استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الصهاينة بوصلة واحدة والانتخابات الأمريكية تغازل "المال اليهودي"

الثلاثاء 6 فبراير 2024 03:45 ص

الصهاينة بوصلة واحدة والانتخابات الأمريكية تغازل "المال اليهودي"

الجميع يلعب على ورقة الدم الفلسطيني حتى آخر قطرة دم في غزة، وهذا يمثل النظام الرسمي العربي أيضا.

في كيان الاحتلال الجميع ملة واحدة، والخلافات بينهم تكون على كيفية التخلص من العرب والفلسطينيين بكمية أقل من الذخائر.

بينما يتبادلون الأدوار يواصل جيش العدو تدمير كل مقومات الحياة في غزة وتنفيذ مجزرة مفتوحة منذ 4 أشهر في غزة والضفة الغربية أيضا.

الانتخابات الأمريكية على الأبواب، وبايدن وترامب بحاجة للوبي اليهودي في أمريكا ليس من أجل أصواتهم فقط، بل من أجل تدفق الأموال اليهودية لحملاتهم الانتخابية.

* * *

تغريدة المحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء فايز الدويري، عبر حسابه الخاص على منصة "إكس/توتير سابقا"، والتي حققت عشرات آلاف المشاهدات تلخص الوضع السياسي في كيان الاحتلال وبأن الجميع ملة واحدة وعلى قلب رجل واحد، وبأن الخلافات بينهم طفيفة على كيفية التخلص من العرب والفلسطينيين بكمية أقل من الذخائر.

الدويري كتب في تدوينة اليوم الأحد: "بن غفير وسموتريتش هما الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، وتصريحاتهم هي البوصلة الحقيقية لسياسة الكيان، فالجميع يسعى لتحقيق الحلم الصهيوني بدولة يهودية من النيل إلى الفرات، ولكن سبل تحقيق ذلك والأدوات المستخدمة هي محلّ الاختلاف".

جميع الأطراف متفقة على تفاصيل الحرب على غزة وبتحقيق أهداف الحرب، لكن معسكر المعارضة الذي يقوده يائير لابيد يريد أولا تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، ثم مواصلة القتال لكن بقيادة زعيم أخر غير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غريمه وعدوه اللدود، فيما يريد المعسكر الأكثر تطرفا هزيمة حماس وإطلاق الأسرى الإسرائيليين وإعادة احتلال القطاع وتشريد الفلسطينيين دفعة واحدة.

ويبدو لي انفعال لابيد، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، على تصريحات بن غفير كنوع من تقاسم الدوار، فلا باس بأن يبدو بن غفير، وسموتريتش، وعميحاي إلياهو، في زي الأشرار ودعاة إبادة الفلسطينيين وطردهم من وطنهم بالكامل، فمن أجل تلطيف الأجواء وإسكات الغاضبين سيقوم المعسكر الأخر بإطلاق تصريحات مناوئة لمحور الشر الإسرائيلي، وكله "كلام في كلام".

وبينما يتبادلون الأدوار يواصل جيش العدو تدمير كل مقومات الحياة في غزة وتنفيذ مجزرة مفتوحة منذ نحو أربعة أشهر في غزة وفي الضفة الغربية أيضا.

اعتراض لابيد وغانتس على بن غفير، مثلا، ليس لأنه عنصري ومستوطن بلطجي وكاره للفلسطينيين، وليس لأنه يدعو إلى الإبادة وتشريد سكان غزة، وإنما لأنه "يلحق الضرر" بمصالح دولة الاحتلال الخارجية.

ويتفقان على أن بن غفير لا يفهم شيئا في السياسة الخارجية"، وبأن "على نتنياهو أن يأمر وزير الأمن القومي بن غفير بالتوقف عن الإضرار الهائل بعلاقات إسرائيل الخارجية".

إذن الخلاف هو فقط حول توقيت هذه التصريحات التي لم يقف ضدها أحد من السياسيين والعسكريين في كيان العدو فالكل مشغول في كيفية التخلص من غزة التي كان يتمنى إسحق رابين ذات يوم أن يصحو ويراها غارقة في البحر.

ولا أظن بأن تصريحات بن غفير التي قال فيها إن "بايدن مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة، ولو كان ترامب في السلطة لكان السلوك مختلفا" قد أثارت غضب الرئيس بايدن أو أحدا من إدارته، فحتى ما يطرحه بن غفير من أفكار تبدو لنا متطرفة فهي تنزل على قلوب الأمريكان في هذا الوقت مثل العسل.

وأية إهانات وإذلال لإدارة بادين لن توقفها عن مواصلة تبني مجرم الحرب نتنياهو وحربه الشخصية على الفلسطينيين، فالانتخابات الأمريكية على الأبواب، وبايدن وترامب بحاجة للوبي اليهودي في أمريكا ليس من أجل أصواتهم فقط، بل من أجل تدفق الأموال اليهودية إلى صناديق الحملات الانتخابية.

منذ أربعة اشهر ونحن نسمع كلاما حول غزة وإطلاق عملية سياسية من الصهاينة والأمريكان وحتى من العرب، كلاما لا يدوم على حال، ويشبه ما تقوله العامة "خرط كوسا"، وكأن الجميع يلعب على ورقة الدم الفلسطيني حتى آخر قطرة دم في غزة، وهذا يمثل النظام الرسمي العربي أيضا.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

غزة الصهاينة المال اليهودي الانتخابات الأمريكية إبادة الفلسطينيين النظام الرسمي العربي بايدن ترامب