واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الغاشم ضمن محرقة غزة، لليوم الـ79 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط توغل في وسط وشمال القطاع، واشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة.

ووفق شهود عيان وصحف محلية، فإن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها ليل السبت/الأحد، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع.

وارتقى شهيدان وأصيب آخرون بعدما شن طيران الاحتلال غارة جوية على منزل لعائلة أبوالعوف، في حي تل السلطان بمدينة رفح.

كما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون، في غارة إسرائيلية على منزل في الحي الياباني، غرب خان يونس.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال ومدفعيته تواصل منذ صباح اليوم قصفها العنيف على خان يونس، ما أدى لاستشهاد وجرح عشرات المواطنين.

أما وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، فقد أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي القنابل الضوئية شمال شرق خان يونس.

ووسط القطاع، شن طيران الاحتلال الحربي سلسلة غارات على مناطق عديدة وسط القطاع.

كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية مربعا سكنيا في دير البلح، ما أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة العشرات، إضافة لوجود العشرات تحت الركام.

واستهدفت كذلك طائرات الاحتلال منزلا في حي الزوايدة وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات.

وقصفت مدفعية الاحتلال منزلا لعائلة ياسين في شارع العشرين بمخيم النصيرات، ما أدى لإصابة امرأة حامل، بالتزامن مع إطلاق قوات الاحتلال القنابل الضوئية شمال المخيم.

ونعى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الصحفي أحمد جمال المدهون، الذي استشهد جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة.

يأتي ذلك في وقت واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها البري لأحياء مدينة غزة، وشمال القطاع، ومحيط خان يونس، وسط اشتباكات ضارية تشهدها تلك المناطق.

ووفق شهود عيان، فإن قوات الاحتلال تنفذ جرائم مروعة داخل مناطق التوغل، تشمل مداهمة منازل ومنشآت ونهبها وتدميرها، وحصار آلاف المواطنين في منازلهم وحرمانهم من التزود بالطعام أو الماء أو الخدمات الصحية.

ولفت الشهود إلى أن هناك إصابات وشهداء في المنازل والشوارع ولا تستطيع الطواقم الطبية انتشالهم، كما أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اعتقال عشوائية ضد المواطنين يتخللها عمليات تنكيل واسعة.

من جانبها، أعلنت كتائب "القسام"، في بيان نشرته على منصة "تليجرام"، بعد منتصف ليل السبت، خوض مجاهديها اشتباكات ضارية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع قوات الاحتلال المتوغلة في جباليا.

وقالت الكتائب في بيانها، إن الاشتباكات وقعت في محور مشترك بين جباليا البلد والمعسكر شمال قطاع غزة.

ولفتت إلى أن مجاهديها تصدوا للقوات الإسرائيلية المعززة بالآليات العسكرية، بقذائف "الياسين 105"، وقذائف الـ(TBG).

كما أشار البيان إلى أن المقاتلين، قد أكدوا إيقاع عدد من قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، وسماع أصوات صراخ جنودهم.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق، إيقاع خسائر فادحة بصفوف الاحتلال بعد استهداف عناصره جنوبي وشمالي قطاع غزة، في حين رجح  الناطق باسم "القسام" أبو عبيدة، مقتل 5 أسرى إسرائيليين بعد فقدان الاتصال بالمجموعة المسؤولة عنهم في قصف للاحتلال.

ولاحقا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مقتل 8 جنود وضباط خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة، ما يرفع عدد جنوده القتلى في قطاع غزة منذ التوغل البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول إلى 154 عسكريا، وإلى إلى 485 قتيلا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

في غضون ذلك، أشار الجيش الإسرائيلي إلى إصابة 189 ضابطا وجنديا بجروح خطيرة في العمليات البرية بالقطاع، و310 جروحهم متوسطة، و327، إصاباتهم طفيفة.

لكن الخسائر اليومية التي يقر بها الاحتلال، تبقى أقل مما تعلنه المقاومة الفلسطينية، ففي وقت سابق، أعلنت كتائب عز الدين القسام  الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قتلت عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين في كمائن نصبتها لقوات الاحتلال بالقطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت "20 ألفاً و258 شهيدا و53 ألفاً و688 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه وثق 2600 حالة اعتقال على أيدي القوات الإسرائيلية، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، بينهم 40 طبيباً و8 صحفيين.

وأضاف المكتب، أن الجيش الإسرائيلي هدم أكثر من 55 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة خلال الحرب.

وأشار إلى أن القطاع بحاجة إلى 1000 شاحنة مساعدات، ومليون لتر من الوقود على الأقل يومياً "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه" في غزة.