اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت/الأحد، عشرات الفلسطينيين، خلال حملة دهم في مدن وبلدات الضفة الغريبة، تزامنًا مع اندلاع مواجهات ضارية تخللها إطلاق نار وتفجير عبوات محلية الصنع بآليات وجرافات الاحتلال العسكرية.

وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال قصفت منزلين في مدينة طوباس بـ"صواريخ حارقة"، عقب محاصرتها واندلاع اشتباك مسلح مع مقاومين فلسطينيين بمحيطها، دون الإبلاغ (حتى اللحظة) عن شهداء وإصابات في المكان.

وتظهر صور بثتها مواقع فلسطينية احتراق أحد المنزلين بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال.

وذكرت أن قوات الاحتلال انسحبت من طوباس بعد اعتقال 8 مواطنين فلسطينيين، عُرف منهم: الشاب نمر دراغمة؛ وهو نجل الشهيد الأسير المحتجز جثمانه عمر دراغمة.

وتعمدت جرافات الاحتلال العسكرية تجريف الشوارع والاعتداء على الممتلكات العامة في مدينة طوباس، وتخريف وتجريف عدة أماكن ونصب في المدينة.

وانسحبت قوات الاحتلال من مدينة طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، بعد أكثر من 4 ساعات من اقتحامها.

وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الفناة حليمة إيهاب أبوصالحية وآخرين، من حي "الجبل الشمالي" بعد اقتحام المدينة.

فيما أعلنت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، إصابة مواطنين خلال مواجهات مع الاحتلال في مخيم عسكر الجديد، واحدة منها بالرصاص الحي، والثانية شظايا رصاص حي.

ووثقت صور لمواقع محلية ونشطاء وقوع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في البلدة جرى خلالها تبادل لإطلاق النار، وإلقاء زجاجات حارقة.

وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مراد سامي جبرين، شقيق الشهيد عيسى جبرين، بعد اقتحام منزله في بلدة تقوع جنوبي شرق المدينة، جنوبي الضفة المحتلة.

وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اعتقلت كذلك الشابين محمد جهاد الشوعاني وإيهاب الشوعاني، بعد اقتحام منزليهما في مخيم قلنديا للاجئين شمالي مدينة القدس المحتلة.

كما اقتحمت آليات الاحتلال حاجز بيت فوريك جنوب شرق نابلس، باتجاه المنطقة الشرقية من المدينة.

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين، أطلقوا النار على حاجز سالم العسكري الإسرائيلي الواقع غرب جنين بالضفة الغربية.

واستخدمت قوات الاحتلال رشاشات متوسطة للرد على مصادر النيران، بينما بدأت عملية تمشيط واسعة في محيط المنطقة قرب بلدة رمانة، شمال غربي جنين.

يأتي ذلك في وقت دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية والقدس، للمشاركة في الإضراب العالمي، الإثنين، رفضا للإنحياز الأمريكي للاحتلال ودعما لغزة.

وشددت القوى على ضرورة الخروج للشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات، للتعبير عن وحدة الدم والمصير وانتصارا للأبرياء العزل، وتوجيه رسالة للعالم أن شعبنا سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير.

وأوضحت القوى أن الاضراب هو رسالة الشعوب الحية بالوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه المشروعة في العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني الناجز في دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ودعا الحراك الشبابي في فلسطين لتصعيد المواجهة والانطلاق بمسيرات من كافة المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ردا على جرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة وغزة، وإعلان الإضراب الشامل الإثنين.

وأكد الحراك الشبابي أنه لا حياة طبيعية وغزة تباد، داعياً إلى توسيع حملات التضامن مع غزة في كل الميادين والساحات وبكافة الأشكال.

وبوتيرة يومية ينفذ الجيش الإسرائيلي حملات اقتحام للقرى والبلدات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين​​​​​​.

وبلغ عدد الشهداء بالضفة الغربية إلى 275 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإلى 483 منذ بداية العام الجاري.

ووفق آخر تقرير "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" و"نادي الأسير الفلسطيني"، فإن عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية في السجون الإسرائيلية وصل إلى 3700، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم من جرى اعتقاله من المنازل، أو عبر الحواجز العسكرية، أو من اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن.

يشار إلى أن حملة الاعتقالات رافقتها "عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين".

وتصاعدت الاعتقالات على وقع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت آلاف الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.