لتلحق بكرة القدم الأوروبية.. هذا ما ينقص السعودية سياسيا

الأحد 10 ديسمبر 2023 06:13 م

لا يمكن لثقافة كرة القدم السعودية اللحاق بأوروبا والولايات المتحدة، إلا عندما تشهد الظروف السياسية في المملكة تغيرا هائلا، بحسب اللاعب الألماني السابق فيليب لام، في مقال بحصيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).

لام قال، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "السعودية غنية بالمال والطموحات، ويقول ولي عهدها محمد بن سلمان إن بلاده ستكون أوروبا الجديدة ثقافيا خلال 10 سنوات".

وتابع: "كرة القدم جزء مهم من استراتيجيته، فهو يريد المنافسة (عبر نادٍ سعودي) في دوري أبطال أوروبا، ولذا يستثمر بكثافة في اللاعبين الذين أصبحوا نجوما في أوروبا، إذ يلعب كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما في السعودية الآن مقابل رواتب سخيفة".

وأضاف أن "المملكة فازت بحق استضافة بطولة كأس العالم للرجال 2034 (...) يُقال إن قطر أنفقت أكثر من 200 مليار دولار على كأس العالم 2022. ولن تكون تكاليف بطولة السعودية أقل من ذلك بعد 12 عاما، خاصة وأن 48 دولة ستشارك (في بطولة السعودية)  بدلا من 32".

و"يتطلب الأمر أكثر من المال و(استقدام) النجوم من الخارج للحاق بكرة القدم الأوروبية، إذ لا بد من مجتمع يتم تنظيمه بشكل ديمقراطي، ولهذا أنا متشكك بشأن السعودية، ففي أوروبا، ظلت كرة القدم بمثابة رصيد ثقافي لمدة قرن ونصف"، كما أردف لام.

ومضى قائلا: "تكمن جذور كرة القدم (الأوروبية) في (مدن) جلاسكو وشيفيلد وجنيف ولندن وبودابست وبرشلونة وميلانو ونورمبرج وفيينا".

وتابع: "وباعتباري لاعب كرة قدم محترف، أدركت أن المجتمع هو الذي مهد الطريق لي. لهذا السبب، بصفتي رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2024 (تستضيفها ألمانيا في الصيف المقبل)، من المهم بالنسبة لي أن أدعم الأندية على المستوى الشعبي".

التجربة الأمريكية

و"يوجد مثال آخر لدولة تحاول اللحاق بكرة القدم الأوروبية عبر الاستثمار بكثافة، وهي الولايات المتحدة، ففي السبعينيات، تعاقد نادي نيويورك كوزموس مع بيليه وبيكنباور"، كمال زاد لام.

وأضاف أنه "منذ ذلك الحين، يوجد تطور مستمر، وتزايدت القاعدة الجماهيرية وعدد اللاعبين والمدربين عاما بعد آخر، ويرجع ذلك جزئيا إلى المهاجرين من أمريكا اللاتينية. وقد استضافت الولايات المتحدة كأس العالم للرجال عام 1994، وستشارك في استضافة البطولة بعد ثلاث سنوات مع المكسيك وكندا".

واستطرد: "الأمريكيون يعرفون الرياضة جيدا.. الملاعب وكأنها معابد ولا أحد يحتفل بالأحداث أفضل منهم. ويسافر المسؤولون عن (نادي) بايرن ميونيخ (الألماني) دائما إلى الولايات المتحدة لفهم كيفية عمل التجارة والتسويق. وكانت لاعبات كرة القدم الأمريكيات الأفضل في العالم لعقود".

لام قال إن "موسيقى كرة القدم لا تزال تُعزف في أوروبا، حيث تفوز الأندية الأوروبية كثيرا بكأس العالم للأندية. ورجال الأعمال الأمريكيون يعرفون ذلك، لذلك يستثمرون في الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوري الإيطالي أو الدوري الأسباني من أجل التعلم".

واستدرك: "لكن ربما يتم الوصول قريبا إلى نقطة تحول، مما يؤدي إلى خلق عمالقة (في الولايات المتحدة) لمنافسة (أندية) ريال مدريد (الإسباني) ومانشستر سيتي (الإنجليزي) وبايرن (ميونيخ)".

أعمال تجارية

والرياضة الأمريكية، بحسب لام، لها هويتها الخاصة، ومثل أشياء كثيرة في الولايات المتحدة، هي جزء من الأعمال التجارية الكبرى، بينما تم تأسيس البطولات الكبرى الأوروبية بغرض الترفيه.

وتابع أنه "في أوروبا، تتمتع كرة القدم بجذور عميقة في المجتمع، وهذا ما يحدث بشكل متزايد في الولايات المتحدة".

ولفت إلى أنه "في الآونة الأخيرة، أقيمت مباراتان من الدوري الأمريكي في (مدينتي) أينتراخت وفرانكفورت (في ألمانيا) وبيعت التذاكر بالكامل".

و"يتعين على أوروبا أن تتوصل إلى شيء ما للصمود في وجه الولايات المتحدة، خاصة وأن أمريكا الجنوبية، ثاني أنجح قارات كرة القدم بعد أوروبا، تقع بالقرب من الولايات المتحدة"، كما أضاف لام.

ورجح أنه "لن يضطر لاعب كرة قدم من الأرجنتين أو البرازيل بعد الآن إلى الذهاب إلى إسبانيا أو البرتغال، بل يمكنه الذهاب إلى سان فرانسيسكو أو أتلانتا أو ميامي (في الولايات المتحدة)".

وبالنسبة للسعودية، قال إنها "تأهلت إلى كأس العالم ست مرات، ويبلغ عدد سكانها  36 مليون نسمة، ويوجد اهتمام بكرة القدم، وقد احتفل السعودين بفوز منتخبهم على الأرجنتين في كأس العالم بقطر".

و"السعودية تستحق الفرصة، لكن في ظل ظروف سياسية مختلفة؛ فثقافة كرة القدم هي شكل من أشكال الكرامة الإنسانية"، كما ختم لام.

وتنفي السعودية صحة اتهامات لها بضخ استثمارات ضخمة في رياضات عديدة، بينها كرة القدم والجولف؛ بغرض التغطية على سجلها الذي يواجه انتقادات في مجال حقوق الإنسان.

المصدر | فيليب لام/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة القدم أوروبا السعودية مال سياسة لاعبون