3 أسباب وراء انزعاج لندن من لقاء رئيس وزراء إسكتلندا والرئيس التركي  

الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 08:38 م

حدد موقع بوليتكس توداي الأمريكي 3 أسباب رئيسية وراء تعبير لندن عن انزعاجها من لقاء رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دبي مطلع الشهر الجاري. 

وعقد اللقاء في دبي، حيث عقدت القمة العالمية للعمل المناخي في نطاق المؤتمر الثامن والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 28. 

وبعد لقاء أردوغان، كتب يوسف في تدوينة له على منصة "إكس" قائلاً: "تمت مناقشة الوضع الإنساني في غزة. هناك حاجة لوقف عاجل ودائم لإطلاق النار. لقد قُتل العديد من الأطفال الأبرياء. هذا يجب أن يتوقف". 

وفي أعقاب ذلك، بعث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، برسالة إلى الحكومة الإسكتلندية، أبدى فيها انزعاجه من غياب مسؤول من وزارة الخارجية البريطانية خلال لقاء يوسف مع أردوغان في دبي. 

وذكر كاميرون في رسالته، أن البروتوكول الخاص بشأن حضور مسؤول من وزارة الخارجية البريطانية في اجتماعات الوفود الإسكتلندية مع ممثلي الدول الأجنبية، قد تم انتهاكه. 

وأوضح كاميرون أنه على الرغم من تواجد مسؤول في الخارجية البريطانية في دبي، إلا أن الوفد الإسكتلندي لم يبلغه بمكان اللقاء بين أردوغان ويوسف. 

وشدد كاميرون في رسالته على ضرورة أن تكون إسكتلندا وبريطانيا "صوتاً واحداً في الساحة الدولية". 

وأرجع الموقع رد فعل كاميرون على اجتماع يوسف مع أردوغان إلى 3 أسباب، الأول والأهم هو الانتهاك المزعوم للبروتوكول بين المملكة المتحدة واسكتلندا.  

وتعتبر إسكتلندا من الدول الأربع التي تشكل المملكة المتحدة إلى جانب إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية. وبحسب القانون الإسكتلندي الذي أقره برلمان المملكة المتحدة عام 1998، فإن اسكتلندا مستقلة في شؤونها الداخلية، ولكنها تعتمد بشكل كامل على لندن في شؤونها الخارجية. ولذلك، من المتوقع أن تتبع اسكتلندا الحكومة المركزية في لندن في شؤون السياسة الخارجية. 

لكن من ناحية أخرى، أدلى المتحدث باسم يوسف ببيان مضاد يدحض فيه ادعاءات كاميرون، مؤكدا أن تم إبلاغ مسؤول وزارة الخارجية ودعوته إلى الاجتماع. 

 وذكر المتحدث أيضًا أن مسؤول وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الوفد كان في مكان آخر في الوقت المناسب للقاء الرئيس التركي، وتأخر مسؤول وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن عدة اجتماعات في قمة كوب 28.  

وبناء على ذلك، وخلافا لادعاءات كاميرون، لم يكن هناك خطأ بروتوكولي من قبل الوفد الإسكتلندي في اجتماع أردوغان ويوسف. 

والسبب الثاني، وفقا لموقع بوليتكس توداي، لانزعاج كاميرون، هو الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحماس، ومطالبة يوسف بوقفها. 

وذكر أن الحكومة في لندن أرادت أن تذكر  بأن اسكتلندا يجب أن تتصرف وفقا للسياسات التي تحددها لندن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما هو الحال في قضايا السياسة الخارجية الأخرى.  

في هذه المرحلة، من المهم أن نتذكر أن المملكة المتحدة لا تتحدث علنًا ضد المجازر في غزة لأنها تدافع عن فرضية أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس. 

علاوة على ذلك، أجرى رئيس الوزراء سوناك زيارة إلى تل أبيب مباشرة بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة وأكد على وقوف المملكة المتحدة إلى جانب إسرائيل.  

لذلك، مثلما كانت المملكة المتحدة رائدة في تشكيل دولة مصطنعة (إسرائيل) في قلب الشرق الأوسط بوعد بلفور عام 1917، فإنها اليوم تغض الطرف عن المذابح التي ترتكب في نفس الدولة. 

والسبب الثالث، هو أن كاميرون، الذي شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بين عامي 2010 و2016، واجه أزمتين كبيرتين خلال هذه الفترة. كان أولها الاستفتاء على استقلال اسكتلندا، الذي أجري في عام 2014.  

وفي هذا الاستفتاء، لم تتمكن اسكتلندا من أن تصبح دولة مستقلة لأن 44.7% من الإسكتلنديين صوتوا لصالح مغادرة المملكة المتحدة وصوت 55.3% المتبقية للبقاء في المملكة المتحدة، وهكذا تمكن كاميرون من القضاء على هذه الأزمة. 

كانت أزمة كاميرون الثانية هي استفتاء الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وخلال حملته الانتخابية في عام 2015، وعد كاميرون بإجراء استفتاء حول استمرار عضوية الاتحاد الأوروبي كوعد انتخابي. وفاز المحافظون بقيادة كاميرون في الانتخابات وأجري الاستفتاء في يونيو 2016.  

ومع ذلك، قام كاميرون بحملة للبقاء في الاتحاد الأوروبي خلال عملية الاستفتاء، وصوت 51.8 % من مواطني المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، وهكذا حدث انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي. 

ونظرًا لنتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي باعتبارها فشلًا سياسيًا، استقال كاميرون من منصب زعيم حزب المحافظين ورئيسًا للوزراء، وبهذه الطريقة، وضع العبء الثقيل لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على عاتق خليفته.  

وبعد سبع سنوات، تم تعيين كاميرون بشكل مفاجئ وزيراً للخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية من قبل رئيس الوزراء سوناك الشهر الماضي وعاد إلى السياسة النشطة. 

وخلص الموقع إلي أنه يمكن القول إن كاميرون أراد أن يوجه رسالة إلى الجمهور برسالته إلى يوسف: "لقد عدت إلى السياسة". 

المصدر | بوليتكس توداي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة رجب طيب أردوغان حمزة يوسف