ستاربكس تواصل خسائرها في ظل مقاطعة مزدوجة وإضرابات عمالية.. ماذا يحدث؟

الأحد 17 ديسمبر 2023 06:29 ص

سجلت شركة "ستاربكس"، خسائر قياسية لم تتكبدها منذ تاريخ إنشائها في عام 1992، حيث تراجع سعر السهم بنسبة تصل إلى 11%، خلال 12 جلسة، منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحتى 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ووفق موقع "سي إن بي سي" الاقتصادي، فإن خسائر "ستاربكس"، التي تعد واحدة من أشهر العلامات التجارية في صناعة القهوة على مستوى العالم، تقدر بنحو 13.3 مليار دولار في تلك الفترة فقط.

وأغلق سهم المجموعة الشهيرة الجمعة، عند 96.75 دولارا، متراجعا 1.1% على أساس يومي، لتكون بذلك الجلسة رقم 16 التي تخسر فيها الشركة، مقابل 4 جلسات باللون الأخضر التقطت فيها سلسلة المقاهي الأمريكية أنفاسها.

وعلى أساس شهري، خسر سهم شركة القهوة العالمية 9.7% منذ جلسة 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما سجل 107.21 دولارات، قبل أن يدخل في رحلة هبوط قاسية ويستقر قريبا من 96.8 دولارا.

ويعادل هذا الهبوط خسارة تزيد على 13 مليار دولار في رأس المال السوقي للشركة، الذي نزل من 123.2 مليار دولار قبل شهر، إلى 111.2 مليار دولار، بختام جلسة الجمعة.

ودفعت الاعتداءات المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى، شركة "ستاربكس" إلى مأزق لا تحسد عليه، إذ تعاني من مقاطعة "مزدوجة"، سواء من داعمي دولة الاحتلال، أو من مؤيدي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

فمع بداية عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ظهر موقف "ستاربكس" واضحاً وصريحاً بدعمها لدولة الاحتلال، مما جعل دعوات المقاطعة تجتاح العالم، بسبب دعمها لهذا الكيان.

إلا أنه مع استمرار العدوان، ظهرت تغريدة من نقابة اتحاد عمال "ستاربكس"، والتي تستخدم شعاراً يشبه الشعار الخاص بالشركة، تعلن أنها تدعم القضية الفلسطينية، ووضعت العلم الفلسطيني على صفحتها، مما أدى إلى تهديدات ومقاطعات من المتضامنين مع دولة الاحتلال.

وهذا دفع العلامة الشهيرة للقهوة إلى إقامة دعوة ضد النقابة العمالية، متهمة إياها باستخدام اسم الشركة وشعارها في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفلسطينيين.

ونقلت شبكة "الجزيرة"، عن الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات والأسواق الناشئة بشركة فورتريس للاستثمار مصطفى فهمي، القول إن شركة "ستاربكس"، التي تواجه حملة مقاطعة واسعة، لم تستطع أن تغير نظرة المستهلك اتجاهها رغم العروض الترويجية، لأن المستهلك الآن ينظر إليها على أنها شريك في دعم الاحتلال.

وأضاف أن "ستاربكس" ستواجه العديد من التحديات في المستقبل، وتوقع أن تكون نتائجها المالية للربع الرابع سيئة للغاية، وستنعكس على إجمالي النتائج السنوية لشركة القهوة الأمريكية الشهير.

ولم تتوقف خسائر الشركة عند هذا الحد، فقبل يوم واحد من هبوط سعر الأسهم، أضرب آلاف العاملين من عمال الشركة في المتاجر، احتجاجاً على عدم تعيينهم، واعتبروا أنهم تلقوا وعوداً وهمية من إدارة الشركة منذ عامين، بدون نتيجة.

ولاحقا، ذكرت وكالة العمل الأمريكية، أنها تسعى لإجبار الشركة على إعادة فتح 23 متجرًا يُعتقد أنها أغلقت العام الماضي، لتثبيط حملة نقابية على مستوى البلاد، في أحدث قضية لاتهام سلسلة المقاهي بأساليب العمل غير القانونية.

ونقلت "رويترز" عن شكوى لمدير إقليمي في المجلس الوطني الأميركي لعلاقات العمل "إن إل آر بي"، الأربعاء الماضي، أن 8 من المتاجر الأمريكية تضامنت بالفعل مع النقابات عندما أُغلقت الفروع.

وصوت العاملون في أكثر من 360 فرعًا أمريكيا من "ستاربكس" للانضمام إلى النقابات منذ عام 2021، وتواجه الشركة أكثر من 100 شكوى عمالية في المجلس الوطني الأمريكي لعلاقات العمل.

من جهتها، نفت "ستاربكس" ارتكاب أي مخالفات، وقالت إنها تحترم حقوق العمال في الانضمام إلى النقابات.

وأضافت في بيان، الخميس الماضي، أنها تجري مراجعات سنوية لمتاجرها وتقوم بإجراء تغييرات بشكل روتيني لمجموعة متنوعة من الأسباب المشروعة.

وتمتلك السلسلة أكثر من 35 ألف فرع حول العالم في 86 دولة، من بينها أكثر من 9 آلاف فرع في الولايات المتحدة، وما يقارب 1900 مقهى في 11 بلدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل من خلالها أكثر من 19 ألف موظف.

وتواجه "ستاربكس" تحدي الحفاظ على سمعة علامتها التجارية في ظل هذه التأثيرات.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، لليوم 72 على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في القطاع فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء هذه الحرب إلى 18 ألفا و787 شهيدا، و50 ألفا و897 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ستاربكس خسائر المقاطعة حرب غزة إسرائيل إضراب القضية الفلسطينية

ستاربكس تخفض توقعات مبيعاتها السنوية مع تصاعد دعوات المقاطعة