مخاوف إسرائيل.. هكذا قد تمتد الحرب إلى خصم أقوى من حماس

الثلاثاء 2 يناير 2024 01:27 م

يثير تزايد التوترات بين إسرائيل وإيران وحلفائها المسلحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط مخاوف من أن تمتد الحرب إلى ما هو أبعد من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أشهر، وفقا لجاريد مالسين وكاري كيلر لين في تقرير بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).

وبدعم أمريكي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة حتى الثلاثاء 22 ألفا و185 شهيدا، و57 ألفا و35 جريحا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وتضامنا مع غزة، شنت هجمات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين سوريا العراق، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.

وقال مالسين وكيلر، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "القوات الإسرائيلية تبادلت إطلاق النار بانتظام مع حزب الله منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وما نتج عنه من هجوم إسرائيلي على غزة".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات، بعد أن اخترقت جدارا مزودا بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

"وظلت التوترات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل تحت السيطرة نسبيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى الجهود الدبلوماسية الأمريكية والغربية الأخرى لمنع نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا"، كما أضاف مالسين وكيلر.

إنهاء الهجمات

واستدرك مالسين وكيلر: "لكن القادة الإسرائيليين حذروا في الأيام الأخيرة من أن صبرهم بدأ ينفد إزاء المحاولات الدبلوماسية لإنهاء الهجمات على مناطق شمال إسرائيل، حيث نزح أكثر من 230 ألف إسرائيلي، فيما نزح ما يزيد عن 70 ألف لبناني من منازلهم في جنوب لبنان بسبب الصراع".

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاغاري، في 29 ديسمبر الماضي، إنه لضمان أمن حدودها الشمالية والجنوبية، ستعمل إسرائيل "بحزم ضد كل تهديد".

وبوتيرة يومية، منذ 8 أكتوبر الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال قصفا متقطعا بالصواريخ والمدفعية، بالإضافة إلى غارات جوية إسرائيلية؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل.

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل الأخيرة منذ عقود احتلال مناطق في فلسطين وسوريا ولبنان.

مقتل موسوي

و"يأتي تصاعد الأعمال العدائية في الأيام الأخيرة بعد غارة جوية في دمشق أسفرت عن مقتل  مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني (رضي موسوي). ويُعتقد أن إسرائيل هي التي شنت الهجوم، وأقسم القادة الإيرانيون على الانتقام لمقتله"، بحسب مالسين وكيلر.

واعتبرا أن "أي تصعيد يشكل مخاطر على الجانبين، فحزب الله، الذي يضم عشرات الآلاف من مقاتلين تم اختبارهم في معارك وترسانة صواريخ قدمتها إيران، يشكل خصما أكثر قوة من حماس ذات التسليح الخفيف نسبيا".

وتابعا أنه "خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، قصفت إسرائيل لبنان بشدة، بما في ذلك مطار بيروت وغيره من البنية التحتية المدنية، في حين أمطر حزب الله إسرائيل بالصواريخ".

مالسين وكيلر قالا إنه "يُعتقد منذ فترة أن التهديد بالدمار على الجانبين ردع تجدد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، لكن هجوم حماس أظهر أن الردع وحده لم يمنع أسوأ هجوم على إسرائيل في التاريخ، وهي حقيقة غيرت حسابات المسؤولين الإسرائيليين".

وأردفا أن "إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ضغطت على كل من إسرائيل ولبنان لاحتواء القتال ومنع نشوب حرب إقليمية أوسع يمكن أن تجذب حزب الله وحلفاء آخرين لإيران، وأقنعت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلغاء ضربة ضد "حزب الله" بعد أيام من هجوم حماس".

المصدر | جاريد مالسين وكاري كيلر لين/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مخاوف إسرائيل حزب الله حماس غزة حرب إيران