كيف تهدد أمريكا وحلفاؤها العالم؟.. ثمن باهظ لمحاباة إسرائيل

الاثنين 8 يناير 2024 09:20 ص

في ظل عدم ضغط الولايات المتحدة وبقية الحلفاء الغربيين على حليفتهم إسرائيل لوقف حربها الراهنة على قطاع غزة، فإن الجميع، بما فيهم إسرائيل، سيدفعون "ثمنا باهظا لحرب يمكن أن تصبح قريبا تهديدا عالميا"، بحسب نسرين مالك في مقال بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد".

وقالت مالك إن "خطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت تهدف إلى تشجيع المزيد من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وبالتالي عزل وترويض إيران (تعتبر إسرائيل عدوها الأول)".

واستدركت: "لكن لم ينجح الأمر، بسبب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، (وما تلاه من حرب إسرائيلية مدمرة على غزة)".

وتابعت: "خلال أسابيع، انجذب الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع إلى الحرب بطريقة لم يقابلها إجراء مناسب من الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين لوقف القتال وتهدئة التوترات الإقليمية".

و"السبب وراء هذا الشلل يشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وهي أن إسرائيل الشريك الأمني الرئيس لواشنطن في المنطقة، وبالتالي من غير الوارد إعادة النظر في تسليحها ودعمها"، كما اضافت مالك.

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر مراقبون الولايات المتحدة "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة.

حرب أوسع

و"الحديث يدور عن مخاوف من حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لكن الحقيقة هي أن هذه الحرب موجودة بالفعل"، كما زادت مالك.

وأضافت أن التصعيد "امتد الآن إلى لبنان واليمن وإيران والبحر الأحمر وبحر العرب". وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لطهران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما درت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات.

وتابعت مالك: "كما أدت غارة جوية (إسرائيلية) بطائرة بدون طيار في قلب بيروت (يوم 2 يناير/ كانون الثاني الجاري) إلى مقتل أحد قادة حماس (صالح العاروري) وستة آخرين؛ مما وسَّع مسرح الحرب بعيدا عن معاقل "حزب الله" في جنوب لبنان".

ولفتت إلى استهداف الحوثيين لسفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وقالت إن "هجمات الحوثيين أدت إلى تحويل حركة المرور التجارية المتجهة إلى أمريكا الشمالية وأوروبا بعيدا عن الممر المائي؛ مما أثر على إيرادات مصر التي تحتاجها بشدة من قناة السويس، وربما استقرار البلاد في خضم أزمة مالية طويلة الأمد".

واستطردت: "وعالميا، ذا لم يكن من الممكن جعل البحر الأحمر ممرا آمنا، فسنشهد ارتفاع تكاليف التجارة وأسعار التأمين، وازدحام سلسلة التوريد في سوق السلع العالمية التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار بسبب الحرب (الروسية) في أوكرانيا".

جمود أو خوف

و"الحقيقة هي أن الوضع الراهن، الذي كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان أن يتحول إلى تكامل عربي أوسع وتطبيع مع إسرائيل (تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود)، واحتواء إيران، والموت البطيء والهادئ للقضية الفلسطينية، تم التفكير فيه دائما على أساس أنه لا أحد سيرفض ذلك"، بحسب مالك.

وتابعت: "ثم جاء هجوم حماس، وما تلاه من تحركات الحكومة الإسرائيلية (الحرب على غزة) التي لا تتصرف كقوة استقرار في المنطقة".

ومضت قائلة: "وما دامت الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين تفشل في مواجهة هذه الحقيقة، بسبب الجمود أو الخوف من ردود الفعل السلبية في الداخل، فإن الجميع، بما في ذلك إسرائيل، سيدفعون ثمنا باهظا لحرب يمكن أن تصبح قريبا تهديدا عالميا".

المصدر | نسرين مالك/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا حلفاء إسرائيل محاباة حرب غزة الشرق الأوسط العالم

عالم السياسة الدولية ستيفن والت: حرب غزة أظهرت أن بايدن بلا قلب وجاهل