بين طموح بن سلمان وعناد نتنياهو.. بايدن يبحث عن تسوية لغزة

الثلاثاء 9 يناير 2024 01:55 م

يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إحياء صفقة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل تهدئة في قطاع غزة والضفة الغربية ووعود بإقامة دولة فلسطينية، ولكنه يصطدم برفض وعناد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ذلك ما خلص إليه مايكل هيرش، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تشمل 9 دول في الشرق الأوسط، وقادته الثلاثاء إلى إسرائيل في ختامها.

وقال هيرش إن "بلينكن يتواجد في الشرق الأوسط بشكل رئيسي كرجل إطفاء وليس كصانع سلام، ففي معظمها، تدور جولته حول إخماد الحريق في غزة (حرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ومنع الولايات المتحدة من الانجرار إلى مزيد من التدخل".

وتابع أن "إدارة بايدن (الداعمة بشدة لتل أبيب) تأمل أيضا أن تبدأ في وضع خطة لتسوية أكثر استدامة في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تلعب السعودية، التي زارها بلينكن قبل توجهه إلى إسرائيل، دورا مهما".

صفقة التطبيع

و"يريد بايدن من الرياض أن تستأنف المحادثات بشأن الاعتراف بإسرائيل مقابل ضبط النفس الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وتعهدات باستيعاب المصالح الفلسطينية، وبينها إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف بدرجة ما من السيادة"، كما زاد هيرش.

ولولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مطالب طموحة مقابل التطبيع، إذ يرغب في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووي مدني كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية.

و"يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن السعودية ما تزال تريد المضي قدما نحو التطبيع"، بحسب هيرش الذي ألمح إلى أن تسوية الوضع في غزة بعد الحرب قد تدخل ضمن صفقة التطبيع المحتملة بين الرياض وتل أبيب.

وفي هذا السياق، لفت إلى قول بلينكن، في مؤتمر صحفي بالدوحة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إنه حقق بعض النجاح في التغلب على المقاومة العربية الأولية لمناقشة سيناريوهات "اليوم التالي" للحرب (مستقبل غزة)، قائلا إن "شركائنا على استعداد لإجراء هذه المحادثات الصعبة واتخاذ قرارات صعبة".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

حصار سياسي

لكن، وفقا ليهرش، لن يتم المضي قدما في هذه الخطة الأمريكية في ظل "المقاومة المستمرة من جانب حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة لأي شيء يشبه الدولة الفلسطينية".

وأوضح أنه "داخل إسرائيل، يُلقى اللوم على نتنياهو لأنه سمح بحدوث كارثة 7 أكتوبر (هجوم حماس)، بل والتحريض على وقوعها عبر دعم "حماس" على حساب السلطة الفلسطينية لسنوات. لكن هجوم "حماس" حوّل الرأي العام الإسرائيلي إلى أقصى اليمين، ما يجعل الاحتمال الفوري لإجراء مفاوضات بشأن الدولتين مستحيلا".

وأردف أن "الدلائل تفيد بأن نتنياهو المحاصر سياسيا يرى أن معارضته لخطط بايدن هي المفتاح للبقاء في منصبه، وربما خارج السجن، إذ يواجه سلسلة من تهم الفساد".

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، قال نتنياهو لأعضاء حزبه "الليكود" إنه وحده القادر على منع إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية بعد الحرب.

هيرش قال إن "الرأي العام داخل إسرائيل يدعم بشكل متزايد فكرة نتنياهو القائلة بأن أي درجة من السيادة تُمنح لأي كيان فلسطيني ستعني هجمات مستقبلية على إسرائيل".

واستدرك: "لكن بايدن، بدوره، يريد أن يضغط بقوة أكبر في عام انتخابي (انتخابات رئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل) يعاني فيه من انخفاض معدلات تأييده، خاصة أنه تعرض هو وإدارته لانتقادات شديدة داخل حزب الديمقراطي؛ بسبب دعمهما لحملة القمع الدموية التي تشنها إسرائيل"، في إشارة إلى مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء.

و"من الناحية المفاهيمية، على الأقل، قد تكون بعض أجزاء خطة السلام النهائية قد بدأت في التنفيذ (...) فالعديد من الزعماء العرب يحرصون سرا على التخلص من "حماس" مثلهم مثل الإسرائيليين (...) وذلك بسبب ارتباط "حماس" بجماعة الإخوان المسلمين"، كما تابع هيرش.

المصدر | مايكل هيرش/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان نتنياهو بايدن غزة تطبيع السعودية إسرائيل حرب

ماذا لو اقتصرت جولة بلينكن على هذه الدولة لإقناعها بأمر واحد؟

غزة تنزف.. وبلينكن يُغري إسرائيل بتطبيع ويُمنِّي العرب بسلام

بين إسرائيل وأمريكا وإيران والخليج.. هذا ما ينتظر المنطقة في 2024

واشنطن بوست: حكومة نتنياهو اليمينية تقوض أجندة بايدن بالشرق الأوسط

فورين بوليسي: أمريكا فشلت في الشرق الأوسط.. والسبب إسرائيل والسعودية