ف.تايمز: احتواء الحروب مهمة حاسمة لأمريكا.. والثمن باهظ لانتصار روسيا على أوكرانيا

الخميس 28 ديسمبر 2023 01:58 م

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على تصاعد الحروب والصراعات المسلحة حول العالم قبل أيام من نهاية عام 2023، مشيرة إلى أن المؤشرات ترجح استمرار هذا التصاعد إذا لم تفرض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى الردع الكافي.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يمثل أكبر نزاع مسلح في أوروبا منذ عام 1945، ولايزال محتدما، بينما يلوح في الأفق خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تتصاعد التوترات العسكرية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وفي السودان اندلع صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل/نيسان، أودى بالفعل بحياة الآلاف ولجوء نحو 6 ملايين ويهدد البلاد بالمجاعة.

وسلطت لجنة الإنقاذ الدولية الضوء مؤخراً على 7 صراعات خطيرة أخرى في أفريقيا، خاصة صراعي مالي وبوركينا فاسو، باعتبارهما الأكثر خطورة خلال العام الماضي. وفي آسيا، تشتد حدة الحرب الأهلية في ميانمار أيضاً، حيث تحقق قوات المتمردين تقدما على الأرض.

وتستند الصحيفة البريطانية إلى تلك الأرقام للتأكيد على تصاعد النزاعات المسلحة، مشيرة إلى أن تقريرا حديثا، صدر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قبل اندلاع حرب غزة، وثق 183 صراعاً مستمراً حول العالم، وهو أعلى رقم منذ أكثر من 3 عقود.

وتعزو الصحيفة هذا التصاعد إلى تعاظم قوة روسيا وتدخلاتها على أثر التراجع النسبي للقوة الغربية، والذي تجسد في "الانسحاب الأمريكي الفوضوي" من أفغانستان في عام 2021، ما خلق شعوراً بـ "الفرصة" لدى الروس.

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استخدم خلال السنوات الماضية القوة بالفعل في الشيشان وجورجيا وسوريا، وربما شجعته تلك التجارب ليشن غزوه واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022.

أما الحرب في غزة فتعزوها الصحيفة إلى الفشل الاستخباراتي الهائل في إسرائيل بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الفشل الناتج عن افتراض حكومة بنيامين نتنياهو بأن الصراع الفلسطيني تم احتواؤه فعلياً ويمكن تجاهله بأمان.

وفي أفريقيا، يشكل انهيار السلطة المركزية وصعود الجماعات الجهادية عاملاً مهماً في انتشار الصراع عبر منطقة الساحل. فيما يشير التقرير الأخير للجنة الإنقاذ الدولية إلى أن تأثير تغير المناخ في أفريقيا أدى إلى زيادة الصراع على الموارد.

وتلعب إيران دوراً مهماً كمورد للأسلحة لروسيا، وللجماعات الوكيلة عنها، باعتبارها الراعي الرئيسي لـ "محور المقاومة" الإقليمي ضد إسرائيل.

وإزاء ذلك، تؤكد "فايننشال تايمز" أن احتواء وقمع الحروب حول العالم تعد مهمة حاسمة للعام المقبل، وسيتطلب ذلك مزيجا من الدبلوماسية والردع والعمل الوقائي، إضافة إلى إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الساسة الغربيين أن يبحثوا عن سبل لتخفيف حدة التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وإقناع إسرائيل بعدم شن هجوم وقائي على حزب الله.

لكن احتواء الصراعات يتطلب الردع أيضاً، ويتطلب هذا الردع منع أي مظهر من مظاهر النصر الروسي في أوكرانيا، ولذا تؤكد "فايننشال تايمز" على أهمية محافظة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على دعمهما لكييف، لأن "العالم أجمع سيدفع ثمناً باهظاً إذا نجح العدوان الروسي في عام 2024 أو ما بعده".

المصدر | فايننشال تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا أوروبا غزة حماس حزب الله لبنان السودان الدعم السريع