صحيفة عبرية: حسابات حزب الله تتغير بعد 90 يوما من الحرب على إسرائيل

الجمعة 5 يناير 2024 09:54 م

اعتاد حزب الله أن يفعل ما يريد، ويخلق الاستفزازات والتصعيد، ويضغط مراراً وتكراراً ليرى ما هو فعال، لكنه لا يمكنه أن يتقدم إلى ما هو أبعد من ذلك، فلديه الكثير ليخسره في لبنان.

هكذا يخلص تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست"، العبرية في نسختها الإنجليزية، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أنه طوال التسعين يوما الماضية من الحرب، اعتاد حزب الله على العزف على الكمان، وبدأ مهاجمة شمال إسرائيل، بعد يوم واحد من هجمات حماس على جنوب دولة الاحتلال إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وبينما كانت هناك مخاوف أولية في المنطقة وواشنطن من احتمال تصاعد ذلك، بدا أن حزب الله يفضل هجمات يومية صغيرة على حرب أكبر، ربما تكون حاملة طائرات أمريكية متوقفة في البحر الأبيض المتوسط قد جعلتها تفكر مرتين.

وتتجه حاملة الطائرات هذه الآن بعيداً، مما يسمح لحزب الله بالشعور بقدر أكبر من القوة في قراراته، ويجب أن يصطاد السمك أو يقطع الطعم.

ويقول التحليل: "مشكلة حزب الله هو أنه أصبح كبيراً جداً في السنوات الأخيرة، رغم أنه لا يحتل مساحة كبيرة من لبنان، ويجعل السياسة اللبنانية رهينة فحسب، بل إنه قوي للغاية لدرجة أن إيران تخشى خسارتها في حرب، مثل قطعة متقدمة على رقعة الشطرنج، حيث تستمر في إرسال المزيد من القطع لحمايتها".

ويضيف: "لئلا تنتهي هذه القطعة إلى الضياع في بعض التضحيات المعقدة، فإيران لا تريد التضحية بحزب الله، لكنها تريد أيضًا أن يشكل حزب الله تهديدًا لإسرائيل".

وحتى الآن نجح حزب الله في طرد نحو 80 ألف إسرائيلي من منازلهم على الحدود الشمالية، وهذا أمر غير مسبوق، إذ لم تقم إسرائيل قط في التاريخ بإخلاء الحدود بأكملها.

ووفق التحليل، يستطيع حزب الله أن يتظاهر بأنه انتصر، لكنه خسر أيضاً نحو 140 أو أكثر من مقاتليه.

ويقارن التحليل بين ما تقوم به حماس وحزب الله ضد إسرائيل، ويقول: "تقوم حماس بإطلاق صواريخ وقنابل مضادة للدبابات على إسرائيل، وهو عمل صغير يسبب أضرارًا ولكنه لا يكسب الحرب، كما يستخدم حزب الله الطائرات بدون طيار أيضًا، لكنها لا تكسب الحروب أيضًا".

ويضيف: "يدرك حزب الله أن وتيرة الحرب آخذة في التحول، وتقوم إسرائيل بتحويل العمليات في غزة إلى صراع أقل حدة، وهو ما يعني أن القوة الجوية الإسرائيلية ليست نشطة على غزة، ويعني ذلك أيضًا أن جنود الاحتياط يغادرون غزة، وأنه في الأسبوع الماضي، كان هناك المزيد من التعليقات من قبل المسؤولين الإسرائيليين حول الشمال".

ويتابع: "يجب على حزب الله أن يتساءل إذن، إذا كان الإيقاع يتغير، فماذا يعني ذلك بالنسبة لحزب الله؟، وقد تم استخدامه لتنفيذ هجمات في الزمان والمكان الذي يختاره، وذلك رداً متناسباً".

وعلى مدى العقدين الماضيين، اكتسب حزب الله الكثير من القوة وتمكن من وضع قدمه في سوريا وتوسيع عمله مع وكلاء إيران لتهديد إسرائيل من سوريا.

لكن "جيشاً إرهابياً مثل حزب الله لا يمكنه أن يتقدم إلى ما هو أبعد من ذلك"، وفق التحليل الذي يقول: "لدى حزب الله الكثير ليخسره في لبنان".

وأمام ذلك يتوقع التحليل أن قرار حزب الله يجب أن يتخذه بنفسه، بعدما وضع خطوطه الحمراء وقدم مطالب وتهديدات، دون أن تؤخذ على محمل الجد، وحتى بات أمين حزب الله حسن نصرالله معتاداً على إلقاء الخطابات لدرجة أنه يشعر أن الخطابات كافية.

ويضيف: "لابد أن إيران تتساءل أيضاً، بعد التقارير عن غارات جوية أمريكية في العراق الخميس وتعبئة الولايات المتحدة لوقف الحوثيين، ما إذا كانت تواجه الآن صراعاً متعدد الجبهات من صنعها".

وكانت إيران سعت إلى توسيع عدد "الساحات" التي تهدد إسرائيل، لكن كلما زاد عدد الساحات التي يستغلها، كلما زاد عدد الأماكن التي يتركها مفتوحة للانتكاسات، وفق التحليل.

ويضيف: "كلما زاد عدد البيادق التي يتحركها للأمام على اللوحة، كلما زاد عدد البيادق التي يجب عليه الدفاع عنها، وماذا يحدث عندما يتحول تهديد البيادق إلى سلسلة من المناورات الخاسرة؟".

ويختتم: "علاوة على ذلك، هذا سيحدث عندما يصبح كل ما استثمرته إيران في حزب الله موضع شك حول مدى قوته".

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحيفة عبرية حزب الله إيران إسرئايل حرب غزة حسن نصرالله

حزب الله ينشر حصيلة هجماته على إسرائيل منذ 8 أكتوبر 

حزب الله يعرض مشاهد لاستهداف قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية

تقييم استخباراتي أمريكي: إسرائيل ستفشل إذا حاربت حزب الله وسط معركة غزة

تخوف أمريكي من توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصلحة نتنياهو؟