التانجو.. رقصة جنود الاحتلال على إيقاع ضغوط أصحاب العمل

الأربعاء 10 يناير 2024 12:00 م

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 96 يوما، يضغط أصحاب عمل في إسرائيل على موظفين لديهم يخدمون كجنود احتياط في جيش الاحتلال للعودة إلى العمل، ما دفع بعضهم إلى "الخدمة الهجينة"، أي الجمع بين الخدمة العسكرية والعمل المدني، وهو وضع معقد ومشتت ومرهق وصفته موظفة بـ"راقصة التانجو".

ذلك ما خلصت إليه ستاف ليفن، في تقرير بصحيفة "جلوبس" الإسرائيلية  (Globes) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب جيش الاحتلال المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت ليفين إن "القانون لا يسمح لأصحاب العمل بالضغط على عمالهم، لكن عمليا يشعر العديد من الموظفين بالحاجة إلى التوفيق بين الجش والعمل".

وتابعت: "ثلاثة أشهر من الحرب تضع أصحاب العمل في موقف حرج، فمن ناحية، يجب عليهم الاستمرار في العمل مع دعم الموظفين الذي يخدمون في الاحتياط، ومن ناحية أخرى، يمنعهم القانون من طرد الموظفين المتغيبين منذ أشهر، لكن العديد من أصحاب العمل يحثون الموظفين على العودة إلى العمل".

وبحسب القاضي إيغال بليتمان، وهو رئيس سابق لمحكمة العمل ومستشار خاص في مكتب محاماة حاليا، فإنه "لا يمكن لصاحب العمل الضغط على رجل أو امرأة تؤدي خدمة الاحتياط بالجيش للعودة إلى العمل".

واستدرك: "لكن يمكن لصاحب العمل أن يطلب من الموظف التأكد من إمكانية تواجده في العمل على المدى الطويل والتغيب عن الخدمة العسكرية لظروف خاصة، طالما أن دوره ليس أساسيا لاحتياجات الجيش".

و"يقول أصحاب العمل إن الضرر الذي لحق بهم كبير، والمنح (الحكومية) لا تغطي كامل تكلفة الموظفين الغائبين، من دفع تأمينات اجتماعية إلى الخسائر الناجمة عن غياب العامل"، كما أضافت ليفين.

وفي أكتوبر الماضي، استدعت إسرائيل قرابة 350 ألفا من جنود الاحتياط، وهم موظفون عاملون في الاقتصاد.

الخدمة الهجينة

ليفن قالت إنه "تحت ضغوط أصحاب العمل، يلجأ بعض جنود الاحتياط إلى "الخدمة الهجينة"، وهو نموذج يجمع بين العمل والخدمة الاحتياطية".

وقالت موظفة إنه منذ تجنيدها في الاحتياط، تحاول الاستجابة لصاحبة عملها وأداء الخدمة الاحتياطية في الوقت نفسه".

وتابعت: صاحبة العمل "تسألني من وقت إلى آخر متى سأعود (إلى العمل).، هي لا تمارس ضغطا، لكن الرسالة واضحة جدا: تريد مني أن أنهي الأمر وأعود".

وقالت موظفة أخرى إن الضغوط التي يمارسها عليها صاحب العمل دفعتها إلى العمل في نفس وقت خدمتها في الاحتياط، حتى أصبحت غير قادرة على التأقلم.

وأوضحت: "انتهيت من نوبة عمل مدتها 12 ساعة في الاحتياط، ثم انتقلت إلى نوبة عمل في العمل، لكن بعد فترة لم ينجح الأمر، وأبلغت مديري بأنني لا أستطيع الجمع بين الأمرين".

الحاجة للوظيفة

موظف ثالث يعمل كضابط احتياط، قال للصحيفة: "مع عدم وجود خيار آخر، آتي إلى العمل مرة واحدة في الأسبوع، بالزي الرسمي وبندقيتي معي، لتقديم الدعم للزملاء في العمل".

وأردف: "بدأ الضغط منذ لحظة استدعائي إلى الاحتياط، ويزداد بمرور الوقت.. دوري في الاحتياط مهمة جدا بالنسبة لي، لكن إذا لم أتمكن من العمل في الوقت نفسه، فلسوء الحظ، لن يكون لدي وظيفة أعود إليها".

بينما قالت مسؤولة تنفيذية كبيرة في قطاع المنظمات غير الحكومية إنها تركت وظيفتها بسبب هذا الوضع، إذ تعرضت لضغوط كثيرة للعودة إلى العمل، وحاولت الجمع بين الأمرين، لكن في النهاية قررت الاستقالة من العمل.

أما لينوي إيليا، وهي مديرة تطوير واستشارات في شركة وتجمع بين الخدمة الاحتياطية والعمل، فقالت إن الجمع بين الأمرين معقد للغاية، وهي أشبه بـ"رقصة التانجو" التي تتطلب تهجين الكثير من التبديلات في الرأس، للانتقال بسرعة من حالة إلى أخرى، ومن هنا يأتي الإرهاق.

المصدر | ستاف ليفن/ جلوبس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل جنود الاحتلال أصحاب العمل الخدمة العسكرية رقصة التانجو