إسرائيل تهدد بتوسيع الحرب مع لبنان وتخشى وقف إطلاق النار.. لماذا؟

الجمعة 29 ديسمبر 2023 06:06 م

تواصل إسرائيل التهديد بتوسيع الحرب ضد "حزب الله"، في حال لم تفض الجهود الدبلوماسية إلى حلول تمكن سكان المستوطنات والمناطق الحدودية من العودة إلى البيوت.

هكذا كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير الجمعة، قال إن أمر لدخول جيش الاحتلال الأراضي اللبنانية جاهز، وهو رهن إشارة المستوى السياسي، مشيرة إلى أن "السيناريو الأسوأ هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار".

ويأتي هذا بعد يومين من الإعلان عن تصديق قائد هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ووزير الأمن يوآف غالانت، على خطط تتعلق بالتطورات على الجبهة الشمالية.

وهذا ما عبر عنه المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، حين ألمح ليل الأربعاء/الخميس، لاحتمال "توسيع القتال في الشمال" على الحدود مع لبنان.

وأتت تصريحات هاغاري، بعد زيارة قام بها هاليفي إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية، حيث أكد أن الجيش في "مستوى جاهزية عالٍ للغاية"، وفق ما أفاد بيان عسكري.

وأضاف: "لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن 9 من جنوده قتلوا في المواجهات مع "حزب الله"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويذكر الصحفي والمعلّق في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، أن الفرقة 91 في جيش الاحتلال، التي أوكلت إليها المهمة على الحدود الشمالية، جاهزة للدخول إلى لبنان، وأن "هذا هو مطلب الضباط والجنود".

ويضيف أنه "ليس من الصحيح توقّع شيء آخر من المستوى العسكري، وبالتأكيد ليس بعد 3 أشهر من انتظار صدور الأمر".

ويوضح برنيع أن الأمر لعملية برية في لبنان جاهز، ولكنه "محاصر" في مقر القيادة الشمالية وفي الفرقة العسكرية، في إشارة إلى أنه ليس من الواضح ماهية قرارات المستوى السياسي، وما ستؤول إليه التطورات وجهود الوساطة.

كما يشدد على أن المستوى السياسي الإسرائيلي يتحدث عن 3 سيناريوهات على الحدود اللبنانية بعد انتقال جيش الاحتلال إلى المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة، والتي ستعتمد على نيران أقل كثافة مقابل مداهمات وعمليات موضعية بناء على معلومات استخباراتية.

ويرى المحلل العسكري البارز، أنه "إما أن تفضي الوساطة الأمريكية الفرنسية إلى اتفاق يقنع سكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، وإما أن يتوقف (حزب الله) عن إطلاق النار، بينما تواصل إسرائيل القصف حتى التوصل إلى اتفاق، أو أن يستمر التصعيد أكثر وصولاً إلى حرب شاملة".

أما السيناريو الأسوأ في نظر قوات جيش الاحتلال الموجودة على الحدود الشمالية، حسب ما نقلت الصحيفة العبرية، هو توقف "حزب الله" عن إطلاق النار.

وفي هذه الحالة، "سيرى العالم أنه بإمكان سكان المناطق الحدودية العودة إلى منازلهم وإلى قواعد اللعبة التي سادت حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعندها سيكون السؤال إن كان السكان سيعودون؟"، مضيفة أن "هناك شكاً كبيراً في ذلك"، بمعنى أنهم لن يوافقوا على العودة لعدم شعورهم بالأمان.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس المحلي في المطلة دافيد أزولاي قوله: "في كل ليلة أقوم بتلخيص عدد القذائف التي تلقيناها على مدار اليوم، ثم أتوجه للنوم وأستيقظ على ذات الوضع بالضبط.. لا شيء يتغير.. أنا لا أريد أموالاً من الحكومة، ولكني أريد أفقاً"، مضيفاً أن "على رئيس الحكومة اتخاذ قرار".

ويشير برنيع إلى تصاعد المعارك على الجبهة الشمالية والخسائر في الجانب الإسرائيلي وفي صفوف "حزب الله"، وإلى المعضلات التي يواجهها المستوطنون والمسؤولون في المستوطنات الحدودية، كون الأوضاع تراوح مكانها ولا تتغير.

ويقول إنه يتفهم سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، والذين يرفضون العودة إلى منازلهم في ظل التصعيد الحالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى تفهم موقف الوزراء الذين يشيرون إلى الخطر الكامن في حرب على جبهتين على الأقل، وأمام صواريخ دقيقة وبدون دعم أميركي.

ويضيف أن "الدولة ستخرج من هذا في النهاية. إنها قوية بما فيه الكفاية (..). ولكن الطريق طويل، وحقيقة أن لدينا حكومة مشلولة، غارقة في الفساد القطاعي، وسلوكيات جنائية، ومصالح شخصية، تجعل الطريق أطول".

من جهته، نقل موقع "واللاه" العبري، عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "الحرب في الشمال هي مسألة وقت فقط"، وأنه تمت المصادقة على خطط الحرب في لبنان وسيتعين على إسرائيل اتخاذ خطوات، والأخذ بعين الاعتبار احتمالات قيام "حزب الله" بمداهمة مفاجئة على غرار ما فعلته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

يأتي ذلك في وقت يستعد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، للعودة إلى بيروت في النصف الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين.

وكشفت مصادر سياسية لبنانية رفيعة، أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا، أبلغت القيادات التي التقتها في سياق جولتها الوداعية بموعد عودة الموفد الأمريكي إلى بيروت، في محاولة جديدة لإنعاش الوساطة الأمريكية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي أوروبي، إن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار للقرار (1701) بخلق الأجواء المواتية لتطبيقه لمنع انزلاق الوضع في الجنوب نحو توسعة الحرب.

ويؤكد المصدر أن التصعيد العسكري، وإن كان يوحي بأن الجبهة تقف على حافة الهاوية، لكن لا مصلحة للحزب بأن يبادر إلى تصعيد المواجهة بشكل تصعب السيطرة عليه.

و"تضامنا مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان جنوب لبنان حزب الله وقف إطلاق النار إسرائيل حرب برية

حزب الله يعلن استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع جيش الاحتلال

حملة عالمية لوقف الحرب في غزة بالتزامن مع احتفالات العام الجديد.. وتفاعل واسع