محلل أمريكي: لـ6 أسباب يجب سحب قواتنا من العراق وسوريا الآن

الثلاثاء 30 يناير 2024 06:36 ص

عَدَّدَ المحلل الاستراتيجي بول بيلار، الذي عمل لمدة 28 عاما في أجهزة المخابرات الأمريكية، ستة أسباب لضرورة إعادة القوات الأمريكية من العراق وسوريا الآن بعد الهجوم القاتل في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري.

تلك القراءة طرحها بيلار، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد"، في ضوء مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة العشرات في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا.

وأوضح أن الأسباب الستة هي خطر التصعيد مع إيران والجماعات الحليفة لها التي حمّلتها واشنطن مسؤولية الهجوم، وأن المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية أصبحت حماية نفسها، وتكاليف ومخاطر نشرها لا تتناسب مع أي مكاسب يمكن تحقيقها.

وتابع: كما أن تنظيم الدولة ما يزال ضعيفا، والوجود العسكري الأجنبي يحفز الجماعات الإرهابية لشن هجمات، وأخيرا أن إيران عدو للتنظيم، ومن الأفضل تحمليها عبء محاربته مع ما قد يتبعه من أعمال انتقامية.

بيلار استدرك: لكن "من المرجح أن يؤدي الهجوم إلى زيادة التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة بدلا من تقليله.. ويأتي هذا في وقت كانت إدارة (الرئيس جو) بايدن تظهر فيه علامات على التفكير في سحب الـ900 جندي في سوريا والـ2500 في العراق".

واعتبر أنه "من غير الواضح لماذا اختارت الإدارة هذه المرة النظر في انسحاب طال انتظاره، وربما ينطوي الجواب على تصاعد العنف الإقليمي الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المدمر على الفلسطينيين في قطاع غزة (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) وما يرتبط به من غضب ضد الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل".

خطر التصعيد

"ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي، تعرضت المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق للهجوم أكثر من 60 مرة، وتلك الموجودة في سوريا أكثر من 90 مرة، ما يؤكد أن تكاليف ومخاطر نشر هذه القوات لا تتناسب كثيرا مع أي مكاسب يمكن تحقيقها"، بحسب بيلار.

وأردف أنه "مهما كانت المهمة الأصلية لوجود هذه القوات، فقد تم تهميشها حتى أصبح حماية وجودها هو الاهتمام الرئيسي، بالإضافة إلى خطر التصعيد إلى صراع أكبر جراء الهجمات المتبادلة".

لكنه رجح أن "الهجوم والرغبة في الانتقام من شأنهما أن يدفعا الإدارة إلى تأجيل أي أفكار لديها بشأن سحب القوات؛ خوفا من إظهار الضعف وسط الانتقادات الحتمية من المعارضين السياسيين المحليين (في عام انتخابي)".

واعتبر بيلار أن "المسار الأفضل هو تفسير الهجوم باعتباره دليلا آخر على أن وجود القوات في سوريا والعراق يمثل نقطة ضعف لا داعي لها ويجب إنهاؤها عاجلا وليس آجلا".

وأضاف أن "الأساس المنطقي الرسمي للوجود الأمريكي في البلدين هو منع صعود تنظيم الدولة. لكن الدوافع كانت تنطوي دائما على أكثر من ذلك".

وبيَّن أن "الوجود في العراق هو إرث من الحرب الأمريكية التي بدأت هناك في عام 2003، ونقلت الشعور بالملكية الذي غالبا ما يتبع تدخلا عسكريا واسع النطاق، كما شكل الهوس بإيران والرغبة في مجاراة الوجود الإيراني ونفوذه في البلدين دافعا آخر".

تنظيم الدولة

"وبالنسبة لتنظيم الدولة، فرغم أنه أظهر مرونة، إلا أنه لم يقترب مما كان عليه في عام 2014 عندما حكم دويلة صغيرة بحكم الأمر الواقع في معظم أنحاء غرب العراق وشمال شرقي سوريا"، كما زاد بيلار.

وتابع: "وبالنسبة للجماعات الإرهابية عامة فإن الغضب من الوجود العسكري الأجنبي هو أحد الدوافع الرئيسية لشنها هجمات".

وأضاف أن "طهران عدو كبير لتنظيم الدولة، وكانت ضحية لهجمات فتاكة للغاية شنها التنظيم داخل إيران، وأحدثها في مدينة كرمان في وقت سابق من الشهر الجاري؛ مما أودى بحياة نحو 100 إيراني".

وختم بيلار بأن "مكافحة التنظيم مصلحة مشتركة لإيران والولايات المتحدة، وسيكون من مصلحة واشنطن أن تستمر طهران في القيام بالعبء الثقيل في محاربة التنظيم، مع مخاطر احتمال تعرضها لهجمات انتقامية إرهابية".

المصدر | بول بيلار/ ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هجوم الأردن القوات الأمريكية العراق سوريا إيران

حسابات معقدة للرد على إيران.. بوليتيكو: هذا ما يخشاه بايدن