كبار ضباط جيش الاحتلال: حزب الله تهديد لمستقبل إسرائيل والحرب معه لا محالة

الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 02:31 م

حذر ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي من الاستهانة بقدرات حزب الله العسكرية، فإن لم تكن الضربات التي يوجهها إلى الحدود الشمالية موصلة إلى حرب شاملة الآن فهي لا محالة ستؤدي إلى حرب مستقبلية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر الثلاثاء، إن بعض كبار الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقدون أنه لا مفر من عملية عسكرية في لبنان "للتخلص من التهديد الذي يشكله حزب الله".

وحسبما نشر موقع العربي الجديد فإن هؤلاء الضباط يرون أن "التهديد الذي نشأ في لبنان منذ عام 2006 قد يشتد أكثر في المستقبل،  وبناءً عليه، يجب التخطيط لحرب قصيرة نسبيًا.

وقالوا محذرين "في حال عدم القيام بذلك، سندفع ثمنًا أكبر لاحقًا. إذا عملنا بحزم وبمهنية، سنضعف المحور الشيعي بشكل كبير. ففي الأمن القومي الخيار يكون أحيانًا بين السيء والأسوأ، ولذلك ما لم نفعله في عام 2006 حصلنا عليه في العام 2023، وإذا لم نعمل في العام 2023 سنحصل على تهديد وجودي بعد سنوات ليست طويلة".

وأكد مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في الصحيفة "يوسي يشواع"، أنه في حين تتجه الأنظار بالأساس إلى قطاع غزة من أجل القضاء على حركة حماس، كونها الهدف الرئيسي الذي حدّده المستوى السياسي في أعقاب توصية من الجيش، فهذا لا يعني إهمال ما يحدث على الجبهة الشمالية منذ نحو شهرين، والتصعيد في الأيام الأخيرة، حتى لو لم يتجاوز ذلك الحدّ المؤدي إلى حرب شاملة.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي زاد في قوة الضربات التي وجهها في لبنان، وقتل أكثر من 100 عنصر، فيما يرد حزب الله بإطلاق صواريخ على نطاق أوسع، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن الحزب "ما زال يحقق إنجازا"، وهو إجلاء أكثر من 100 ألف من سكان البلدات الحدودية.

الحرب أو الإبعاد

وأشار الكاتب إلى أن القيادة الإسرائيلية تتحدث بصوت واحد عن أنه لن تكون هناك عودة لوضع تشكّل فيه "قوات الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" تهديدًا على البلدات على خط التماس، لافتًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، يتحدثون عن وسيلتين لتحقيق الهدف، إما الحرب، وإما مبادرة دبلوماسية تقود إلى إبعاد قوات "حزب الله" إلى ما بعد نهر الليطاني.

وتحدثت الصحيفة عن أن غالانت كان قد ضغط بدعم من الجيش، من أجل توجيه ضربة لـ"حزب الله"، لكن نتنياهو صدّه لعدم تحمّسه وحلفائه الأمريكيين للفكرة.

ورأى الكاتب أنه في الوضع الحالي الذي لا يمكن فيه مفاجأة حزب الله، فإن "الحل العسكري سيتسبب بألم كبير للطرفين".

 وقال إن "الجمهور الإسرائيلي لم يعتد قدرات إطلاق صواريخ مثل تلك التي يتمتّع بها "حزب الله" والتي يمكن أن تكون بوتيرة 4 آلاف صاروخ يوميًا، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى، وهي بالأساس صواريخ دقيقة ستتسبب بضرر كبير لمنطقة تل أبيب الكبرى، وأجزاء واسعة من البلاد".

 في المقابل، فإن لدى الجيش الإسرائيلي صورة استخباراتية جيدة، وقدرات نارية لا متناهية، والتي ستتسبب بأضرار أكبر كثيرًا من تلك التي شهدتها بيروت عام 2006.

من جهة أخرى، أشار الكاتب إلى أنه بخلاف الحرب على غزة، فإن المناوشات بين كلا الطرفين يمكن أن تتوقف على نحو سريع نسبيًا، بسبب الضغط الدولي.

قدرات حزب الله

مع هذا، رأى أن "حزب الله" قد يعيد قواته إلى الحدود بعد ذلك بأشهر عدة، مثلما فعل بعد الحرب السابقة، لكن في هذه المرة سيتطلب القيام بالأمر وقتًا أقل.

وعلى افتراض أن القيادة الشمالية ستحقق نصرًا عسكريًا مع أو بدون عملية سياسية، فما الذي سيكون في اليوم التالي؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يُسأل.

وقال يشواع إنه "قبل الانجرار إلى حرب كهذه، سيكون من الصحيح استنفاد العملية السياسية، بمعنى محاولة التوصل إلى صيغة تبعد تهديد "حزب الله" عن الحدود، دون أن يجلس ملايين الإسرائيليين في الملاجئ لفترة طويلة، وبالمقابل لا تصبح المشاهد في لبنان كتلك التي في مدينة غزة بعد تدخل سلاح الجو".

وتابع أنه في كلّ الحالات، بدون تغيير الوضع، فإن سكان الشمال لن يعودوا إلى منازلهم، مضيفاً أنه على الرغم من توجيه ضربات واسعة إلى البنى التحتية لـ"حزب الله" على الحدود، إلا أن الحزب لا يزال قادراً على جعل حياة الإسرائيليين في البلدات الحدودية بائسة.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جيش إسرائيل حزب الله حماس حدود إسرائيل لبنان

نتنياهو: مستعدون لحرب مع قوى أمنية بالضفة الغربية حال تعاونها مع حماس

تبادل القصف يتواصل.. حزب الله يعلن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية

ف. تايمز: أمريكا وفرنسا وبريطانيا تسعى لإبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل