أغلب الإسرائيلين يؤيدون صفقة أسرى جديدة.. وتباين حول مصير نتنياهو

الجمعة 22 ديسمبر 2023 09:16 م

كشف استطلاع جديد للرأي العام في إسرائيل، أن أغلب الإسرائيليين يؤيدون صفقة جديدة لإطلاق الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، مقابل وقف النار، في وقت تباينت نتائج الاستطلاعات حول بقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في السلطة بعد الحرب.

وأشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" العبرية، ونشرت نتائجه الجمعة، إلى أنّ 67% من الإسرائيليين يدعمون صفقة إضافية مع حركة "حماس"، لتحرير الأسرى مقابل وقف إطلاق النار، في حين يعارضها 22%، بينما قال 11% إن لا رأي لهم في الموضوع.

ويظهر الدعم الأساسي لصفقة من هذا النوع في صفوف مصوتي المعارضة بنسبة 78%، مقابل 51% في صفوف مصوتي أحزاب الائتلاف الحكومي، في حين يعارضها نحو 35% من مؤيدي الائتلاف.

وأشار الاستطلاع عينه، إلى أنّ 73% من مجمل المشاركين يعتقدون أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم فقط بعد التوقيع على صفقة لإعادة المحتجزين.

كما طرحت على المستطلعين سؤالا: هل يصح وقف القتال أثناء التفاوض على صفقة أخرى أم يجب وقف القتال فقط بعد توقيع الاتفاق؟.

فقال 11% بالتوقف أثناء المفاوضات، و73% أيدوا التوقف بعد التوقيع على الاتفاق، فيما كانت نسبة الذين أجابوا بلا أعرف 16%، وفق الصحيفة.

وحول السؤال: هل ينبغي لإسرائيل أن تستمر في الإطار الحالي لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المختطفين يوميا؟.

كانت الإجابات أن 67% أيدوا، في حين عارض 22%، بينما أجاب 11% بلا أعرف.

يذكر أن حماس أفرجت -خلال هدنة امتدت أسبوعا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- عن أكثر من 100 محتجز إسرائيلي من النساء والأطفال، إضافة إلى أجانب كانت تحتجزهم في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 امرأة وقاصرا فلسطينيا.

وتقول إسرائيل إنه لا يزال هناك 129 محتجزا وأسيرا في غزة، وهو رقم يشمل جثث 21 من الجنود والمدنيين، الذين خلصت إسرائيل إلى أنهم لم يعودوا على قيد الحياة.

من جهة ثانية، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 33% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الحكومة، في مقابل 46% قالوا إن الوزير في المجلس الحربي بيني غانتس هو الأنسب لهذا المنصب، و20% لم يعطوا إجابة محددة.

وتظهر النتائج تحسنا في مكانة نتنياهو بعد أن أشارت استطلاعات صحفية في الأسابيع الماضية إلى أن 27% فقط يعتقدون أن نتنياهو مناسب لهذا المنصب.

كما أشار الاستطلاع إلى أنه لو جرت انتخابات إسرائيلية اليوم، فإن حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة جانتس سيحصل على المركز الأول بحصوله على 38 مقعدا مقابل حصول "الليكود" برئاسة نتنياهو على 18 مقعدا، في حين يحل حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد ثالثا، بحصوله على 13 من مقاعد الكنيست الـ120.

واستنادا إلى نتائج الاستطلاع، فإنه لو جرت انتخابات اليوم لكانت الأحزاب المؤيدة لنتنياهو قد حصلت على 45 مقعدا فيما تحصل الأحزاب المعارضة له على 70 مقعدا، إضافة إلى 5 مقاعد لتحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتغيير.

ويلزم الحصول على ثقة 61 نائبا على الأقل من أجل تشكيل حكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أُجري من قبل معهد لازار (خاص) على عينة عشوائية من 502 إسرائيلي، وكان هامش الخطأ 4.3%.

في المقابل، خرجت القناة "14" العبرية، لتمني نتيناهو، للمرة الأولى منذ سنة، بأنه قادر على البقاء في منصبه.

وأفادت نتائج استطلاع رأي خاص بالقناة اليمينية، أُجري في الأسبوع الحالي، بأن نتنياهو يستطيع أن يقود معسكراً يمينياً من 72 مقعداً (من مجموع 120 نائباً)، ويظل رئيس حكومة، في حال تأسيس حزبين جديدين لليمين ينضمان إلى ائتلافه، هما حزب رئيس الحكومة الأسبق نفتالي بنيت، الذي يتوقع أن يحصل على 10 مقاعد، وحزب رئيس الموساد السابق يوسي كوهن، الذي يحصل على 8 مقاعد.

وفي هذه الحالة، يفوز "الليكود" بقيادة نتنياهو بـ22 مقعداً (لديه اليوم 32 مقعداً) ويكون الحزب الأكبر؛ ما يعني أن رئيس الدولة سيكلفه تشكيل الحكومة.

ويفوز حزبا "الحريديم- شاس" لليهود الشرقيين بـ9 مقاعد (لديه اليوم 10 مقاعد) وحزب "يهدوت هتوراة" للأشكناز بـ7 مقاعد (نفس عدد مقاعده اليوم).

ويفوز حزب كل من المتطرفين أفيغدور ليبرمان وإيتمار بن غفير بـ6 مقاعد لكل منهما (كما هو حالهما اليوم)، ويحصل حزب المتطرف بتسلئيل سموترتش على 4 مقاعد (لديه اليوم 8)، فيكون المجموع 72 مقعداً.

وأما في الطرف الآخر من الخريطة الحزبية، فإن حزب بيني غانتس يفقد بريقه ويحصل على 17 مقعداً (لديه اليوم 12 مقعداً)، ويصبح الحزب الثالث حزب اليسار الذي يتحد فيه كل من حزب "العمل" وحزب "ميرتس" بقيادة يائير غولان، ويحصل على 14 مقعداً.

وأما حزب "يوجد مستقبل" بقيادة يائير لابيد، فيتحطم في هذه الحالة ويهبط من 24 الآن إلى 7 مقاعد فقط.

وأما الكتلتان العربيتان، فتحصلان على 10 مقاعد، كما هو حالهما اليوم، يتقاسمها مناصفة تكتل "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" و"الحركة العربية للتغيير" بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي، وكتلة "القائمة العربية الموحدة" و"الحركة الإسلامية" بقيادة منصور عباس، لكل منهما 5 أعضاء، ويكون المجموع 48 مقعداً.

وتبني القناة "14" على أن ينجح نتنياهو في إجراء مصالحة شاملة مع قادة أحزاب اليمين الثلاثة، بنيت وكوهن وليبرمان، ويضمهم لائتلافه، بمجموع 72 مقعداً، بدعوى أن "الشعب في إسرائيل يعطي السياسيين الإشارات بأنه ينعطف بعد الحرب أكثر وأكثر نحو اليمين، ويطلب من قادته أن يحترموا إرادته ويتوقفوا عن العداء الشخصي لنتنياهو، باعتباره الوحيد الذي يستطيع توحيد صفوف اليمين وقيادته للانتصار".

ولكن هذه الأمنية تحتاج إلى كثير من التحفظات، وفق القناة، حيث إن بنيت وكوهن وليبرمان غير متوافقين مع نتنياهو، وائتلافه معهم يحتاج إلى كثير من المفاجآت.

ولكن، إذا قرروا الانضمام إلى غانتس فسيوفرون له أكثرية مضمونة من 67 نائباً، إلا أنه سيكون رئيس حكومة ضعيفاً، لأن حزبه صغير نسبياً.

أما إذا بقيت الخريطة السياسية كما هي اليوم، أي من دون أحزاب جديدة، وجرت الانتخابات فقط بمشاركة الأحزاب الحالية، فإن استطلاع القناة "14"، يشير إلى أن النتيجة ستكون متقاربة بين المعسكرين، ولكن مع ترجيح لصالح غانتس.

فمعسكر الائتلاف الحاكم اليوم سيحصل على 56 نائباً، بينما معسكر المعارضة 59 نائباً، وبينهما تكتل "الجبهة العربية" بقيادة عودة والطيبي 5 مقاعد.

وحسب هذا الجزء من الاستطلاع، يكون حزب غانتس هو الأكبر (28 مقعداً)، لكن "الليكود" قريب منه (27 مقعداً)، ويليه حزب لابيد (14 مقعداً)، ثم ليبرمان (11) ثم "شاس" (10 مقاعد) ثم بن غفير (8 مقاعد) ثم "يهدوت هتوراة" (7 مقاعد) وبعده "الحركة الإسلامية" (6 مقاعد) ثم "الجبهة العربية" (5 مقاعد) وبعدها سموترتش (4 مقاعد).

وفي هذه الحالة يسقط كل من حزب "العمل" وحزب "ميرتس" وحزب "التجمع الوطني العربي".

ويرى مراقبون، أن هذه هي الاستطلاعات، وهي في كل الأحوال مجرد مؤشر، وفي بعض الأحيان يكون المؤشر محفزاً، فعندما يرى نتنياهو نتائج كهذه، يزداد تفاؤلاً في أنه قادر على قلب نتائج الاستطلاعات السيئة.

لذلك، لم يكن صدفة أنه خرج إلى الجمهور بتصريحات جديدة، بعد ساعة من نشر هذه النتائج ليصرح بأنه يخطط للبقاء في الحكم طويلاً، ولن يحمل نفسه مسؤولية شخصية عن الفشل الذي أدى إلى هجوم "حماس" المباغت في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال نتنياهو الجمعة: "إننا نقاتل حتى النصر.. ولن نوقف الحرب حتى نكمل جميع أهدافها وهي استكمال القضاء على (حماس) وإطلاق سراح جميع الأسرى".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو تبادل أسرى صفقة تبادل أسرى الليكود مستقبل نتنياهو حماس وقف إطلاق الار حرب غزة استطلاع

جنرال إسرائيلي سابق: لن نستطيع هزيمة حماس