عشية عيد الميلاد.. غزة تشهد أحد الليالي الأكثر دموية منذ بدء الحرب

الاثنين 25 ديسمبر 2023 06:13 ص

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها الغاشم ضمن محرقة غزة، لليوم الـ80 تواليًا، ما أوقع عشرات الشهداء والمصابين، في جريمة إبادة جماعية جديدة، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90% من السكان.

وشن جيش الاحتلال ليل الأحد/الإثنين، عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، ما جعل ليلة عيد الميلاد، أحد أكثر الليالي دموية على القطاع، منذ اندلاع الحرب.

ووفق وكالة "رويترز"، فإن الضربات الإسرائيلية بدأت قبل منتصف ليل الأحد بساعات، واستمرت حتى يوم عيد الميلاد، الإثنين.

ونقلت عن سكان محليين ووسائل إعلام فلسطينية قولهم إن الاحتلال الإسرائيلي كثف القصف الجوي والبري على البريج في وسط قطاع غزة.

ووفق وسائل إعلام محلية، فقد نفذ الاحتلال 50 غارة متتالية على مخيمات وسط القطاع، بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة، على مخيمات النصيرات والبريج والمغازي، والأخير شهد مجزرة بعد قصف الاحتلال لمربع سكني؛ ما تسبب في استشهاد نحو 80 فلسطينياً أغلبهم من النساء والأطفال.

كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن أكثر من 100 شهيد وصلوا في الساعات الأولى من الإثنين إلى مستشفى "شهداء الأقصى"، إضافة إلى مئات الإصابات، جراء قصف الاحتلال العشوائي على مخيمات النصيرات والمغازي والبريج، وسط قطاع غزة.

في وقت سابق، الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، مقتل 70 فلسطينياً إثر قصف إسرائيلي على مخيم المغازي وسط القطاع، وفق ما جاء في بيان لمتحدث وزارة الصحة أشرف القدرة، قال فيه: "ارتفاع عدد ضحايا مجزرة مخيم المغازي إلى 70 شهيداً".

كما ذكر القدرة في بيان آخر، أن "ما يحدث في مخيم المغازي هو إبادة جماعية لمربع سكني مكتظ يتجمع فيه عدد من العائلات من أماكن مختلفة".

من جانبه، تحدث المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، عن "عشرات الإصابات في المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في مخيم المغازي، حيث قصف 4 منازل مأهولة".

ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني، مقطعا مصورا للمصابين، وهم ينقلون إلى المستشفيات.

وقال إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف الطرق الرئيسية بين وسط غزة وتعرقل مرور سيارات الإسعاف والطوارئ.

بينما قال الدفاع المدني في غزة إنه تمكن من انتشال 8 شهداء و14 مصاباً حتى اللحظة، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، نتيجة للقصف المدفعي الإسرائيلي المتواصل.

فيما قالت تقارير إعلامية محلية أيضاً إن 23 فلسطينياً استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في منطقة معن شرقي خان يونس.

كما ارتقى شهيد جراء قصف مدفعية الاحتلال لمنطقة صوفا شرق رفح جنوب قطاع غزة.

وقصفت مدفعية الاحتلال تقصف منزلًا لعائلة حسين في مخيم البريج، ومنزلًا لعائلة “كساب” في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

ونفذت طائرات الاحتلال كذلك 3 غارات في المناطق الشمالية لمشفى غزة الأوروبي في خانيونس.

وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة صلاح، في محيط مفترق مرتجى بمنطقة معن شرقي خان يونس، إلى 18 شهيدًا.

كما شنت إسرائيل غارة على منزل ببلدة الزوايدة وسط قطاع ‎غزة يعود لعائلة النجار، ما أسفر عن سقوط 12 ضحية، معظمهم من النساء والأطفال.

فيما أفاد "التلفزيون" الفلسطيني (رسمي)، بأن قصفاً إسرائيلياً على منزل بشرق خان يونس جنوب غزة، قتل 11 فلسطينياً.

من جانبها، نددت حركة "حماس"، بـ"ارتكاب الاحتلال الصهيوني المجرم مجازر جديدة بقصفه عدة منازل، أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا، في جريمة حرب جديدة امتداداً لحرب الإبادة التي يرتكبها ضد الأطفال والمدنيين العزّل".

وشددت "حماس"، في بيان لها، على أن هذا القصف الغادر والجبان ضد الآمنين في بيوتهم هو محاولة لترميم صورة جيشه المهزوم والمدعوم من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشريك الأول للكيان الصهيوني في إجرامه وعدوانه الفاشي.

من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، تتصدى لمحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلي التوغل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وتزامناً مع المواجهات، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، بمقتل جنديين في معارك بشمال قطاع غزة الليلة الماضية، مشيراً إلى مقتل 489 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 162 قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 27 من الشهر ذاته.

وقبل ساعات، أعلنت "صحة غزة" عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان ليصل إلى إلى 20 ألفا و424 شهيداً و54 ألفا و36 مصاباً.

في سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن "خطر الموت جوعاً أصبح "حقيقياً" في قطاع غزة.

كما أضافت المنظمة الأممية، في تدوينة نشرتها على حسابها عبر منصة "إكس"، أن أطفال وأسر غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض وسط توقعات أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".

كذلك، دعت "يونيسف" إلى "وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة في غزة".

واختتمت المنظمة بالقول إن "خطر الموت جوعاً أصبح "حقيقياً" في غزة".

في غضون ذلك، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تدمير النظام الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساة"، وذلك في تدوينة نشرها غيبريسوس على حسابه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا).

وقال المسؤول الأممي: "في مواجهة انعدام الأمن المستمر، وتدفق المرضى الجرحى، نرى الأطباء والممرضات وسائقي سيارات الإسعاف وغيرهم يواصلون السعي لإنقاذ الأرواح".

كما شدد غيبريسوس: "سنواصل بالتعاون مع شركائنا في مجال الصحة العمل جنباً إلى جنب لتوصيل الإمدادات، ودعم توفير الرعاية، ونقل المصابين بجروح خطيرة إلى المراكز الطبية المتوفرة لتلقي العلاج".

واعتبر تدمير النظام الصحي في غزة "مأساة"، قبل أن يختتم مدير عام الصحة العالمية بالقول إننا "مستمرون في الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة الآن".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليلة دامية ليلة دموية غزة حرب غزة إسرائيل المغازي المقاومة

دعا لوقف الحرب.. بابا الفاتيكان يدين الوضع الإنساني اليائس في غزة