أعز حليف للإنسان تحت خطر الحرب.. ماذا يحدث في البحر الأحمر؟

الأحد 21 يناير 2024 09:54 م

مع المواجهات المسلحة في البحر الأحمر بين التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، وجماعة الحوثي اليمنية، "يواجه الحليف الأعز للإنسانية، الطبيعة، خطرا شديدا لا يمكنه الدفاع عن نفسه في مواجهته"، بحسب إليزابيث بولتون في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".

وتضامنا مع غزة، التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ وطائرات مسيرة سفن شحن في البحر الأحمر مرتبطة بدولة الاحتلال، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا بقصف أهداف ساحيلة للحوثيين.

وقالت بولتون إن "النظام البيئي تحت الماء في البحر الأحمر موطن لأكثر من 300 نوع من المرجان و2100 نوع من الأسماك، 10% منها لا توجد في أي مكان آخر في العالم.. والدلافين الدوارة وأبقار البحر والسلاحف وأسماك القرش ليست سوى بعض من الأنواع البحرية التي تعتبر هذه المياه موطنا لها".

وتساءلت: "ما هو تأثير الحرب، بصواريخها وهجمات الطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية والألغام البحرية وإطلاق نار من سفينة هليكوبتر وغيرها من الأسلحة المتنوعة، على الحياة البحرية في البحر الأحمر؟".

وتابعت: "ماذا سيحدث إذا تم قصف ناقلة نفط وتسرب نفطها إلى الشعاب المرجانية الشهيرة في البحر الأحمر ومشاتل الأسماك؟".

ومحذرة، أجابت بأنه "مع تقدم القرن الحادي والعشرين، فإن الحروب الكبرى تعني على الأرجح الإبادة البيئية".

انهيار النظام البيئي

و"بصرف النظر عن الآثار السلبية المحتملة بعيدة المدى على محيطات الأرض الأوسع والأنظمة البيئية، فإن تدمير الحياة البحرية في البحر الأحمر من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات محلية على البشر، من حيث الأمن الغذائي وفقدان سبل العيش في صيد الأسماك والسياحة"، كما زادت بولتون.

وأردفت: "من شأن حرب كبرى في المنطقة أن تؤثر حتما على جميع المستوطنات الساحلية على البحر الأحمر والشركات والزراعة. وقلة الغذاء والدخل والأماكن الآمنة للعيش ستجعل مزيدا من السكان في حالة يأس".

وأضافت أن مثل هذه الأوضاع "ستضع ضغطا أكبر على السلطات المحلية، وقد يبحث الناس عن خيارات أخرى، مثل الهجرة والجريمة ونهب الموائل البيئية المتبقية، مثل المناطق البحرية المحمية، بل والانضمام إلى جماعات إرهابية".

و"الصراع المتقطع، ولكنه مستمر في البحر الأحمر، هو صراع أقل حدة ولكنه أطول أمدا وقد يخفف من شدة التأثيرات ووتيرة التراجع، ولكنه قد يؤدي أيضا إلى تآكل القدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الحياة البحرية على المدى الطويل"، بحسب بولتون.

استراتيجية أمنية شاملة

بولتون قالت إن "أي استراتيجية أمنية تتجاهل الحالة المحفوفة بالمخاطر التي يعيشها الكوكب هي استراتيجية ضيقة الأفق للغاية وخطيرة جدا".

وتابعت: "إذا فقدت الاستراتيجية الأمنية الحالية اتجاهاتها، فإن الخبر السار هو أن البشرية لديها خيارات أخرى، إذ توجد استراتيجية أمنية بديلة مصممة لتناسب وقت الأزمات البيئية والمناخية".

و"يُطلق على هذا النهج الجديد اسم "الخطة إي " (PLAN E)، وهي تقترح أن الأولوية الأمنية الأولى هي الحفاظ على الكوكب صالح للسكن عبر حماية الحياة بجميع أشكالها"، وفقا لبولتون.

وأضافت أنها "تتخذ نهجا أمنيا متشابكا، إذ تأخذ في الاعتبار أمن الكوكب والإنسان والدولة في وقت واحد".

و"طريقة التفكير الجديدة هذه تعتبر أن أمن الحياة غير البشرية، مثل أبقار البحر الأحمر وأسماك القرش والسلاحف، لا يقل أهمية عن أمن البشر، وهو ما يعيد إرساء الأسس الأخلاقية للاستراتيجية الأمنية"، كما ختمت بولتون.

المصدر | إليزابيث بولتون/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البحر الأحمر الحرب طبيعة إبادة بيئية أسماك مخاطر