اليوم الـ59 للحرب.. إسرائيل تواصل محرقتها في غزة ومداهمتها لمدن الضفة

الاثنين 4 ديسمبر 2023 06:59 ص

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، محرقتها في قطاع غزة، لليوم الـ59 تواليًا، والرابع بعد انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا، بتكثيف الغارات واستباحة المرافق الطبية وقصفها، واقتراف المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، مع تصاعد عمليات التوغل البري من عدة محاور، وسط مقاومة شرسة.

يأتي ذلك في وقت واصل الاحتلال الإسرائيلي حملته في الضفة، باقتحام البلدات والمخيمات الفلسطنية، وقتل الفلسطينيين، واعتقال العشرات، بدعوى دعمهم للمقاومة.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الأحد/الإثنين، غارات وقصفا عنيفا على أحياء عدة مكتظة بالسكان، كما قصفت بوابة مستشفى كمال عدوان مخلّفة عشرات الشهداء والمصابين.

واستشهد وأصيب العديد من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إثر استهداف البوابة الشمالية من مستشفى كمال عدوان في جباليا شمال قطاع غزة، بصاروخ اطلق من قبل طائرة استطلاع اسرائيلية، وفي استهدافات مماثلة لمنازل في رفح وخان يونس.

وتسبب الاستهداف لبوابة المستشفى، بارتقاء 4 شهداء و9 جرحى على الأقل، إلى جانب حالة من الذعر في صفوف المرضى والنازحين في المستشفى ومحيطه، حيث يتواجد أكثر من 10 آلاف نازح كانوا قد التجأوا للمستشفى طلبا للأمان.

وتحدثت مصادر صحية، عن وجود أكثر من 35 جثة شهيد داخل وأمام المستشفى، لعدم التمكن من دفنها جراء استمرار عمليات القصف الإسرائيلية.

وكان قد وصل الى المستشفى، حسب المصادر، 99 شهيدا منذ صباح الأحد، وحتى كتابة هذه السطور.

وفي تطور لاحق، دمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية، مربعات سكنية محيطة وقريبة من المستشفى في بيت لاهيا وجباليا، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين، الذين اكتظت بهم أروقة مستشفى كمال عدوان.

وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، إن "الاحتلال يحاول التقدم باتجاه مستشفى كمال عدوان لمحاصرته، وهناك عشرات الشهداء في ساحة المستشفى لا نستطيع دفنهم".

بدوره، أكد مدير مستشفى كمال عدوان أحمد الكحلوت، أنه لا يمكن إخلاء المستشفى طالما فيه مرضى وأطفال خدج بالعناية المركزة بالإضافة للجرحى والنازحين.

وأضاف: "نفاضل بين الحالات ونجري العمليات فقط لإنقاذ الجرحى ولا نستطيع رعايتهم بعد العمليات".

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن القصف الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان "يُعدُّ انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية".

واعتبر المكتب في بيان، أن القصف "يدلل على وجود خطة إسرائيلية متكاملة ومعتمدة تهدف إلى القضاء على القطاع الصحي بما يشمل ذلك مباني المستشفيات".

وعلي شأن ليس ببعيد، استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، في غارة إسرائيلية على منزل في حي التنور شرق رفح، جنوب قطاع غزة.

وقصفت زوارق حربية إسرائيلية ساحلي رفح وخان يونس.

وارتقى شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

كما استشهدت امرأة وأصيب 8 أشخاص آخرون، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون جراء استهداف أحد المنازل بالقرب من مقبرة الشابورة وسط رفح.

إلى ذلك، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، كما تعرضت هذه الأحياء أيضا لقصف مدفعي متواصل.

ارتقى كذلك 3 شهداء وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة اليازوري بالقرب من مقبرة الشابورة وسط رفح، وجاري البحث عن مفقودين.

وقصفت قوات الاحتلال مبنى وزارة الأوقاف في دير البلح وسط قطاع غزة، مع استمرار القصف المدفعي على بلدة القرارة شمالي شرقي خان يونس، وعلى حيي التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة.

من جانبها، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، إصابة مسعفين اثنين من طواقمها ومرافق جريح، عقب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على سيارتي إسعاف بمنطقة الفالوجا شمال قطاع غزة.

وفي حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن القوات بدأت عملية برية شمال خان يونس (جنوب قطاع غزة)، أعلنت المقاومة الفلسطينية تنفيذ سلسلة من العمليات التي أوقعت عشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.

وأعلنت كتائب "القسام" تمكن مجاهديها من تفجير حقل ألغام في قوة صهيونية راجلة مكونة من 8 جنود وبعدها تم الإجهاز على من بقي منهم على قيد الحياة من نقطة صفر، شمال شرق مدينة خانيونس.

واستهدفت الكتائب دبابة وناقلة جند، شمال مدينة خانيونس بقذائف "الياسين 105".

كما استهدفت "القسام" تستهدف جرافة إسرائيلية من نوع (D9) بقذيفة "تاندوم"، شمال مدينة خانيونس.

في هذه الأثناء اعترفت إذاعة جيش الاحتلال بمقتل 3 جنود إسرائيليين، خلال المعارك التي دارت وسط القطاع، فيما تؤكد مصادر المقاومة أن عدد قتلى الاحتلال أكبر من ذلك بكثير.

وأفاد الجيش، في بيان، بمقتل الرقيب بنيامين يهوشوع نيدهام (19 عاما)، والرائد احتياط بن زوسمان (22 عاما)، وهما مقاتلان في اللواء 401  فيلق الهندسة القتالية، بالإضافة إلى مقتل اللواء احتياط نيريا شاعر ميفنة (36 عاما)، مقاتل في الكتيبة 6655 من اللواء 55، ما يرفع عدد قتلاه المعلن إلى 401 عسكري، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولا يعلن جيش الاحتلال حصيلة قتلاه في عملياته البرية التي بدأت بغزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويكتفي بإعلان حصيلة إجمالية منذ أن شنت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى"، ويشكك مراقبون في هذه الحصيلة، إذ يعتقدون أن الخسائر أكثر بكثير.

في المقابل، ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 15 ألفا و523 شهيدا، وإصابة 41 ألفا و316 فلسطينيا، لافتا إلى أن 70% من الضحايا أطفال ونساء.

كما استشهد 281 من الكوادر الصحية وأصيب المئات، فيما دمر الاحتلال 56 مركبة إسعاف خلال عملها وقتل من فيها من الطواقم والجرحى، ودمر 56 مؤسسة صحية وأخرج 26 مستشفى و46 مركز للرعاية الأولية عن العمل.

واتهم المكتب، جيش الاحتلال بتصعيد "حرب الإبادة الجماعية ضد القطاع الذي يواجه كارثة إنسانية تهدد بانعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي"، واصفا هذه الأفعال بأنها "ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".

وأوضح أن جيش الاحتلال يتعمّد إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا جرّاء القصف العنيف والمتزامن لجميع المحافظات في آن واحد وذلك من خلال قصف المنازل وبدون سابق إنذار بالقنابل التي تزن الواحدة منها 2000 رطل من المتفجرات.

وأكد المركز على أن القطاع الصحي أصبح غير قادر على استيعاب عشرات آلاف الجرحى في المستشفيات، وهذا يعني أن عدد الشهداء مرشح للزيادة بصورة كبيرة، وكذلك السيارات والآليات والمعدات التابعة لطواقم الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني لا تستطيع الوصول لأماكن القصف وانتشال الشهداء بسبب تدميرها من قبل الاحتلال وكذلك لعدم وجود وقود لتشغيل ما تبقى منها.

وأشار إلى أن قطاع غزة يتعرض لكارثة إنسانية حقيقية على جميع المستويات الصحية والإنسانية والإغاثية وعلى صعيد انعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي، محذرا المجتمع الدولي وجميع المنظمات والهيئات الدولية إلى إنقاذ 2.4 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة قبل فوات الأوان.

وطالب المكتب المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال ضد الأطفال والنساء، مشددا على أن استمرار الحرب يعني أن هناك موافقة وضوء أخضر لاستمرار القتل الوحشي ضد المدنيين.

أما في الضفة الغربية المحتلة، فقد واصل الاحتلال اقتحاماته في جنين وطولكرم وقلقيلية، والتي شهدت اشتباكات مع مقاومين وارتقاء شهيدين، قبل أن تعتقل العشرات.

وقالت إذاعة "صوت فلسطين"، إن صفارات الإنذار دوت في مدينة جنين.

ولم تذكر الإذاعة أي تفاصيل إضافية، لكن وكالة الأنباء الفلسطينية، قالت إن قوات الاحتلال اقتحمت الحي الشرقي من المدينة، وسط اشتباكات مع مقاومين.

في الأثناء، أفادت الوكالة بأن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة قفين شمال طولكرم، وسط إطلاق كثيف للنيران.

كما قالت الوكالة إن قوات الاحتلال اقتحمت أيضًا قفين بدوريات راجلة ومحمولة من الجهة الغربية، حيث تمركزت في المنطقة الجنوبية منها.

وفي قلقيلية، استشهد شابان بالرصاص الحي لقوات الاحتلال، خلال اقتحام المدينة، حيث تم نقلهما إلى مستشفى المدنية.

ووفق مصادر، فإن قوات الاحتلال داهمت المدينة وانتشرت في أحياء متفرقة منها، تحديدا في شارع الواد، وحي كفر سابا، وشارع جلجولية.

واندلعت اشتباكات مسلحة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي ، في حي كفر سابا، قبل أن تحاصر قوات الاحتلال مبنى في الحي وأطلقت قذائف باتجاهه، فيما دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية.

ووفق شهود عيان، فإن قوات الاحتلال اعتقلت مصابين، بعد إطلاق النار عليهم، فيما وصلت إصابتين إلى مستشفى قلقيلية في حالة متوسطة.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 16 فلسطينيا من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.

واعتقلت قوات الاحتلال كذلك، 3 فلسطيين، من سلواد، ومخيم الجلزون، في محافظة رام الله والبيرة، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وهدمت جدران منزلهم خلال تفتيشه، وحطمت مركبة أحدهم.

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قرية جفنا، شمال رام الله.

وجاء أيضا أن قوات الاحتلال اعتقلت، 6 مواطنين من مدينة أريحا ومخيميها.

وتشهد الضفة موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، بالتزامن مع الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

ووفق آخر إحصاء لهيئة "شؤون الأسرى والمحررين" (حكومية) ونادي "الأسير الفلسطيني" (خاص)، الأحد، فقد ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 3480 معتقلا، بينهم "من جرى اعتقالهم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن".

ورافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

فيما استشهد نحو 256 فلسطينيا، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف و100 جريح، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الضفة غزة حرب غزة اعتقالات اقتحامات إسرائيل قصف غزة شهداء مقاومة