معبد على أنقاض مسجد تاريخي يكرس الهندوسية ويعزز نفوذ مودي

الاثنين 22 يناير 2024 09:58 ص

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الاثنين، معبدا هندوسيا كبيرا في مدينة أيوديا (شمال) "للمعبود الهندوسي رام" أُقيم في نفس موقع مسجد تاريخي هدمه متطرفون هندوس قبل ثلاثة عقود، ضمن أعمال عنف لا تزال تطارد المسلمين على أيدي الأغلبية الهندوسية.

وافتتاح المعبد هو خطوة سياسية تعزز نفوذ مودي وشعبية حزبه "بهاراتيا جاناتا"، قبل أشهر من انتخابات حاسمة، بالإضافة إلى تكريس تحول الهند من "جمهورية علمانية إلى أمة هندوسية"، بحسب تقرير لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times)  ترجمه "الخليج الجديد".

وأضافت أن "المعبد شُيد بتكلفة نحو 250 مليون دولار، وهو مركز أساسي للهندوس الذين يعتقدون أن "الآلة رام" ولد في المكان نفسه الذي بنى فيه مسلمو المغول مسجد بابري في القرن السادس عشر على أنقاض معبد".

وهدم متطرفون هندوس المسجد، في ديسمبر/ كانون الأول 1992؛ مما أثار أعمال شغب أودت بحياة أكثر من 2000 شخص، معظمهم من المسلمين.

وقد اتُهم مودي، الذي كان آنذاك رئيسًا لوزراء ولاية جوجارات، بالتواطؤ في أعمال الشغب، على الرغم من أن القضاء برأه لاحقا من ارتكاب أي مخالفات.

وقالت الصحيفة إنه "بالنسبة لمسلمي الهند، البالغ عددهم 200 مليون نسمة، فقد أدى معبد رام إلى تعزيز الشعور باليأس والتفكك (...) والطريقة التي تم بها هدم المسجد تشكل سابقة للإفلات من العقاب".

وأضافت أنه "في أعقاب التوترات الدينية، تم إعدام مسلمين متهمين بذبح أو نقل أبقار (مقدسة لدى الهندوس).. وتمت تسوية منازل مسلمين بالأرض من جانب مسؤولين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".

حملة انتخابية

و"قد رَكب الجناح اليميني الهندوسي حركة بناء المعبد، ليصبح القوة السياسية المهيمنة في الهند، ويمثل افتتاح المعبد، الذي تم بناؤه على مساحة 70 فدانا، البداية غير الرسمية لحملة مودي لولاية ثالثة عبر انتخابات متوقعة في الربيع"، كما زادت الصحيفة.

وقالت إن "مودي سيكون نجم افتتاح المعبد، الذي شبهه القوميون الهندوس بالفاتيكان ومكة، مما يجسد طمس الخطوط القديمة لليمين".

وتابعت: "الآباء المؤسسون للهند بذلوا جهودا كبيرة لإبقاء الدولة بعيدة عن الدين؛ للحفاظ على تماسك البلاد بعد إراقة الدماء الطائفية الناجمة عن تقسيم عام 1947، الذي فصّل باكستان عن الهند".

واستدركت" لكن مودي، الزعيم الأقوى في البلاد منذ عقود، فعل العكس بلا خجل (..) ووصفه رئيس حزبه مؤخرا بأنه "ملك الآلهة". وقبل افتتاح المعبد، تمت تغطية المدينة بملصقات ولوحات إعلانية تحمل صور رام ومودي".

أشبه بالكفر

و"من خلال الخلط بين الدين والسياسة والاستفادة من الموارد الهائلة المتاحة لخدمته، نجح مودي في تحقيق ما لم يتمكن أسلافه من تحقيقه، وهو تحويل المجتمع الهندي المتنوع إلى كتلة متراصة خلفه، وبات استجوابه يعني التشكيك في القيم الهندوسية، وهذا أشبه بالكفر"، وفقا للصحيفة.

وقال مانوج كومار جها، وهو برلماني معارض وأستاذ بجامعة دلهي، إنه "في حين أن المعارضة قد تطيح ذات يوم بحزب بهاراتيا جاناتا، فإن إعادة تحول الدولة والمجتمع سيستغرق عقودا على الأقل".

وأردف أن "الفوز في الانتخابات يمكن أن يكون حسابيا، لكن المعركة تدور في عالم علم النفس، أي التمزق النفسي والتمزق الاجتماع. وكما تأسست باكستان المسلمة كدولة لمجموعة دينية واحدة، فإن الهند تحاكي باكستان الآن، ولكن بعد فوات الأوان".

و"ولادة الهند كجمهورية علمانية كانت مشروعا مثاليا نفذه قادتها المؤسسون، وبينهم الزعيم غاندي وأول رئيس وزراء جواهر لال نهرو. ومع أخذ التنوع الذي تتسم به البلاد في الاعتبار، فقد حددوا الدولة العلمانية ليس باعتبارها الدولة التي تستبعد الدين، بل الدولة التي تحافظ على مسافة متساوية من جميع الأديان"، كما لفتت الصحيفة.

المصدر | ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهند مودي الهندوسية معبد مسجد تاريخي بابري مسلمون