنيين، فضلاً عن امتداد تداعياتها الأمنية والسياسية إلى استقرار وأمن المنطقة برمتها.

من جانبه، كشف رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، السبت، أنه أبلغ رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ، بأنه لا ينبغي سقوط المزيد من المدنيين قتلى في قطاع غزة.

وقال دي كرو للصحفيين في "قمة المناخ": "لقد أثرت مخاوفي بشأن حقيقة أن العنف تجدد وكررت ما قلته عند معبر رفح: لا مزيد من قتل المدنيين".

واستدعت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي سفيري بلجيكا وإسبانيا بسبب تصريحات أدلى بها رئيسا وزراء البلدين الأسبوع الماضي عند معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه مصر مع غزة.

وشدد دي كرو حينذاك على ضرورة أن تحترم إسرائيل القانون الإنساني الدولي، مضيفا أن تدمير غزة أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف قتل المدنيين.

وزعم مسؤول إسرائيلي، الجمعة، أن الجيش ملتزم بالقانون الدولي وأنه يسعى لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين إلى الحد الأدنى.

وصرح دي كرو، السبت، بأن دولة الاحتلال "لها الحق في القضاء على التهديد الإرهابي من غزة" ولكن ينبغي بذل كل ما في وسعها للتأكد من عدم سقوط المزيد من المدنيين.

أما رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، فقال لهرتسوغ، إنه يأمل تهدئة التوتر في غزة في أقرب وقت.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية اليابانية، السبت، فقد أعرب كيشيدا لهرتسوغ، عن أمله تهدئة التوتر بقطاع غزة في أقرب وقت.

وأشار رئيس الوزراء الياباني إلى أن زيادة الإمدادات المادية واللوازم، أمر حيوي لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وخلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد كيشيدا أن استمرار الحرب في غزة أمر مؤسف، وأنه من المهم العودة إلى الاتفاق التهدئة في أقرب وقت.

أما الإمارات، فدعت على لسان بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، إلى إجراء مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين المقبل، على خلفية تجدد القتال في قطاع غزة.

وقالت في رسالة نشرتها عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "دعت الإمارات إلى إجراء مشاورات مغلقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول، وذلك في ضوء استئناف الأعمال العدائية واستمرار الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة".

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، السبت، في بيان، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة.

وجددت، دعوة الكويت المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته ودعم كل الجهود الرامية لوقف هذا العدوان الذي أزهق، وما زال، آلاف الأرواح البريئة.

ولفت البيان، إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته واستخفافه بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لا بد أن تقابله آلية رادعة يتم من خلالها محاسبة مرتكبي جرائم الحرب مضيفة أن استمرار ذلك النهج من شأنه تقويض عملية السلام وحل الدولتين.

وأكدت الكويت، أهمية إيصال المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة واستمرار كافة الجهود لوقف هذه الحرب العبثية بشكل مستدام تمهيدا للتوصل إلى حل شامل وعادل للأشقاء الفلسطينيين يضمن إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أنه لا يوجد أي مكان آمن يمكن لسكان قطاع غزة الذهاب إليه، ويعيشون في دائرة موت ودمار ومرض.

وأوضح غريفيث في بيان، أن الأسبوع الأخير أظهر ما يمكن حدوثه "عندما تصمت الأسلحة"، وأن الوضع في خان يونس اليوم هو تذكير صادم لما يحدث عندما لا تصمت (الأسلحة).

وقال: "قتل وأصيب عدد كبير في غضون ساعات اليوم، وجاءت تعليمات للأسر مجددًا للإخلاء، وانهارت الآمال".

وأشار أن جميع سكان غزة على رأسهم الأطفال والنساء والرجال يعيشون في رعب في الشهر الثاني للاشتباكات، مضيفا: "يعيشون في دائرة موت ودمار ومرض".

وشدد على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية (لقطاع غزة) وتحقيق وقف إطلاق نار إنساني.

أما مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، فقالت السبت، إنه "يجب استئناف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة في أقرب وقت، بما في ذلك الوقود".

جاء ذلك في مقابلة مصورة أجرتها توما، مع موقع "دي دبليو" الألماني (حكومي) ونشرها حساب أونروا الرسمي عبر منصة "إكس".

وأضافت توما: "لدينا قلق شديد إزاء عدم السماح الجمعة، عقب انتهاء الهدنة الإنسانية، بدخول مساعدات جديدة إلى غزة".

يأتي ذلك في وقت أعلنت الولايات المتحدة، على لسان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن واشنطن ستواصل العمل مع الوسطاء القطريين والمصريين وإسرائيل، من أجل العودة إلى الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.

وقال أوستن في مؤتمر صحفي: "سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وفي قطر من أجل العودة إلى الهدنة الإنسانية".

وأضاف: "أتحدث مع وزير الدفاع (الإسرائيلي يوآف غالانت) بشكل شبه يومي، وأذكره بضرورة التأكد من حماية المدنيين وإقامة الممرات التي سيكون من الممكن لهم مغادرة منطقة القتال عبرها".

وتابع: "سنواصل التأكيد للإسرائيليين على ضرورة التقيد بقوانين الحرب وحماية السكان المدنيين".

كما أشار إلى أنه "خلال فترة الهدنة الإنسانية تحققت نتائج مهمة فيما يتعلق بتحرير الرهائن، وكذلك نقل حجم كبير من المساعدات الإنسانية لسكان غزة"، مضيفاً أنه "يجب عمل المزيد بالطبع".

بيد أن إسرائيل، أعلنت "تعثر" مفاوضات استئناف الهدنة بقطاع غزة، وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ووجه رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيع، السبت، فريقه الموجود في قطر بـ"العودة إلى تل أبيب".

وجاء في البيان، "بعد تعثر المفاوضات، وبتوجيه من رئيس الوزراء، أمر رئيس الموساد فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".

واتهم مكتب نتنياهو، حركة "حماس" الفلسطينية بـ"عدم تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق، والذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء، وفق القائمة التي تم نقلها إلى حماس، ووافقت عليها"، على حد زعمه.

ولم تعلق حركة "حماس" على ما أورده بيان مكتب نتنياهو.

وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ووفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، فقد استشهد جراء القصف الإسرائيلي نحو 15 ألفا و207 فلسطينيين، فيما أصيب أكثر من 40 ألفا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التهدئة مفاوضات التهدئة الهدنة غزة إسرائيل المقاومة فلسطين هدنة غزة الحرب على غزة

محتج يضرم النار بنفسه أمام القنصلية الإسرائيلية بمدينة أمريكية

هيئة حقوقية فلسطينية تطالب مدعى الجنائية الدولية بزيارة غزة ومقاضاة المسؤولين الإسرائيليين