قراصنة صوماليون يختطفون سفينة تجارية في باب المندب

الجمعة 15 ديسمبر 2023 07:38 م

تحركت سفينة تابعة للبحرية الإسبانية، باتجاه سفينة تجارية، قد يكون قراصنة صوماليون قد اختطفوها، قرب مضيق باب المندب.

وقالت قوة مكافحة القرصنة في الصومال، التابعة للاتحاد الأوروبي، الجمعة في بيان: "استنادا إلى المعلومات الأولية المتاحة عن السفينة إم.في روين فإن السفينة الإسبانية فيكتوريا، الرائدة في عملية أتلانتا التابعة ليونافور تتقدم بسرعة نحو السفينة التي يقال، إن قراصنة اختطفوها سعيا لمزيد من المعلومات وتقييم الإجراءات التالية".

وأضافت في البيان، أنها تنسق مع القوة البحرية المشتركة الدولية الأوسع نطاقا.

وقبل بيان القوة الأوروبية، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريراً من أحد ضباط أمن السفينة، قال فيه إن السفينة التي ترفع العلم المالطي تشغلها شركة بلغارية، تتجه حالياً نحو الصومال.

وتأتي الحادثة في وقت يشهد فيه البحر الأحمر تهديدات فرضتها ميليشيا الحوثي اليمنية التي اختطفت سفينة، وشنت هجمات باتجاه سفن أخرى كانت تبحر باتجاه إسرائيل "رفضاً للحرب على غزة".

وتشير بيانات قاعدة بيانات الشحن العامة "إيكواسيز"، إلى أن السفينة التي ترفع العلم المالطي تشغلها شركة بلغارية.

وتوضح بيانات تتبع السفن من مجموعة بورصة لندن، أن آخر مرة شوهدت فيها السفينة وهي تبحر باتجاه الصومال في الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش.

وإذا تأكد ذلك، فستكون هذه أول عملية اختطاف يشارك فيها قراصنة صوماليون منذ سنوات، بعد أن أوقفت جهود مكافحة القرصنة التي بذلتها قوات بحرية دولية مثل هذه العمليات في خليج عدن والمحيط الهندي.

وتعرض الصومال على مدى عقود لعدة أزمات وحروب، جعلت الشعب يرزح تحت وطأة فقر وصراعات، ما أدى إلى نشوء ظاهرة القرصنة، التي كانت بوادرها من قبل صيادين بدأوا باعتراض السفن الأجنبية لمنعها من العمل في مناطقهم.

إلا أن الحال بعد ذلك تغيرت، وباتت السواحل الصومالية تشكل خطراً كبيراً على السفن التجارية والسياحية المارة من هناك، بعد أن بدأت جماعات بتنفيذ أعمال قرصنة وسطو مسلح على السفن واختطاف أطقمها، بهدف الحصول على الأموال.

وشهد الصومال في بدايات القرن الجديد، تصاعداً في أعمال القراصنة الذين ينطلقون من السواحل الصومالية.

وفي أرقام نشرها البنك الدولي في أبريل/نيسان 2013، نفذ قراصنة الصومال منذ 2005 وحتى نشر الأرقام، 149 عملية اختطاف، واحتجزوا 3741 شخصاً قضى بعضهم فترة احتجاز استمرت 3 سنوات، في حين قتل نحو 97 بحاراً نتيجة الهجمات، فيما نفذ القراصنة 30 عملية فقط في الفترة بين 1991 وحتى 2006.

وذكرت تقارير سابقة أن القراصنة هم عبارة عن شبان من خفر السواحل السابقين، ويمتلكون قدرة على اختطاف السفن على مسافات بعيدة داخل البحار.

وكان القراصنة يشنون هجماتهم من عدة مواقع أبرزها قرى صيد في بونتلاند التي تتتمع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق الصومال، وشكلوا آنذاك، قوة اقتصادية كبيرة نظراً لدخلهم الكبير، وتأثيرهم في اقتصاد الإقليم الذي كان يعاني مالياً.

ومن أبرز السفن التي اخطتفها الصومال، كانت السفينة الأوكرانية "فاينا" التي ترفع علم "بيليز" في سبتمبر/أيلول عام 2008، وكانت تحوي 33 دبابة روسية وقاذفات صواريخ، وطاقم مكون من 21 بحاراً.

وطالب القراصنة بفدية قدرها 20 مليون دولار، قبل أن يخفضوا المبلغ إلى 3 ملايين.

وبعد تلك الحادثة بشهرين فقط، اختطفت ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" التي تعد من أكبر عمليات القرصنة التي سجلها التاريخ، إذ طالب الخاطفون آنذاك بـ 25 مليون دولار لإطلاق سراح السفينة، لكنهم أطلقوا سراحها في النهاية مقابل 3 ملايين دولار.

كما هاجم القراصنة سفينة الحاويات "ميرسك ألاباما" واحتجزوا قائدها عام 2009، قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراراً للبحرية الأمريكية التي تدخلت وحررت القائد بعد مقتل 3 من القراصنة.

وتراجع نشاط القرصنة بعد تلك الفترة، لأسباب قال خبراء إنها تعود للتواجد العسكري من الصومال والدول الغربية، إضافة للعقوبات القانونية، فضلاً عن عمليات التثقيف والتوعية التي قادها في بعض الأحيان قراصنة سابقون.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصومال قراصنة صوماليوم باب المندب اختطاف سفينة تجارية

مسلحون يصعدون إلى سفينة شحن ترفع علم ليبيريا قبالة الصومال