إيران حققت أقصى نفوذ إقليمي ممكن.. المرشد وإسرائيل بين 5 أسباب

السبت 6 يناير 2024 05:07 م

من بحر العرب إلى شرق البحر المتوسط، وصلت إيران إلى أقصى نفوذ إقليمي ممكن عبر دعم جماعات في دول عديدة، ولا يمكنها توسيع نفوذها لخمسة أسباب بينها احتمال الانتقال قريبا إلى مرشد جديد للبلاد، وفقا لكامران بخاري في تحليل بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures).

بخاري تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "بعد الصين وروسيا، تمثل إيران التحدي الأكبر في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وقد أربكت الإدارات الأمريكية المتعاقبة لنحو نصف قرن".

وأضاف أنه "لفترة طويلة، استغلت إيران نقاط الضعف المزمنة في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بإسرائيل، وعملت على بناء مجال واسع من النفوذ في الشرق الأوسط".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

وأردف بخاري أنه "مع عدم قدرة أي دولة في المنطقة على مواجهة إيران، فإنها تقترب من الحدود الطبيعية لتوسعها".

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أغرقت القوات البحرية الأمريكية ثلاثة زوارق هجومية تابعة لجماعة الحوثي اليمنية للحوثيين في البحر الأحمر.

وبدعم أمريكي، يتعرض قطاع غزة  منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية مدمرة خلّفت حتى السبت 22 ألفا و722 شهيدا، و58 ألفا و166 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وتضامنا مع غزة، استهدف الحوثيون، بصواريخ وطائرات مسيّرة، سفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

و"حتى ذلك الحين، كان وكلاء إيران الإقليميون، وبينهم الحوثيون، يتصرفون غالبا دون عقاب، لكن المجموعات (الموالية لطهران) في سوريا ولبنان والعراق أدركت أنها لن تتمكن (عبر هجماتها) من تحقق تقدم، بخلاف الهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية العرضية على منشآتها"، كما زاد بخاري.

وشنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين سوريا ولبنان، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، تضامنا مع غزة، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.

رد فعل السعودية

بخاري قال إن "السعودية، الزعيم الفعلي للعالم العربي، حثت الولايات المتحدة على ضبط النفس ضد الحوثيين خوفا من اندلاع حريق إقليمي أوسع نطاقا".

واعتبر أن "رد فعل الرياض مفهوم في بعض النواحي، فهناك ضغوط داخلية على السعودية لحملها على إنهاء الحرب في غزة، كما أن الصراع الذي خاضته المملكة منذ سبع سنوات في اليمن لم يؤد إلا إلى ترسيخ موقف الحوثيين".

ومنذ 20 شهرا يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المسيطرين على محافظات ومدن في الشمال بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

وزاد بخاري بأن "الرياض تحاول التوصل إلى تسوية مع الإيرانيين، وهي العملية التي أدت إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية في يونيو (حزيران) الماضي"، بناء على اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي.

وتابع أن "السعودية تعتقد أن هذه الجهود تمكنها من إدارة الأمن الإقليمي بشكل أكثر فعالية، ولا تعتقد أنها ستجبر إيران على التخلي عن هدفها بالهيمنة على الشرق الأوسط".

ورأى أن "هذا ما يفسر عمل المملكة بشكل محموم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الهدف الذي نسفه هجوم (حركة) حماس (على إسرائيل) في 7 أكتوبر (الماضي). وتتكون استراتيجية الرياض لوقف طهران من مزيج من التعاون الأمريكي، واستعادة العلاقات مع إيران، وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

معسكر سُنّي منقسم

"لكن المشكلة النهائية التي تواجهها السعودية هي أنه في حين أن المعسكر الشيعي الذي تقوده إيران متماسك إلى حد كبير، فإن المعسكر السُنّي منقسم بشدة"، كما استدرك بخاري.

وأردف: "ويمكن لتركيا، مثلا، أن تشكل ثقلا موازنا قويا ضد إيران، لكن الدول العربية لا تريد هزيمة إيران ثم ينتهي بها الأمر إلى الخضوع لسيطرة الأتراك. كما أن أنقرة محاصرة من إيران عبر العراق وسوريا، وتمر بأزمة مالية تتطلب الاستثمار العربي لحلها".

وقال إنه "على الرغم عدم وجود دول إقليمية قادرة على مواجهة إيران بشكل حاسم، إلا أن هناك عوامل أخرى مستوطنة في إيران ستمنعها من السيطرة على المنطقة، فهي دولة فارسية عرقيا، وستكافح لفرض سيطرتها على الدول العربية".

و"تمكنت من التحايل على هذه العقبة بدعم الجماعات الشيعية من حدودها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وكما هو واضح في علاقة إيران بحماس، فقد تمكنت طهران من سد الفجوة الجيوطوائفية عبر تطوير بعض الوكلاء السنُة"، وفقا لبخاري.

واستطرد: "وهنا، فإنها تستفيد من أيديولوجية إسلامية مشتركة مع جماعة الإخوان المسلمين السنُية، التي تعد حماس فرعا منها. لكن الأهم هو أن إيران وضعت نفسها كبطل للقضية الفلسطينية في وقت يُنظر فيه إلى الدول العربية على أنها متعاطفة مع إسرائيل. وفي الواقع، تدعم تركيا وقطر أيضا حماس، لكن سلوكهما يعتمد على رد الفعل".

استقرار الممالك العربية

"لكن على الرغم من نجاح استراتيجية إيران في دعم الجماعات من بحر العرب إلى شرق البحر المتوسط، فقد وسعت قوس نفوذها إلى أقصى حد ممكن"، كما تابع بخاري.

وزاد بأن "العوامل الديموجرافية، مثل حقيقة أن غير الفرس يشكلون أكثر من نصف سكان إيران، فضلا عن الاستقرار النسبي للممالك العربية وقوة إسرائيل، تجعل من الصعب للغاية على إيران التوغل بشكل أكبر في المنطقة، كما شكل نظام العقوبات (الغربية) الضخمة عقبة رئيسية أخرى أمام أي تقدم خارجي آخر".

"أضف إلى ذلك الانتقال الوشيك إلى مرشد أعلى جديد (علي خامنئي هو المرشد الحالي للبلاد- 84 عاما)، في وقت النخبة الحاكمة منقسمة فيه بشكل مرير، ما يترك إيران في لحظة محورية، ليس فقط في كيفية تطورها كدولة، ولكن أيضا في كيفية احتفاظها بممتلكاتها الجيوسياسية في المنطقة"، كما ختم بخاري.

المصدر | كامران بخاري/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران نفوذ إقليمي المرشد إسرائيل السعودية الولايات المتحدة

إيران تتغلب على أمريكا.. هكذا بدد هجوم أكتوبر تهدئة سبتمبر

بين إسرائيل وأمريكا وإيران والخليج.. هذا ما ينتظر المنطقة في 2024

كاتبة أمريكية: إسرائيل أضرت بنفوذ واشنطن في المنطقة.. والحل يبدأ من غزة