هل تؤخر حرب أوكرانيا تنفيذ روسيا لأول محطة نووية مصرية؟

الأحد 14 يناير 2024 05:00 م

انتقد أليكسي بولشاكوف، وهو كاتب وصحفي روسي متخصص في الشؤون الدولية، تشكيك دورية أمريكة متخصصة في التزام بلاده بتنفيذ مشروع إنشاء محطة الضبعة المصرية للطاقة النووية في موعده؛ وذلك جراء تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

بولشاكوف لفت، في مقال بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO) ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن "مصر هي أول دولة في الشرق الأوسط تحصل على مفاعل أبحاث سوفيتي الصنع في عام 1961".

وخلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة، في فبراير/ شباط 2015، تم الاتفاق على مشاركة شركة "روساتوم" الحكومية الروسية في بناء أول محطة مصرية للطاقة النووية، بالقرب من مدينة الضبعة على البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 170 كيلومترا غرب الإسكندرية.

وأضاف بولشاكوف أن دورية "بولتن أوف ذي آتوميك ساينتست" الأمريكية الخاصة بعلماء الذرة (Bulletin of the Atomic Scientists)  شككت في تنفيذ المشروع بقولها مؤخرا إنه "مع استمرار العقوبات (الغربية) والأعمال العدائية (الروسية) في أوكرانيا، قد تقلل موسكو من أولوية مثل هذه المشاريع الأجنبية، وتعطي الأفضلية لميزانيتها العسكرية وموظفيها المدنيين والبنية التحتية".

ومن المتوقع أن يتم ربط الوحدتين 1 و2 في محطة الضبعة بالشبكة الكهربائية المصرية وأن تكونا قابلتين للتشغيل تجاريا في عام 2028، ثم الوحدة 3 في عام 2029، وأخيرا الوحدة 4 في عام 2030.

قدرات روسية

ومن خلال نقطتين، رد بولشاكوف على الدورية الأمريكية قائلا: "أولا، كانت روسيا ولا تزال اللاعب الرئيسي في سوق الطاقة النووية، والتي أوفت دائما بالتزاماتها التعاقدية، وإذا نشأت أي صعوبات، فهي خطأ مَن يُسمون بالحلفاء".

وأوضح: "كما هو الحال أثناء بناء محطة "أكويو" للطاقة النووية في جنوبي تركيا، عندما كانت هناك مشاكل في توريد المعدات الكهربائية من شركة "سيمنز" الألمانية للطاقة".

وساخرا، تابع: "ثانيا، مّن سيفعل ذلك غير "روساتوم"؟ ربما "إي دي إف" (EDF) الفرنسية؟!.. يمكن الحكم على فعالية التعاون مع هذه الشركة من خلال مشروع محطة الطاقة النووية "أولكيليوتو3" (Olkiluoto-3) في فنلندا".

وبيَّن بولشاكوف أن "بناء المحطة استغرق 18 عاما، وتم تجاوز التقدير الأصلي خمس مرات على الأقل، وبعدها تعذر تشغيل المحطة بسبب أعطال طفيفة، ولكن تم تشغيلها الآن".

ومضى قائلا إن "الشركاء حددوا بعناية الالتزامات المتبادلة في مشروع إنشاء محطة الضبعة. وتُظهر عمليات الرصد والأبحاث أن الدول الإفريقية الأخرى مهتمة بالتكنولوجيا النووية الروسية، ولكنها تواجه عادة اختناقات حادة في التمويل".

وخلال لقاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بمدينة سان بطرسبورغ الروسية في يوليو/ تموز 2023، شدد بوتين على أن مشروع محطة الضبعة "يُنفذ حسب الخطة المعتمدة".

مشروع رائد

"مشروع الضبعة هو المشروع الرائد لروسيا في أفريقيا، ويتجاوز بكثير بناء مجرد المنشأة، إذ تعمل موسكو بشكل وثيق مع المتخصصين المصريين لتطوير إنتاج الطاقة النووية من الصفر، بما يتضمن تدريب العمال، وتقديم الخدمات الفنية، وغيرها"، كما أردف بولشاكوف.

ومن المتوقع أن تولد محطة الضبعة المصرية، من خلال أربع وحدات مفاعل بقدرة 1.2 جيجاوات روسية التصميم، أكثر من 10% من إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر، وتوفر مصدر طاقة ثابتا لنحو 20 مليون شخص (عدد سكان مصر حاليا يتجاوز 105 ملايين).

وبالإضافة إلى إنتاج الكهرباء، سيكون للمحطة أيضا القدرة على تحلية مياه البحر الساحلية، والتي سيتم استخدامها لملء وتجديد الدوائر الأولية والثانوية للمفاعلات الأربعة، والحفاظ على إمدادات المياه للمحطة، وتوفير مياه الشرب لموظفي المحطة، ومن الممكن أن توسع المحطة قدرتها على تحلية المياه إلى 100 ألف متر مكعب يوميا.

وبموجب الاتفاق، توفر موسكو التمويل لبناء المحطة، بنسبة 85% من التكلفة (25 مليار دولار)، مع التزام القاهرة بتوفير 15% المتبقية (5 مليارات دولار)، لتغطية تكاليف البناء واستيراد المعدات المتخصصة والخبرة الفنية والإدارية.

المصدر | أليكسي بولشاكوف/ نيو إيسترن أوتلوك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر روسيا محطة الضبعة طاقة نووية حرب أوكرانيا كهرباء

موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بمجلس الأمن بعد تحطم الطائرة الروسية