تهنئة يابانية لرئيس تايوان الجديد تثير غضبا صينيا.. ماذا حدث؟

الأحد 14 يناير 2024 09:54 ص

أثارت تهنئة اليابان، لرئيس تايوان الجديد المنتخب لاي تشينغ-تي، في غضب صيني، قبل أن ترحب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالإنجاز الديموقراطي للجزيرة التايوانية.

وقالت السفارة الصينية في اليابان، في بيان الأحد، إنها "تعترض بشدة" على بيان وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، الذي تهنئ فيه لاي تشينغ-تي، الذي تم إعلان انتخابه رئيسا في تايوان.

وقالت كاميكاوا إن تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي، "شريك وصديق بالغ الأهمية".

وردا على ذلك وصفت السفارة الصينية في اليابان تصريحات كاميكاوا بأنها "تدخل خطير في الشؤون الداخلية للصين" دون أن تشير إلى لاي، أو تعترف بفوزه.

وقالت السفارة الصينية: "نعبر عن استيائنا البالغ ومعارضتنا الشديدة لذلك، وقدمنا احتجاجا رسميا إلى الجانب الياباني".

وتابعت كاميكاوا في بيانها أن "حكومة اليابان ستعمل على زيادة تعميق التعاون والتبادل بين اليابان وتايوان".

وأضافت السفارة الصينية أيضا إنه يتعين على اليابان الامتناع عن إرسال أي "إشارات خاطئة" إلى قوى "استقلال تايوان" وهو تعبير تستخدمه بكين لوصف لاي وحزبه الديمقراطي التقدمي الذي يدافع عن هوية تايوان المنفصلة ويرفض مطالبات الصين بشأن السيادة على الجزيرة.

ومثل معظم الدول، لا  تقيم اليابان علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، وهو شرط لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين.

لكن تحالف اليابان مع الولايات المتحدة، أهم داعم لتايوان، وقرب اليابان من الجزيرة وتوتر علاقاتها مع الصين في الآونة الأخيرة، دفع طوكيو إلى توثيق العلاقات مع تايبه.

وكان لاي تشينغ-تي، فاز السبت، بالانتخابات الرئاسية في الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، بحصده 40.1% من الأصوات، بعد حملة انتخابية شابتها ضغوط دبلوماسية وعسكرية من جانب الصين.

وبعد فوزه، تعهّد لاي تشينغ-تي بالدفاع عن الجزيرة، وقال أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، وشكر "الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا".

وقال: "نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".

وتابع: "نحن على قناعة بأنه يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه"، متعهّدا في الوقت نفسه بـ"مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".

كما دعت وزارة الخارجية التايوانية، في بيان الأحد، الصين إلى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".

وتنظر بكين للاي تشينغ-تي، وهو نائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي تساي إنغ وين، على أنه "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.

والسبت، شدّدت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية".

وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا، إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

ومن جهته، شدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان تعليقا على فوز لاي الذي هنّأه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وأشاد بـ"صلابة النظام الديمقراطي" في الجزيرة.

كما "رحّب" الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في تايوان و"هنّأ" في بيان "كل الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق الديمقراطي".

ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني، وبينما كان الناخبون فيها يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، شوهدت مقاتلة صينية فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان.

وتعتبر وضعية تايوان من أكبر القضايا الخلافية في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة. وتنوي واشنطن إرسال "وفد غير رسمي" إلى تايوان بعد التصويت.

وأي نزاع في مضيق تايوان سيكون كارثيا على الاقتصاد، حيث تؤمن الجزيرة 70% من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من 50% من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين اليابان أمريكا تايوان رئيس تايوان الاتحاد الأوروبي