فورين بوليسي: الاغتيالات الدولية الإسرائيلية لقادة حماس لن تكون سهلة بهاتين الدولتين

الخميس 18 يناير 2024 07:53 م

اعتبرت الكاتبة آنشل فهرة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أن على الرغم من بدء إسرائيل تنفيذ عمليات اغتيال ناجحة لقادة حماس في الخارج، تلبية لطلب من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في نهاية العام الماضي، لكن هذه المهمة لن تكون سهلة تحديدا في دولتين هما تركيا وقطر.

وأشارت فهرة في مقال بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، إلى تصريحات رونين بار، رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (شين بيت)، إن إسرائيل "ستغتال كبار قادة حماس في قطر وتركيا".

فيما قال جوناثان كونريكوس، المتحدث السابق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، لمجلة فورين بوليسي عندما سئل عن قيادة حماس: "إنهم جميعاً رجال ميتون يمشون"، في إشارة إلى قادة حماس.

وذكرت أنه من الواضح إسرائيل ملتزمة بالبحث عن زعماء حماس في مختلف أنحاء المنطقة، حتى ولو كان ذلك على حساب المجازفة بتوسيع نطاق صراع الحالي في غزة وجنوب لبنان.

وفي 2 يناير/كانون الثاني، قُتل ستة أعضاء من حركة حماس في غارة جوية نفذتها مسيرة في بيروت لبنان، وكان من بين القتلى صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وأول زعيم كبير للحركة يُقتل منذ مقتل أكثر من ألف إسرائيلي في هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

ولكن حتى عندما تعلن السلطات الإسرائيلية عن نيتها مواصلة مثل هذه الاغتيالات الدولية، فإنها تدرك أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف مليء بالتحديات، وفقا للكاتبة.

وذكرت أن الإسرائيليون يعلمون أنه من الأسهل تنفيذ العمليات السرية والاغتيالات في الدول التي تعاني من الأزمات أو التي مزقتها الحروب مثل لبنان وسوريا مقارنة بالدول الأخرى التي تستضيف قادة حماس - بما في ذلك تركيا التي تمتلك قوى عسكرية كبيرة، وقطر عملاق الطاقة، وفضلا عن ذلك فإن تلك الدولتين حليفتين للولايات المتحدة الأمريكية.

وتشير محادثات فورين بوليسي مع العديد من المسؤولين الأمنيين السابقين في إسرائيل إلى أن الموساد قد تم تكليفه بوضع خطط مختلفة تمامًا لكل دولة تستضيف حماس.

وقالت ساريت زيهافي، مؤسسة مركز أبحاث إسرائيلي "ألما للأبحاث والتعليم"، إن كل عملية سرية تحتاج إلى معلومات استخباراتية دقيقة وفرصة تشغيلية.

وأضافت "لكن يجب أن تأخذ في الاعتبار أيضًا العلاقة بين إسرائيل والدولة التي يوجد فيها الهدف.. أي عملية في تركيا أو قطر ستكون أكثر تعقيدا، مقارنة بلبنان أو إيران.

 صداع كبير

وقبل أسابيع قليلة اعتقلت السلطات التركية 15 شخصا بتهمة التجسس لصالح الموساد.

وقال مسؤولون أتراك للصحافة المحلية إن الموساد جند عملاء في تركيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ودفع لهم بالعملة المشفرة.

وأشاروا إلى أن الموساد كل العملاء المجندين في تركيا بتحديد هوية مواطنين أجانب في تركيا ومراقبتهم واختطافهم في نهاية المطاف، في إشارة على الأرجح إلى الفلسطينيين الذين يُفترض أنهم مرتبطون بحماس.

وبحسب الكاتبة فإن الإسرائيليون يدركون جيدا الحساسيات والعواقب التركية حال قيام بتنفيذ اغتيالات على أراضيها.

ونقلت فهرة عن مسؤولين سابقين إنه ما لم يبدأ أردوغان في استضافة قادة حماس بشكل جماعي، فإن إسرائيل لن تنفذ اغتيالات داخل تركيا.

وقال المسؤولون إن إسرائيل ستنتظر بدلاً من ذلك خروج الأشخاص الموجودين داخل تركيا بينما يدعون الولايات المتحدة إلى تشجيع تركيا على منع حماس من دخول أراضيها.

وقال عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، لفورين بوليسي: “إن إسرائيل لن تنفذ أي اغتيالات في تركيا، فهي قوة عسكرية هائلة، وعضو في حلف شمال الأطلسي، ويمكن أن تسبب لنا صداعًا خطيرًا”.

وأضاف “في الماضي، ساعدنا في إحباط المحاولات الإيرانية لقتل إسرائيليين على الأراضي التركية، وهناك قنوات اتصال بين أجهزتنا (الاستخباراتية) وأجهزتهم”.

وأضاف "بدلاً من ذلك، سنمارس ضغوطًا شديدة على تركيا من خلال أصدقائنا.. تركيا دولة تجارية كبيرة" في إشارة إلى أدوات مختلفة يمكن استخدامها لممارسة الضغط.

وتوافق هيلين ساري إرتيم، الأستاذة المشاركة في العلاقات الدولية في جامعة اسطنبول مدنيات، على أن العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا مهمة وقد تحدت الاضطرابات السابقة بين الجانين.

وأضافت أن تعليقات الرئيس التركي على الحرب في غزة أردوغان مخصصة في الغالب للاستهلاك المحلي لتهدئة المشاعر العامة المؤيدة للفلسطينيين.

وذكرت أن "تركيا تتبع سياسة متوازنة" عندما يتعلق الأمر بالصراع بين إسرائيل وحماس، وفي النهاية تعطي الأولوية لمخاوفها الخاصة.

وتابعت “لدينا قضايا يجب حلها مع الولايات المتحدة واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

وعقبت "لدينا مناقشات بشأن طائرات إف-16، والملف المتعلق بعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي لا يزال مطروحاً على الطاولة"، في إشارة إلى رغبة تركيا في شراء طائرات مقاتلة أمريكية الصنع واعتراضها على انضمام السويد إلى الحلف الدفاعي.

وتساءلت أرتيم "كيف يمكنك تدمير كل هذا من أجل لدعم حماس؟”  معقبة هذا يعني قطع العلاقات مع الغرب بسبب حماس. ولن تجر تركيا نفسها إلى هذا المستنقع و"عليها حماية علاقاتها مع الولايات المتحدة"

وقالت إرتيم "بينما يريد أردوغان إرسال رسالة واضحة مفادها أنه لن يتسامح مع انتهاك سيادة تركيا، فإن السلطات التركية لن تتجاهل المخاوف الإسرائيلية بشأن حماس أيضًا".

ومن ناحية أخرى، قد يعلن الإسرائيليون أنهم سوف يعثرون على زعماء حماس ويقتلونهم أينما كانوا، ولكن في النهاية قد يضطرون إلى ضبط النفس.

ضغوط على قطر

 أما فيما يتعلق باستهداف قادة حماس في قطر، فيرى ليرمان، أن الأمر مختلف مؤكدا "كانوا (القطريون) يمولون حماس، ولدينا سبب للاعتقاد بأنهم أرسلوا أموالاً أكثر مما كنا نعلم".

وذكرت الكاتبة إنه هناك انفتاح أكبر في إسرائيل، فيما يتعلق بفكرة مهاجمة أهداف تابعة لحماس في قطر، التي تستضيف قادة حماس منذ عام 2012، وترسل ملايين الدولارات كل عام كمساعدات لقطاع غزة.

ويعتقد الإسرائيليون أن هذه الأموال لم تساعد فقط المحرومين في غزة، بل مولت أيضًا سلطة حماس في غزة.

ونقلت الكاتبة عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: "إذا كانت نسبة احتمال اغتيال قادة حماس في لبنان وإيران 90%، فهي 50% أو أقل في تركيا، بسبب عدة اعتبارات جيوسياسية".

وأضاف "لكن في قطر، يرتفع هذا الاحتمال بشكل كبير عندما تصبح كيانًا معاديًا يؤوي أهدافًا مشروعة.. علاقاتنا معهم يمكن أن تتغير بشكل كبير - من ممارسة المزيد من الضغط كما نفعل الآن، إلى القضاء على أهداف داخل قطر، وهذا هو الطرف الآخر من الطيف".

ولعبت قطر دورا أساسيا في إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلي حتى الآن، لكن المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة يشتبهون في أن الدوحة تلعب لعبة مزدوجة – دعم حماس بينما تلعب دور صانع السلام.

ودعا المشرعون الأمريكيون قطر إلى استخدام نفوذها على الجماعة لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وبحسب ما ورد فقد أبلغ السناتور جوني إرنست خلال زيارتها الأخيرة للدوحة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته الأخيرة للدوحة بأن "الأمريكيون غاضبون"

وكانت هناك اقتراحات أخرى في واشنطن، بما في ذلك تجريد قطر من مكانتها كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا لم تقم بطرد أو تسليم قادة حماس.

ووفقا لتقرير في صحيفة بوليتيكو نقلا عن 3 مسؤولين أمريكيين لم يذكر أسماءهم، تخطط واشنطن لمطالبة قطر بطرد حماس بمجرد انتهاء أزمة الاستضافة.

في المقابل، تصر قطر على أن هناك مزايا لوجود قناة اتصال مفتوحة مع حماس، وتعتقد أن لديها بعض النفوذ باعتبارها الدولة التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، ولديها ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.

لكن، وفقا للكاتبة، فمن المتوقع أن تتصاعد الضغوط على الدوحة. وحتى الآن، نفت قطر التقارير التي تفيد بأنها اقترحت ترحيل اثنين من كبار قادة حماس من غزة الذين دبروا هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

في الوقت الحالي، قررت إسرائيل استخدام علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة لممارسة الضغط على كل من تركيا وقطر للإطاحة بقادة حماس وتجنب وقوع حادث دبلوماسي مع إسرائيل، بينما تسمح في الواقع للموساد بالتخلص من القادة في أماكن أخرى.

وأشارت الكاتبة أن كل من الدوحة وأنقرة تعتمدان على علاقاتهما مع الولايات المتحدة لإبقاء الموساد بعيدًا.

قال شموئيل بار، الخبير المخضرم في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، إنه إذا تبنت الحكومة الإسرائيلية التفضيلات الأمريكية لغزة ما بعد الحرب - أي سحب جميع القوات الإسرائيلية من غزة ونقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها" – ومن ثم يمكن أن تحصل على مساحة أكبر للعمل ضد حماس.

وقال: "إن أفضل مسار للعمل بالنسبة لإسرائيل اليوم هو تبني النموذج الأمريكي لليوم التالي".

وتابع "هذه هي الطريقة التي يمكننا بها احتجازهم، وهذا من شأنه أن يمنحنا مساحة أكبر لتنفيذ عمليات ضد حماس وضد حزب الله".

المصدر | آنشل فهرة/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اغتيالات قادة حماس اغتيالات دولية إسرائيلية لقادة حماس قادة حماس فى قطر قادة حماس فى تركيا

بعد السنوار.. الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض نظام عقوبات على حماس

نفي قادة غزة.. تقترحه إسرائيل وتستبعده أمريكا وترفضه حماس