فورين أفيرز: لماذا تجعل حرب غزة "إيران نووية" أكثر احتمالا؟

الجمعة 26 يناير 2024 03:45 م

لماذا قد تجعل حرب غزة "إيران نووية" أكثر احتمالا؟.. يحاول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية تفسير هذا الأمر عبر تحليل نشره موقع "فورين أفيرز"، حيث يرى أن التوترات الإقليمية المتصاعدة بسبب الحرب في غزة وانخراط وكلاء طهران بها جعل إيران أكثر شعورا بالقلق والضعف أمام التحالف الأمريكي الإسرائيلي والقوى الغربية.

وانطلاقا من هذا الشعور بالقلق والضعف، قد يتوصل القادة في طهران إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان للحصول على الردع الأكبر.. السلاح النووي.

حصانة السلاح النووي

ورغم أن الأمر ينطوي على مخاطر ويهدد بتعرض إيران لتحرك عسكري أمريكي وغربي، إلا أنه قد يوفر للبلاد نوعا من الحصانة شبيه بذلك الذي تتمتع به كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب.

ومن الممكن أيضاً أن تكون إيران المسلحة نووياً أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، معتقدة أن ردة الفعل العنيفة سوف تكون محدودة بينما يعمل أعداؤها على تجنب "هرمجدون"، كما يقول الكاتب.

ورغم أن إيران شعرت بالانتصار، في بداية هجوم "حماس" الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن ردات فعل وكلائها في لبنان والعراق واليمن "التي لا تزال منضبطة"، يظهر أنها لا تريد المضي قدما في الحرب، لأنها تفضل ادخار قوة وكلائها للدفاع عن الأراضي الإيرانية نفسها إذا تعرضت للغزو.

إحجام إيران عن التصعيد

ورغم أن طهران استفادت من تسبب حرب غزة في تأخير تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو التطبيع الذي كان سيزيد من عزلة الإيرانيين، إلا أنها أظهرت تهورا وضعفا استراتيجيا في إدارة الأمور.

ويلفت الكاتب إلى أن تقييمات المخابرات الأمريكية تشير إلى أن إيران فوجئت بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر، وبالتالي كان تعاطيها مع التطورات منضبطا إلى حد كبير.

ويرى فايز أنه إلى حد ما، فإن إحجام إيران عن الدخول في المعركة بكامل قوتها أمر منطقي.

فمبوجب الاستراتيجية الإيرانية، يهدف "محور المقاومة" في المقام الأول إلى ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة إيران نفسها، وهو أمر لم يحدث بعد.

ولكن على الرغم من أن الوطن الإيراني لم يتعرض لهجوم من أي من البلدين، فقد تعرض القادة الإيرانيون وحلفاؤهم لضربات أمريكية وإسرائيلية في سوريا والعراق خلال هذه الجولة من الصراع.

ورغم أن إيران تعي مخاطر امتلاكها سلاح نووي، مثل المخاطرة بالتعرض لرد عسكري غربي أو إثار سباق تسلح نووي بين جيرانها الخليجيين، إلا أن ما سبق قد يضعها أمام قناعة بأن فوائد امتلاك أسلحة نووية قد تفوق المخاطر.

وربما يرى القادة الإيرانيون في الحصول على أسلحة نووية وسيلة للحصول على ضمانات جديدة بأنها لن تتعرض لهجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة.

لحظة الفرصة

أيضا فإن المسؤولين الإيرانيين قد يرون الحرب الحالية "لحظة فرصة عظيمة" لامتلاك السلاح النووي، فالإدارة الأمريكية الآن منشغلة بالحروب في غزة وأوكرانيا، والمنافسة مع الصين، والانتخابات المقبلة في نهاية العام الجاري.

وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من ضبط إيران وهي تحاول امتلاك أسلحة نووية، فلن يكون لديهم طريقة عسكرية جيدة لتطبيق ذلك، لا سيما إذا وزعت إيران اليورانيوم عالي التخصيب على منشآت سرية، حيث سيتعين على أمريكا قصف إيران بكاملها بالقنابل أو إسقاط النظام أو غزوها بريا، وهي احتمالات شديدة الصعوبة، لوعورة جغرافية إيران وقوة جيشها وقبضة نظامها الكبيرة على البلاد.

الحل الدبلوماسي

وأمام هذه التطورات، لا يرى الكاتب حلا سوى الدبلوماسية لمحاولة إعادة وضع إيران بمسار المفاوضات حول برنامجها النووي مقابل امتيازات متعددة، وهو خيار أثبتت الظروف أن النظام الإيراني قد يقبل به.

ويقول علي فايز: "يجب على الغرب أن يستمر في دفع طهران لاستخدام برنامجها النووي كورقة ضغط على طاولة المفاوضات - وليس كرادع في ساحة المعركة".

المصدر | علي فايز / فورين أفيرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران السلاح النووي نووي إيران غزة حرب غزة محور المقاومة

أمير عبداللهيان: إيران وأمريكا تتبادل الرسائل منذ بدء حرب غزة 

كيف كشفت سياسة حزب الله في حرب غزة استراتجية الصبر الإيراني؟