طبيب فلسطيني يبتر ساق ابنة أخيه بالمنزل دون تخدير (فيديو)

السبت 20 يناير 2024 01:08 م

في مشهد لا يمكن أن تعبر عنه المشاعر، بتر الطبيب الفلسطيني هاني بسيسو، ساق ابنة اخيه عهد البالغة من العمر 16 عاماً، والمصابة بقصف إسرائيلي في مدينة غزة، داخل منزل العائلة دون تخدير أو أدوات طبية، في ظل توقف عمل المستشفيات بالمدينة ومنع القوات الإسرائيلية وصول أي إمكانيات طبية إليها.

وأظهر مقطع فيديو مصور، تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، الفتاة عهد بسيسو، وهي ملقاة على طاولة الطعام في المطبخ، وعمها طبيب جراحة العظام بمجمع الشفاء الطبي هاني بسيسو يقف بجانبها ويجري لها عملية بتر للساق.

وبأدوات الطبخ البسيطة، ودلو فيه القليل من الماء، وكيس بلاستيكي، أطلق الطبيب بسيسو، صرخة استغاثة مدوية والدموع تملأ عينيه من هول اللحظة.

ويقول بسيسو وعيناه اغرورقت بالدموع: "انظروا.. ها أنا أبتر رجل ابنتي اليافعة (في إشارة لابنة شقيقه) على طاولة مطبخنا في بيتنا المحاصر!.. أين إنسانيتكم؟! انظروا إلى الظلم الذي نعيشه".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى السبت نحو 25 ألف شهيد، وأكثر من 62 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وخلفت الحرب الإسرائيلية دماراً هائلاً في المباني السكنية والمنشآت المدنية والبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفق مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وتعيش مدينة غزة والشمال حصارًا مشددًا منذ بداية التوغل العسكري الإسرائيلي البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخرجت جميع المشافي والمراكز الطبية عن الخدمة وأخليت قسرًا الرئيسية منها كمجمع الشفاء ومستشفى القدس والمعمدان.

وتمنع إسرائيل دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية والمواد الغذائية من دخول غزة والشمال، إلا بكميات محدودة جدًا لا تكفي باحتياجات السكان هناك، ما فاقم الأوضاع المعيشية.

في صباح يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، صعد بعض أفراد العائلة إلى الطابق الرابع في منزل العائلة الموجود في شارع النصر بمدينة غزة، في محاولة لالتقاط ارسال شبكة الاتصالات للاتصال على والدهم المقيم خارج قطاع غزة.

وبعد لحظات بسيطة استهدف الجيش الإسرائيلي الغرفة التي كانوا يتواجدون بداخلها بقذيفة دبابة كانت تتمركز بالقرب من المنزل، ما أدى إلى إصابة عهد بتهتك في عظام القدم اليمنى، إلى جانب إصابة والدتها وأختها الصغرى البالغة 12 عاما بجروح متفرقة.

حاولت العائلة التواصل مع فرق الإنقاذ وطواقم الإسعاف للحضور الى المنزل وإسعاف المصابين، لكن دون جدوى، فالاتصالات كانت مقطوعة في حينه، والجيش الإسرائيلي يمنع وصول الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني إلى الأماكن المستهدفة.

لم يكن أمام عمها الطبيب هاني بسيسو، خيار آخر إلا إجراء عملية جراحية لبتر ساق ابنة أخيه ووقف النزيف، رغم عدم امتلاكه أي معدات طبية.

وباستخدام مقص صغير وبعض الشاش الذي كان في حقيبته الطبية، أزال الطبيب الجزء السفلي من الساق.

وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الطبيب بسيسو وهو يمسح الدم من الجزء المتبقي من الساق اليمنى لابنة أخيه وهي مستلقية على طاولة ويمسك بها أحد أشقائها بثبات، بينما كان الآخر يحمل هاتفين محمولين لتوفير إضاءة أفضل.

ويقول الطبيب بسيسو: "للأسف لم يكن لدي خيار آخر، اما أن أترك عهد تستشهد أو أحاول بما لدي من إمكانيات، اتخذت قرارًا بأن أبتر الرجل وكان هناك نزيف وكان لا بد من رفع الرجل وربط الشريان".

ويضيف: "كان عندي حقيبة معدات طبية لأنني طبيب لم يكن بداخلها إلا مقص وبعض الشاش، وكنت أريد خيطًا لربط الشريان، المهم امسكت بالشريان وقمت بربطه بخيط عادي كالذي نحيك به ملابسنا".

ويتابع: "لم يتوفر البنج أو أي مخدر، فكان البنج لها القرآن الكريم، فقد قرأ ابن اخي لها فوق رأسها وانا قرأت لها أثناء اجراء العملية، أنا متعجب جداً، لأن عهد تحملت ما لا يحتمله العقل البشري!! نحن بحاجة لأطباء نفسيين الآن بعد هذا الموقف".

وانسحب الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي من اجراء العملية، وتم نقل عهد إلى مقر جمعية أصدقاء المريض في مدينة غزة، وأُجريت لها إسعافات أولية، وتم تضميد الجرح، وإخراج الشظايا المنتشرة في أنحاء جسدها.

وتخضع عهد منذ ذلك الحين لمزيد من العمليات في المستشفى لعلاج الإصابات التي لحقت بها.

وخلال هذه الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر بتر أطباء أطراف الكثير من المصابين دون استخدام أي مخدر وبإمكانيات طبية بسيطة بسبب خطورة جراحهم.

وحسب تقرير سابق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن سيقان أكثر من ألف طفل في غزة بترت بسبب القصف الإسرائيلي حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

طبيب غزة حرب غزة بتر ساق تخدير

شهادات مروعة لأطباء بريطانيين عملوا في غزة.. ماذا قالوا؟