99 يوما من محرقة غزة.. القصف يتواصل والأمم المتحدة تندد بمنع المساعدات والتهجير

السبت 13 يناير 2024 06:15 ص

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 99 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90% من السكان.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا" (رسمية)، فقد واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف ليل الجمعة/السبت، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، موقعة مئات الشهداء والجرحى.

ووصلت عدة إصابات إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جراء قصف مدفعي عنيف وسط وجنوب خان يونس.

كما نفذت طائرات الاحتلال أكثر من 15 غارة على دير البلح محيط مستشفى شهداء الأقصى، الذي انقطعت عنه الكهرباء تماما نتيجة نقص الوقود.

وقصفت طائرات الاحتلال وسط مدينة خانيونس.

وكذلك، قصفت طائرات الاحتلال عدة منازل في حي الدعوة شمال النصيرات وسط القطاع.

وفي الأثناء، قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزل الصحفي محمود اللوح، ودمرته بالكامل إلى جانب تدمير عدد من منازل عائلته وعدد من المنازل بحي الدعوة شمال النصيرات وسط القطاع.

في لقتت الوكالة إلى استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة آخرين، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمنزل يأوي نازحين شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما قصفت مدفعية الاحتلال مخيمي البريج والمغازي وبلدة الزوايدة، وشن طيران الاحتلال غارات على شارع صلاح الدين.

وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثماني شهيدين من شارع القدرة في خان يونس جنوب القطاع، وجرى نقلهما إلى مجمع ناصر الطبي.

وشن طيران الاحتلال غارات على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، واستهدف مناطق جنوب شرق المحافظة.

كما قصف طيران الاحتلال حي الزيتون في مدينة غزة، ووصل عدد من الجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي.

كذلك، استشهد 3 فلسطينيين في قصف طيران الاحتلال لمنزل في حي الصبرة بمدينة غزة.

وعلى الأرض، وقعت اشتباكات ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاجتلال المتوغلة في شرق دير البلح والمغازي وخان يونس، وسط قطاع غزة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، تُسمع أصوات إطلاق نار كثيف شرق دير البلح، لا سيما في محيط مستشفى شهداء الأقصى، الذي أعلن أمس نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي تماما، مما يعرض حياة الخدج والمصابين في العناية المركزة للخطر.

واستنادا إلى معطيات جيش الاحتلال المنشورة على موقعه، ارتفع عدد الجنود والضباط الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 2511، من بينهم 386 أصيبوا بجروح خطيرة، و661 بجروح متوسطة، و1464 بجروح طفيفة.

وتؤكد المعطيات أن من بين هؤلاء 1099 أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وبناء على المعطيات ذاتها، فإن 408 جنود وضباط ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، بينهم 42 بحالة خطيرة، و259 متوسطة، و107 طفيفة.

كما تكشف بيانات جيش الاحتلال، ارتفاع عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 520 بينهم 186 منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة يوم 27 من الشهر نفسه.

في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، فقدان الاتصال بطواقمه في قطاع غزة "بشكل كامل"، عقب فصل خدمات الاتصالات والإنترنت جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

وقال في بيان، إن "قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الجمعية في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة".

ووفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد خلفت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 23 ألفا و708 شهداء و60 ألفا و5 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة، في أحدث تقرير عن الوضع في غزة، صدر عن المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن منع إسرائيل الدخول إلى شمال غزة أدى إلى وصول 21% فقط من جميع الإمدادات المخطط لها من الغذاء والمياه والأدوية إلى سكان شمال القطاع.

وشدد التقرير الأممي على أن إسرائيل فرضت قيودا حازمة على بعثات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ بداية العام الجديد، مقارنة بديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأوضحت المنظمة الدولية في التقرير، أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي كان يصل إلى شمال القطاع 13 من 18 بعثة مساعدات أممية مخطط أن تصل إلى شمال القطاع، غير أن هذا العدد تدهور بشدة بداية العام الجاري.

وأضاف التقرير أن كل يوم من فقدان المساعدة يؤدي إلى خسارة أرواح ومعاناة مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا شمال غزة.

يأتي ذلك وسط إنكار سلطات الاحتلال منعها دخول المساعدات أو تحكمها بها في قطاع غزة.

كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إرسال الفلسطينيين إلى دول ثالثة تحت اسم "الهجرة الطوعية"، مؤكدة ضرورة الرفض الشديد لجميع محاولات تغيير التركيبة الديمغرافية لقطاع غزة.

جاء ذلك على لسان مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بطلب من الجزائر بخصوص وضع الفلسطينيين المهجرين في غز، مؤكدا أن الأحداث التي شهدتها إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال المئة يوم الماضية "لم تأخذ بالحسبان" المدنيين، مؤكدا أن الوضع في غزة مأساوي.

ولفت إلى أن مراكز الإيواء فاضت والمياه والغذاء على وشك النفاد، مبينا أن 134 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعرضت للقصف وقُتل 148 موظفا أمميا.

وذكر غريفيث أن منشآت الإغاثة الإنسانية تعرضت للاستهداف على الرغم من إبلاغ الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تعريض العاملين في مجال المساعدات الإنسانية لخطر جسيم.

وأعرب عن استيائه من "أمر الإخلاء" الصادر عن الجيش الإسرائيلي، مشددا على أن الغارات الجوية تركزت في الأماكن التي طُلب من المدنيين "الذهاب إليها".

وقال: "زملاؤنا الذين تمكنوا من الذهاب إلى شمالي غزة يقولون إن ما رأوه كان مروعاً بشكل لا يوصف. الجثث ملقاة على الطرق. والناس الذين يعانون الجوع يوقفون الشاحنات من أجل أن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة".

ورأى غريفيث أنه أصبح من المستحيل تقريبا تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفا: "في هذه الحالة، فإن نقل الصراع جنوبا سيجبر الناس على الذهاب إلى الدول المجاورة، وقد أعلنت بعض الدول أنها تستطيع الاستضافة (الخارجين من غزة)، ويجب عليهم أن يكونوا قادرين على العودة وفقاً للقانون الدولي".

وأردف: "في هذا السياق، فإن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن إرسال الفلسطينيين إلى دول ثالثة تحت مسمى 'الهجرة الطوعية' مثيرة للقلق، ويجب الرفض بشدة لجميع المحاولات لتغيير التركيبة الديمغرافية لغزة".

وأكد أن الترحيل القسري والجماعي للفلسطينيين سيكون انتهاكا واضحا للقانون الدولي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قصف غزة إسرائيل المقاومة حرب غزة الحرب على غزة الأمم المتحدة تهجير مساعدات

الأمم المتحدة تجدد رفضها محاولات التغيير الديمغرافي في غزة