فشل الطغاة العرب في الوقوف بوجه إسرائيل قد يؤدي إلى انفجار.. كيف؟

الجمعة 19 يناير 2024 09:51 م

الغضب مما يجري في قطاع غزة، من تدمير وتحويل وقتل للأبرياء، ودفع 2.3 مليون إلى المجاعة، يغلي في قلوب شعوب السعودية ومصر والأردن والعراق، وسيطفو على السطح وينفجر في النهاية، وهو ما يجب أن يحذر منه الطغاة العرب.

هكذا حذر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في مقال رأي بموقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، وهو يقول إن إحجام الطغاة العرب العميق عن الوقوف في وجه إسرائيل، يمكن أن ينفجر في وجوههم.

ويلفت إلى أن العالم يراقب تطور المجاعة في غزة، والتي يمكن أن تقتل عشرات الآلاف الذين قد يلقوا حتفهم، على غرار الشهداء الذين سقطوا جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، دون رحمة.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90% من سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والتي تم تصنيفها على أنها المرحلة الثالثة أو مستويات الأزمة.

ومن بين هؤلاء، كان أكثر من 40% في حالة الطوارئ (المرحلة 4)، وأكثر من 15% في وضع كارثي، المرحلة الخامسة والأخيرة.

ومن المتوقع أن تتطور المجاعة بسرعة في الأسابيع المقبلة، فبحلول فبراير/شباط، إذا لم يتغير شيء، فمن المتوقع أن يكون جميع سكان غزة في مرحلة الأزمة، ونصفهم في مرحلة الطوارئ، وأكثر من نصف مليون شخص في مرحلة الكارثة، حيث تعاني الأسر من نقص حاد في الغذاء.

وهذه ليست توقعات وزارة الصحة الفلسطينية، التي رفضتها وسائل الإعلام الغربية بشكل جماعي باعتبارها "تديرها حماس"، ولكنها توقعات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، استنادا إلى بيانات من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وقبل ثلاثة أسابيع، حذر المركز الدولي للأمن الغذائي من أن قطاع غزة سيكون به أعلى نسبة من الأشخاص في العالم الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذا ما تبين لاحقا.

وما لم يعتبر داعمو إسرائيل الغربيون برنامج الغذاء العالمي ويونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، فسوف يضطرون على نحو متزايد إلى الاستماع إليهم عندما يقولون إن الشاحنات المسموح لها بدخول غزة ليست سوى جزء صغير مما هو موجود الآن.

وبطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا تفعل أكثر بكثير من مجرد مشاهدة كارثة إنسانية تتطور في غزة، وهم يساهمون فيها بشكل فعال من خلال تغذية الآلة العسكرية الإسرائيلية بالوسائل اللازمة لمواصلة هذه الحرب إلى أجل غير مسمى.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وهي صحيفة عبرية تتمتع بمصادر حكومية جيدة، أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أرسلت الولايات المتحدة 230 طائرة شحن و20 سفينة مليئة بقذائف المدفعية والعربات المدرعة والمعدات القتالية.

ويتعارض هذا المستوى من إمدادات الأسلحة مع الخطاب الأمريكي، الذي تجيده واشنطن بالمناسبة، حيث ينبغي أن يحصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على جائزة "الأوسكار"، عن أدائه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وردا على سؤال من توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز"، عما إذا كانت حياة المسلمين والمسيحيين أقل قيمة من حياة اليهود، أجاب بلينكن بصوت متقطع بالعاطفة: "لا... بالنسبة لي، أعتقد بالنسبة للكثيرين منا، أن ما نراه كل يوم في غزة أمر مؤلم. والمعاناة التي نراها بين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء تفطر قلبي".

وهنا يتساءل هيرست: "ماذا عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار؟، وماذا عن وقف توريد القذائف والقنابل الأمريكية؟، وماذا عن دعم ادعاء جنوب أفريقيا بأن هذه جريمة إبادة جماعية، أو على أقل تقدير جرائم حرب؟.

مرت العديد من الرحلات الجوية التي تحمل أسلحة ومعدات أمريكية عبر قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، وفقًا لموقع التحقيقات البريطاني "Declassified".

وتقرير لصحيفة "هآرتس"، أفاد بأن أكثر من 40 طائرة نقل أمريكية و20 طائرة بريطانية، إلى جانب 7 طائرات هليكوبتر ثقيلة، مدت إسرائيل بالأسلحة.

كما تدرس ألمانيا تسليم 10 آلاف طلقة ذخيرة دقيقة عيار 120 ملم إلى إسرائيل، وهو طلب وافقت برلين عليه بالفعل من حيث المبدأ.

ومن حيث قول شيء وفعل شيء آخر، فإن تركيا لا تقل سوءاً في فشلها في وقف تجارتها المزدهرة مع إسرائيل، فلا يكفي أن نقول إنه حتى في وقت حادثة "مافي مرمرة"، عندما اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية أسطولًا تركيًا في أعالي البحار، استمرت التجارة.

ولا يكفي القول إن غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موجه ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا، وليس ضد إسرائيل ككل.

كما يتقاسم زعيم المعارضة بيني غانتس قدرا كبيرا من اللوم عن المذبحة في غزة، مثل نتنياهو.

ومثل الهجوم الروسي على أوكرانيا، كان القصف الإسرائيلي لغزة مكثفاً إلى الحد الذي جعل ذخيرتها على وشك النفاد على الدوام.

فقد أسقطت إسرائيل ما يقرب من 30 ألف قنبلة وقذيفة على غزة خلال 100 يوم، وهو ما يعادل 8 أضعاف ما أسقطته الولايات المتحدة على العراق خلال 6 سنوات من الحرب.

ويعلق هيرست على ذلك بالقول إن "منع إسرائيل من الإفلات من العقاب على القتل الجماعي للرجال والنساء والأطفال الأبرياء لم يعد مسألة تتعلق باليسار أو اليمين في السياسة الغربية، وبالمقياس الوحيد الذي يهم الفلسطينيين، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو عضو مدفوع الأجر بالكامل في حزب الحرب، مثل العديد من أسلافه ومعاصريه في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

لكن ليس لأي من هذه الدول حدود مع إسرائيل، ولكن إحدى الدول التي لديها مقعد في الصف الأول في الحلبة للمجاعة التي تتكشف على بعد بوصات من حدودها هي مصر.

ويضيف: "إن مسؤوليتها عن الحصار الحالي المفروض على غزة، والذي هو أكثر وحشية بكثير من أي فترة أخرى خلال الأعوام الستة عشر الماضية، هي مسؤولية مباشرة".

ويتابع: "صدق الصحفيون الذين نظموا تظاهرة مرتجلة أمام مقر نقابة الصحفيين في القاهرة، عندما قالوا إن مصر شريكة في الحصا، وإن الصهاينة مسيطرون على القاهرة، قبل أن يطالبوا بفتح معبر رفح".

والرسالة نفسها يتم إيصالها من قبل الأطفال الذين يسخرون من القوات المصرية على السياج الحدودي، وهو يرددون: "يقولون مصر أم الدنيا.. هل سبق لك أن رأيت أماً تترك أطفالها بمفردهم؟.. لقد رحلوا جميعاً.. قال أحدهم: الله يكفينا".

في هذه الأثناء، يبدو أن المسؤولين المصريين لا يفكرون في إعطاء أرقام متناقضة.

وقال وزير الصحة المصري خالد عبدالغفار، أواخر الشهر الماضي، إن مصر استقبلت 20 ألف جريح فلسطيني في حوالي 20 مستشفى.

وبعد أسبوعين فقط، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إن مصر استقبلت 1210 مصابًا فلسطينيًا.

وأصيب أكثر من 60 ألف فلسطيني في غزة، ويموت بعضهم في سيارات الإسعاف أثناء انتظارهم للخروج، وفي بعض الأحيان يصل الإذن بالمغادرة بعد وفاة المريض.

ولا تتورع إسرائيل عن إلقاء حلفائها الإقليميين تحت المقصلة، فعندما دافع فريق الدفاع الإسرائيلي عن نفسه الأسبوع الماضي، ضد تهمة الإبادة الجماعية في المحكمة الدولية في لاهاي، اتهم القاهرة بالمسؤولية عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما أحرج مصر.

وحينها أصدر رشوان بيانًا قال فيه إن رفح تحت السيطرة الإسرائيلية.

وقال بصدق إن كبار المسؤولين الإسرائيليين أكدوا مرات عديدة منذ بداية الحرب أنهم "لن يسمحوا بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تخوضها دولتهم ضد القطاع".

الموقف الرسمي لمصر، هو أنها لا تستطيع السيطرة إلا على الجانب الخاص بها من الحدود، وفي الواقع فإن التعاون مع إسرائيل يذهب إلى ما هو أعمق من ذلك بكثير.

وعلى مدار التاريخ، كانت علاقة مصر بغزة والقضية الفلسطينية معقدة، ففي وقت حيث كانت الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي لا تزال تتمتع بثقل جيوسياسي، كان دعم الرئيس السابق جمال عبدالناصر للثورة في الجزائر، عاملا رئيسيا في نجاحها.

ولاحقا، لعب الرئيس السابق حسني مبارك، دورا معقدا في غزة، فقد ساعد في بناء الحصار بعد فوز حماس في انتخابات عام 2006.

وفي عهد مبارك، قبلت مصر أنه لا يمكن لأي شيء أن يمر إلى غزة دون الحصول على إذن مسبق من إسرائيل.

لكن في الوقت نفسه، استمرت التجارة عبر الأنفاق، وفوق الأرض.

وفي وقت شددت مصر في عهد مبارك الضغط على غزة تحت الأرض، أصبحت الأنفاق بمثابة صمام إطلاق.

ولكن عندما اشتدت الضغوط واندلع القتال، كما حدث في عام 2008، وقفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني، إلى جانب نظيرها المصري أحمد أبوالغيط، الذي يشغل اليوم منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لتقول إن إسرائيل ستهاجم غزة.

وكان دعم مصر لتلك الحرب أحد العوامل وراء الثورة التي أطاحت بمبارك بعد 3 سنوات.

ولكن بعد الحرب، تراجعت حكومة مبارك مرة أخرى، قائلة إن الأنفاق كانت نتيجة للحصار، ورفضت فرض حظر على الأسلحة إلى غزة.

واستمتعت غزة بأفضل أوقاتها في عهد محمد مرسي، العضو بجماعة الإخوان المسلمين، الذي أبقى الحدود عند رفح مفتوحة وأوقف الحرب اللاحقة.

وقد جلبت الإطاحة به، وصعود وزير دفاعه عبدالفتاح السيسي، إلى السلطة، أحلك الأوقات لغزة.

فقد بذل السيسي كل ما في وسعه لتشديد الحصار عن طريق إغراق الأنفاق، إلى جانب التهجير القسري للسكان المصريين في رفح لإنشاء منطقة عازلة على الحدود.

وفي عهد السيسي، زادت أهمية المعابر الحدودية الإسرائيلية باعتبارها الوسيلة الأساسية لإبقاء غزة على أجهزة دعم الحياة من خلال الغذاء والماء والوقود.

ويعلق هيرست على ذلك: "هناك عاملان يحكمان هذا التاريخ المتقلب للغاية، الأول هو التراجع الجيوسياسي لمصر في عهد السيسي، حيث لم تعد مصر ذات صلة بأكبر جيرانها".

ويدلل على ذلك بالقول: "في خضم الحرب الأهلية في السودان، تلعب الإمارات، الدولة الخليجية الصغيرة، دوراً أكبر، كما أن مصر لا علاقة لها بمصير ليبيا".

أما العامل الثاني، فهو خوف السيسي العميق من جماعة الإخوان المسلمين، ومطالبتها المتأصلة والدائمة بالشرعية في مصر، وهو الخوف الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالقمع الوحشي للربيع العربي.

ويضيف هيرست: "إذا كان السيسي صادقا في كلمته بشأن عدم السماح لإسرائيل بتطهير غزة عرقيا، فمن واجبه مساعدة الفلسطينيين على البقاء على أراضيهم الممزقة، كما يتعين على مصر تأمين احتياجات غزة الأساسية من الغذاء والماء والدواء، إما عن طريق المعبر أو عن طريق البحر".

ويتابع: "بل يمكن لمصر حتى أن تدعو دولاً أخرى من منظمة التعاون الإسلامي للانضمام إلى عملية إسقاط جوي، كتلك التي قام بها الحلفاء لكسر حصار برلين في عام 1948".

ومثل هذا الجسر الجوي من شأنه أن يتحدى نفاق الغرب، ولكن لن يحدث ذلك بالطبع، لأن دكتاتور مثل السيسي لا يهتم إلا بشيء واحد، وهو البقاء.

ويتابع: "العلاقة بين النضال من أجل الحقوق الفلسطينية والمعركة الداخلية من أجل الديمقراطية في مصر غير قابلة للكسر، والسيسي يعرف ذلك جيدًا، فأحدهما يلهم الآخر، ولهذا السبب، بالإضافة إلى عدد قليل من المسيرات، قامت الدولة المصرية بقمع أي مظاهر عامة للتضامن مع الفلسطينيين".

ويزيد: "لا شك أن مصر تلعب دوراً دبلوماسياً في محاولة إنهاء الحرب، ولكن اقتراحها الأخير المؤلف من 3 مراحل كان موجهاً نحو إطلاق سراح الأسرى.. ويجب الاعتراف أيضًا بأن مصر منعت إسرائيل من فرض طرد جماعي للفلسطينيين من غزة إلى سيناء".

لكن لدي مصر أيضًا الكثير من القواسم المشتركة، فمثل إسرائيل، يريد السيسي غزة منزوعة السلاح وزوال حماس.

وفيما يتعلق بما تفعله مصر على الأرض للحفاظ على عنق الزجاجة للمساعدات الإنسانية في رفح، مقابل ما تقوله الحكومة، فإن السيسي يمنح بلينكن فرصة جيدة للحصول على أمواله باعتباره ممثلاً محتملاً.

ولكن هناك شيء آخر يحدث على نفس القدر من الأهمية، حيث يتم الدفاع رسميًا عن فلسطين من قبل الجنوب العالمي، حيث أخذت جنوب أفريقيا زمام المبادرة من خلال رفع قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وفي الوقت نفسه، تعود فلسطين إلى الظهور كقضية عالمية، تمامًا كما كانت الحال في الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ويتابع هيرست: "إن تكوين فريق المحامين في جنوب أفريقيا يقول كل شيء: متعدد الأعراق، ذكور، وإناث، وأيرلنديون، وبريطانيون، وجنوب أفريقيون، ولم يكن هناك فلسطيني رسمي معهم في المجموعة، ومع ذلك، وبعد يوم واحد من انتهاء جلسة الاستماع، اندلعت مظاهرات حاشدة في 45 دولة، ولكن ليس في مصر، أو السعودية، أو حتى الجزائر".

ويزيد: "مع ذلك، لا ينبغي لمستبدي مصر والخليج أن يستمدوا قشة من الراحة من هذا".

ففي استطلاع حديث أجراه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، والذي شمل 8 آلاف عربي في 16 دولة، قال 92% من المشاركين إن القضية الفلسطينية هي قضية تهم جميع العرب.

كما قال ما يقرب من 90% من المشاركين العرب إنهم يعتبرون هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته "حماس"، "عملية مقاومة مشروعة" أو "عملية مقاومة معيبة إلى حد ما ولكنها مشروعة".

ورفض 89% من المشاركين الاعتراف بإسرائيل، وهي أعلى نسبة في تاريخ استطلاعات المركز.

وقال 13% فقط من العرب الذين شملهم الاستطلاع، إنهم يعتقدون أن السلام مع إسرائيل لا يزال ممكنا.

ويخلص هيرست في مقاله بأن الغضب يغلي في قلوب السعوديين والمصريين والأردنيين والعراقيين، وسيطفو على السطح وينفجر في النهاية".

ويشير إلى دفع فاروق الأول، ملك مصر قبل الأخير، الذي تنازل عن العرش وعين ابنه الرضيع فؤاد، الذي استمر حكمه لبضعة أشهر قبل إلغاء النظام الملكي، ثمن دعمه للنكبة في عام 1948.

ويضيف: "كان ذلك أحد الأسباب التي دفعت المصريين إلى السماح للجيش لتولي السلطة في انقلاب بعد عدة سنوات".

ويختتم: "أصبحت درجة الغضب أكبر بشكل كبير.. وعلى الطغاة أن يحذروا مما يتمنون، فإن إحجامهم العميق عن الوقوف في وجه إسرائيل يمكن أن ينفجر في وجوههم".

المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة العرب طغاة العرب إسرائيل حرب غزة مجاعة