خبيران لنيويورك تايمز: لا تغير في نهج إسرائيل تجاه المدنيين في غزة

الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 03:48 م

في الأيام التي تلت الهدنة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، والتي امتدت 7 أيام، وانهارت 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحدث مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إصدار تحذيرات إلى دول الاحتلال الصهيوني بضرورة تجنب إيذاء المدنيين في القطاع، وعدم تكرار ما فعلته خلال الأسابيع الأولي من الحرب.  

لكن مع سقوط أكثر من 300 شهيدا في غزة يوميا في الفترة بين السبت والإثنين، وفقا للأرقام الصادرة عن مسؤولي الصحة في غزة، فإن تلك الحصيلة تشبه إلى حد كبير تلك التي وقعت في الأسابيع الأولي للحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع. 

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الفترة من يوم الأحد إلى بعد ظهر الإثنين "شهدت بعضا من أعنف القصف في غزة حتى الآن". 

تغير طفيف 

وقال خبيران متخصصان في قوانين الحرب إنهما لم يلحظا حدوث تغيرات كبيرة في الأيام الأخيرة في الطريقة التي تشن بها إسرائيل عدوانها على قطاع غزة. 

ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن تحذيراتها للمدنيين بالابتعاد عن طريق الأذى تبدو غير فعالة، كما أن نطاق حملتها العسكرية الواسع جعل من غير الواضح ما إذا كان أي مكان في غزة آمنًا حقًا. 

برايان فينوكين، المستشار القانوني الأسبق في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يشغل حاليا منصب مستشار في مجموعة "الأزمات الدولية" قال في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لا يرى فرقا جوهريا حدث.   

وأوضح "ليس لدي شعور بأن العمليات الإسرائيلية المتجددة تختلف بشكل كبير عن العمليات السابقة من حيث السعي لتقليل مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين". 

والإثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أنه من المبكر إجراء تقييم نهائي لاستجابة إسرائيل لنصيحتنا بحماية المدنيين في عملياتها العسكرية، ولكن الولايات المتحدة ترى "تحسّنا" في تحديد إسرائيل لنطاق أهدافها في غزة، مع توسيع العملية العسكرية بعد الهدنة لتشمل مناطق في جنوب القطاع. 

وأردف ميلر قائلا "لقد رأينا طلبا أكثر تحديدا لعمليات الإخلاء مقارنة بما جرى في الأسابيع الماضية في شمال القطاع، ولكننا لا نزال نتوقع سقوط ضحايا مدنيين نتيجة للعملية العسكرية بغزة وهذا يحدث للأسف في جميع الحروب". 

ولفت إلى أن نشر إسرائيل لخريطة تقسم قطاع غزة لمئات "البلوكات" السكنية، تحدد خلالها المناطق التي ستكون أكثر استهدافا بمثابة تحسن لما كان يحدث قبل ذلك". 

لا مكان آمن 

لكن أوامر الإخلاء الصادرة من إسرائيل أربكت سكان غزة، الذين لا يستطيع الكثير منهم الوصول إلى الخريطة أو التعليمات التي نشرتها إسرائيل بسبب انقطاع الكهرباء لديهم وخدمة الإنترنت والهواتف المحمولة سيئة للغاية. 

كما أن القليل من اطلع على الخريطة والتزم بالتحذيرات الإسرائيلية وجدوا أنفسهم في مناطق مكتظة بالفعل دون مأوى أو مراحيض. 

وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش، إن التحذيرات وسيلة مهمة لحماية المدنيين من النزاع المسلح، مشيرا إلى إن وجود خريطة أكثر دقة أكثر فائدة من حيث الأساس من أوامر الإخلاء الواسعة النطاق.  

لكن شاكر عقب بأن إن النظام الإسرائيلي الجديد الذي تستخدمه للتحذير من هجماتها ليس أفضل بكثير مما سبقه. 

وتابع "لا يوجد طريق آمن يمكن الاعتماد عليه للفرار أو التنقل من مكان لأخر في غزة، لذلك، حتى لو قيل إن هذه المنطقة آمنة نسبيًا، فإن الغارات الجوية تستمر في ضرب جميع أنحاء غزة تقريبًا". 

وأكد أن استمرار إسرائيل في استخدام القنابل والمدفعية الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، وهو تكتيك يؤدي إلى "تضخيم خطر وفاة المدنيين". 

بالإضافة إلى ذلك، قال شاكر إن إسرائيل ما زالت تدمر مجمعات سكنية بأكملها دون توضيح الأهداف العسكرية لمثل هذه الضربات. 

ومطلع الشهر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني. 

ومنذ شهران، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.  

المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العدوان الإسرائيلي على غزة خريطة إسرائيلية بلوكات سكنية تحذيرات إسرائيلية

القسام تعلن قتل 10 جنود وقائد إسرائيلي يقول إنهم يواجهون أشرس يوم في غزة

الغارديان: لهذه الأسباب تستهدف إسرائيل البنية التحتية والمدنيين في غزة 

إسرائيل تسقط أكثر من 22 ألف قنبلة أمريكية خلال أول 45 يوماً من حرب غزة