بلينكن في مهمة عاجلة لمنع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله

الاثنين 8 يناير 2024 11:44 ص

"بخطط كبيرة وحقيبة فارغة".. هكذا وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل الإثنين، ضمن زيارة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف خفض التصعيد ومنع اتساع رقعة الصراع.

وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن لدى بلينكن مهمة عاجلة، بجانب الاتصالات مع الحكومة والمؤسسة الأمنية بشأن الحرب في غزة، وهي محاولة تهدئة الأجواء الساخنة على الحدود اللبنانية، خاصة في أعقاب الهجوم الذي شنه "حزب الله" في أعقاب اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري، في بيروت، الأمر الذي أدى إلى توتر الأجواء بشكل أكبر بين تل أبيب وحزب الله.

ومع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة شهرها الرابع، ندد بلينكن الأحد في قطر  بـ"مأساة لا يمكن تصورها" مع سقوط آلاف القتلى الفلسطينيين، محذرا بأن "هذا النزاع قد ينتشر بسهولة".

ويزور بلينكن، الإمارات والسعودية قبل الوصول إلى تل أبيب، حيث يجري محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، اعتبارا من الثلاثاء.

وهذه رابع جولة يقوم بها بلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفيما تدعم واشنطن إسرائيل عسكريا وسياسيا، تضاعف الدبلوماسية الأمريكية التحذيرات بشأن المدنيين الفلسطينيين.

والأحد، اعترف الجيش الإسرائيلي، بتضرر قاعدة "ميرون" الجوية الواقعة في الشمال، في أعقاب هجوم "حزب الله" اللبنانية، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"

وكان "حزب الله"، قال السبت، إن مقاتليه استهدفوا القاعدة بنحو 62 صاروخاً من أنواع متعددة، وحققوا إصابات "مباشرة ‏ومؤكدة"، وذلك في إطار "الرد الأولي" على اغتيال العاروري.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الأضرار التي لحقت بالقاعدة، لكن لقطات مصورة نشرها "حزب الله" أظهرت "إصابة قبتي رادار بصواريخ موجهة مضادة للدبابات"، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها عازمة على منع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، وأن الإدارة الأمريكية قلقة من تصعيد وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، ومن ما وصفته بـ"مصالح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

وجاء الهجوم الصاروخي، السبت، وهو أحد أكبر الهجمات منذ بدء المناوشات على الحدود الشمالية، في أعقاب حرب إسرائيل في قطاع غزة، بعد يوم واحد من تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بأن سكان شمال إسرائيل سيكونون "أول من يدفع الثمن في حال اندلعت حرب شاملة" على طول الحدود.

كما استخدم نصرالله خطابه "ليكرر العديد من التهديدات" التي أعلنها ضد إسرائيل في وقت سابق، وتعهد مرة أخرى بالانتقام لاغتيال العاروري، بينما "ظل غامضاً بشأن التفاصيل".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن اغتيال "العاروري" أثار المخاوف من اندلاع مواجهة أوسع نطاقاً لكونه أحد أهم رموز "حماس" الذين سقطوا منذ هجمات 7 أكتوبر/نشرين الأول الماضي، ولأن قتله جاء نتيجة ضربة على العاصمة اللبنانية بيروت منذ بدء الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حركة حماس.

ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يرد الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" وتحركات مقاتلين.

وفي هذا السياق، تعرضت شاشات المغادرة والوصول في مطار رفيق الحريري الدولي لعملية قرصنة إلكترونية وظهرت عليها رسالة جاء فيها "مطار رفيق الحريري مش مطار حزب الله وإيران يا حسن نصرالله (الأمين العام للحزب) ما رح تلاقي نصير إذا بليت لبنان في حرب تتحمل مسؤوليتها وتبعاتها"، وفق ما أوردت وسائل الإعلام المحلية.

وفي مقال للكاتب والمحلل السياسي بالصحيفة تسيفي برئيل، قال إنه بدلا من أن تتعامل الولايات المتحدة مع المهمة الاستراتيجية التي يجب عليها إنجازها (إيجاد حل للصراع)، نجدها تعمل كـ"الشرطة المحلية".

ورأى أن الحاجة إلى تحقيق انتصار في غزة، جعل الولايات المتحدة متعلقة بإسرائيل.

وكانت تقارير أمريكية أشارت إلى قلق لدى إدارة الرئيس جو بايدن، من استغلال نتنياهو، للتوترات على الحدود مع لبنان وتوسيع الصراع مع حزب الله، في خدمة مصالحه السياسية المتمثلة في البقاء بالسلطة.

وقالت إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن وزير الخارجية الأمريكي سيطالب المستوى السياسي بالسماح لسكان شمال قطاع غزة المتواجدين في مناطق الإيواء الإنساني في الجنوبيين للعودة إلى منازلهم، وأن القانون الدولي يحظر منع عودتهم.

وفي تقرير آخر للصحيفة، أشارت إلى أنه من المتوقع خلال زيارة بلينكن لإسرائيل، أن يطالب بالسماح لسكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم.

وأوضحت مصادر مطلعة على التفاصيل أن الأمريكيين يخشون من خلق أزمة إنسانية في جنوب قطاع غزة، ويرغبون في إيصال رسالة مفادها أن القتال في شمال القطاع، كما يدور حاليا، يحتاج إلى تغيير.

وأكدت الصحيفة أنه سيتعين الآن على الجيش تعديل طبيعة نشاطه بين السكان المدنيين في القطاع دون تعريض قواته للخطر.

وكان وزراء في حكومة نتانياهو، أعربوا عن رغبتهم في ترحيل فلسطينيين عن غزة والاستيطان فيها، الأمر الذي أبدت الخارجية الأميركية تحفظها العميق عليه.

وفي مسعى لتخفيف الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل، قال رئيس الدولة، إسحق هرتسوغ، إن هذه الدعوات لا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية أو البرلمان الإسرائيلي أو الجمهور الإسرائيلي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان جنوب لبنان حزب الله بلينكن إسرائيل أمريكا

زيارة بلينكن للشرق الأوسط.. أمريكا تواصل سياسة "شرطي إطفاء الحرائق" دون أفق استراتيجي

السعودية.. بلينكن يناقش التطبيع مع إسرائيل ومرحلة ما بعد حرب غزة

مسؤولون إسرائيليون: سنبلغ بلينكن بأنه لا عودة للفلسطينيين إلى شمال غزة دون صفقة أسرى

لقاءات متوترة لبلينكن في تل أبيب ورام الله.. إعلام عبري وعربي يكشف التفاصيل

فورين بوليسي: حزب الله مقتنع بصفقة أمريكا لتهدئة لبنان.. و3 مؤشرات لنجاح رجل بايدن القوي